الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

قلعة الموت وقصر الرئيس

قلعة الموت وقصر الرئيس..!!

في قصة يوسف عليه السلام ، موقف يمثل ما يسمى في علم النفس " الإسقاط النفسـي " وذلك في الآية :[ وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] {يوسف: 25}   
فامرأة العزيز أسقطت ذنبها الذي فعلته هي على سيدنا يوسف ، وهذا ما يعبر عنه المثل : رمتني بدائها وانسلت . ويقول علماء لنفس أن أهم صفات الذين يقومون بإسقاط عيوبهم على الآخرين :
·         المتصفون بالاعتداد بالرأي والأنفة الزائدة  ..
·       الميالون للجدل والمراء والعناد والتحدي والخصومة ..   
·       المتصفون بالشك والريبة والحذر الزائد من الناس ..    
·       ضعاف الثقة في النفس وإن أوهموا من حولهم أنهم واثقون بأنفسهم 
هناك زعيم عربي تنطبق عليه هذه الصفات بوضوح ، أظنك تعرفونه !! وله عندنا قصة ..
عندما قامت حركة الشعوب العربية هذا العام في الوطن العربي ، وحان وقت أن يغير الله ما بالقوم من استبداد وظلم وفساد ، بعدما غيروا ما بأنفسهم من الذل والخوف  والخنوع ، ترددت ذات التهمة تقريبا على لسان الحكام المستبدين  ، تهمة مفادها  أن الشباب الذين يطالبون بالحرية والتغيير وإنهاء العبودية والفساد هم شباب مضللون تم تخديرهم ، فزعيم ليبيا وعميد زعماء إفريقيا ـ كما يسمي نفسه  ـ اتهم الثائرين بأنهم يأخذون حبوب الهلوسة ، فيفعلون ما يؤمرون تحت تأثير المخدر الذي يغيب العقول ، وذات التهمة تكررت على لسان أهل النظام في اليمن ، وامتدت الأسطوانة لتصل لمروجي القمع في بلاد الشام  .
في الغالب استدعى الزعماء هذه التهمة من التاريخ ، فقد ظهرت فرقة سميت بفرقة الحشاشين تخصصت في الاغتيال السياسي .  
وكان أمير هذه الفرقة الذي يسمى شيخ الجبل ، ويسكن في قلعة حصينة ، سكن أحدهم  في بانياس ، كان يخدر الشباب بالحشيش ثم يدخله بستان فيه مما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، فيمسح دماغه ويقول له أنه إن قتل سيدخل مثل هذه الجنة ، ويرسله  لكي يقتل خصوم الجماعة من القادة والزعماء ، ومن الذين اغتالتهم هذه الفرقة الضالة مؤسس التعليم النظامي الوزير نظام الملك السلجوقي ، وقد حاولوا مرتين اغتيال القائد صلاح الدين الأيوبي ، وخططوا لفتح أبواب دمشق أما الصليبين مقابل منحهم مدينة صور ليقيموا فيها .
يقال بأن حبوب الهلوسة اخترعها عالم كيمياء زنجي في آخر حياته لينتقم من البيض لأنهم كانوا يعاملونه دائما بازدراء ، وكانت في البداية غالية الثمن لا يشتريها إلا البيض .
حبوب الهلوسة من المخدرات الحديثة ، وهي أقراص تجعل متعاطيها يتصـرف بتهور ، ويقوم بتصرفات وسلوكيات غير أخلاقية مثل السرقة والزنا والقتل ، كما تؤدي إلى خلل في الحواس  مثل لمس الأصوات بدل سماعها و سماع الألوان بدل مشاهدتها .
فيما بعد عندما سقط أول نظام عربي وهو نظام  زين الدين بن علي ، وفتح الشعب قصـر قرطاج الرئاسي،  شخصت أبصار الناس وهي ترى جدران القصـر وقد تحولت إلى مغارة الأربعين حرامي ، فقد خبأ فيها الأموال والمجوهرات والنفائس ، ولكن البلية عندما اكتشف الناس  أيضا أن القصـر كان مخبأ للمخدرات ، تلك المخدرات ذاتها التي يتهم فيها الزعماء أن معارضيهم يتعاطونها ليثوروا ضدهم .
إذا ساء فِعلُ المرء ساءت ظنونه                وصدّق ما كان يعتاده منْ تَوهمِ

ليست هناك تعليقات: