الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

بداية مشرقة لشهر رمضان

بداية مشرقة لهذا الشهر


يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
]  إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً [  { النساء: 31}وعن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  قال:( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر ) رواه  مسلم .
وأبو هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ هو نفسه الذي روى حديث الصيام وما فيه من وعد وبشرى :
عن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنب  )  .
وقد ورد أن الصيام وكذا الصلاة والصدقة كفارة لفتنة الرجل في أهله وماله وجاره، فعن حذيفة بن اليمان ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ :  ( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره،  تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ) .
وقد دلت النصوص على أن المغفرة الموعود بها الصائمون مشـروطة بأمور ثلاثة :الأول: أن يصوم رمضان إيماناً أي: إيماناً بالله ورسوله وتصديقاً بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر.الثاني: أن يصومه احتساباً طلباً للأجر والثواب إخلاصاً لوجه الله تعالى، لا رياء ولا تقليداً أو غير ذلك من المقاصد ، يصومه طيّبة به نفسُـه غير كاره لصيامه، ولا مستثقل لأيامه، بل يغتنم طول أيامه لعظم الثواب.الثالث:  أن يجتنب الكبائر،  والكبيرة هي كل ذنب رُتّب عليه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة، أو رُتب عليه غضب ونحوه، وذلك كالإشراك بالله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والزنا، والسحر، والقتل، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وشهادة الزور، واليمين الغموس، الغش في البيع، وسائر المعاملات، وغير ذلك.
فإذا صام العبد رمضان كما ينبغي، غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها، إذا اجتنب كبائر الذنوب، أو تاب مما وقع فيه منها .
 لنبدأ رمضان هذا العام  باجتناب كبيرة ، ونقدم التوبة عنها بين يدي هذا الشهر الفضيل طمعا في قبول هذا الشهر والخروج منه وقد غفر  الله لنا ما تقدم من ذنبونا ، والكبيرة التي يحسبها الناس صغيرة ويصرُّون عليها غفلة أو جهلا هي قطيعة الرحم ، لأنهم لا يعملون أن رحمة الله معلقة ومرتبطة بصلة الرحم .
رُوي أن أبا هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ جلس يحدث يوما عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  فقال : أُحرّج على كل قاطع رحم إلا قام من عندنا . فلم يقمْ أحدٌ إلا شابٌّ من أقصى الحلقة ، فذهب الشاب إلى عمته ، لأنه كان قد صارمها ( قاطعها ) منذ سنين ، فصالحها .
فقالت له عمّته: ما جاء بك يا بن أخي ؟ فقال: إني جلست إلى أبي هريرة صاحب رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فقال : أحرِّج على كل قاطع رحم إلا قام من عندنا . فقمت .
فقالت له عمته : ارجع إلى أبي هريرة واسأله لمَ ذلك .
فرجع إليه، وأخبره بما جرى له مع عمته، وسأله لمَ لا يجلس عندك قاطع رحم ؟
فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يقول : ( إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطعُ رحم ..)
فهيا نغتم شهر تصفيد مردة الشياطين  ، ونطلق سراح  الرحمة ونصل قريبا قاطعنا أو قاطعناه  ، ونقدم هذه التوبة بين يدي شهر التوبة ، لعل الله يرحمنا ويخرجنا من رمضان من المغفور لهم .

ليست هناك تعليقات: