الأحد، 25 سبتمبر 2011

فرعون أمة محمد ...

فِرعَـونُ أمّـةِ محمَّــد

يقول الله تعالى عن فرعون موسى :  
[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {96} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ {97}يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ {98} ]  {هود }
معركة بدر من حيث عدد المشاركين فيها، وعدد القتلى، ومدة الاشتباك معركة صغيرة نسبيّاً،  إلا أن فيها عبرا جليلة ومواقف مشهودة لمن أراد أن يعتبر أو يتفكر، فكانت معركة الفرقان التي فصلت بين عصرين ومنهجين .
عند نهاية المعركة سأل الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ : من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه، وأخذ لحيته ليجزّ رأسه، وقال : هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ فقال أبو جهل بكِبْر : بماذا أخزاني الله ؟ أو هل فوق رجل قتلتموه ؟ فلو غير أكّار ( أجير )  قتلني، ثم قال : أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ قال : لله ورسوله  . ثم قال لابن مسعود  ـ وكان قد وضع رجله على عنقه ـ لقد ارتقيت مرتقًا صعبا يا رويعي الغنم .
وبعد أن دار بينهما هذا الكلام اجتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ ، فقال : يا رسول الله ، هذا رأس عدو الله أبي جهل . فقال الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ غير مصدق : آلله الذي لا إله إلا هو !!! فرددها ثلاثا ، ثم قال : الله أكبر ، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق فأرني إياه ، ولما رآه قال ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ : هذا فرعون هذه الأمة .
بم صار أبو جهل فرعون هذه الأمة ، وفيها من آذى المسلمين أكثر منه ؟!
 نحاول تتبع مواقف أبي جهل التي ميّزته عن غيره من صناديد الكفر .
في مكّة عُرف عن أبي جهل أنه كان يتحدى الرسول ــ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ويتوعده بالانتقام ، ومما عُرف  من قوله : (إن وضع محمد ــ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  جبهته على الأرض لأطأن رقبته ),
وفي قصة الهجرة اجتمع صناديد قريش في دار الندوة، وقدمت هناك اقتراحات كان منها:
اقترح أبو الأسود: نخرجه من بين أظهرنا، وننفيه من بلادنا .
واقترح أبو البختري: احبسوه في الحديد ، وأغلقوا عليه بابا ، ثم تربصوا ما أصاب أمثاله من الشعراء من هذا الموت .
ولكن أبا الجهل كان صاحب اقتراح استئصالي متطرف: أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابا جليدا وسيطا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل جميعا.
وفي وقعة معركة بدر عندما بلغ جيش مكة أن أبا سفيان نجا بالقافلة، همّ أهل مكة بالرجوع، ورجع منهم الأخنس بن شريق مع بني زهرة، ولكن أبا جهل وقف في كبرياء وغطرسة قائلا :
واللهِ لا نرجع حتى نردَ بدرا ، فنقيم بها ثلاثا فننحر الجزور ، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر ، وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدا .
لقد شارك فرعون أمة محمد فرعون موسى في موقفه من الجماعة المؤمنة، فهذا فرعون يريد أن يقتلع السحرة المؤمنين من الأرض، ويرد أن يجعلهم عبرة لمن بعده ليقلع بذور الإيمان من قلوب الناس، ولكنه خاب وخسر
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا، واحرسنا بعينك التي لا تنام ، وانصرنا على القوم الكافرين بعزّك الذي لا يُضام  .

ليست هناك تعليقات: