الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

العملة المعترف بها يوم القيامة

صرّاف الآخرة ..!!

جاء في الكتاب المنزل على خير البشرية :
 [ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [  { مريم:95}  
[وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [  { الأنعام:94}
تركنا خلفنا ما تعارفنا عليه من أموال منقولة وغير منقولة ، عينية ونقدية ، بطاقات اعتماد وتسليف ، دفاتر الشيكات ، كلها نتركها ، وقد تم تبديلها في الدار الآخرة ، مناصب ورتب  وجاه وأولاد وأتباع وحراس ومرافقين كلها نتركها وراء ظهورنا ، وندخل من بوابة الموت إلى عالم جديد .  
أحد العلماء قال إن الحياة رحلة بين خرقتين :
" يُخلق الإنسان ويأتي إلى الدنيا فرداً، ويستقبل في خرقة، ويعيش فترة من العمر إلى أن يموت، ثم يموت ويرجع إلى الله فرداً مودعاً في خرقة أخرى وهي خرقة الكفن، وهو بين الخرقتين حياته تتوقف ومصيره في الآخرة على ضوء سلوكه وعمله فيما بين الخرقتين " .
فأي العملات تقبل للتداول في الآخرة ، نستمع للحديث الشريف ففيه بيان ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ ـ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  قَالَ:
 ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟  قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ.  فَقَال:  "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ،  وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ،  وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ،  ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". أخرجه أحمد وقال : حسن صحيح
العملة الدارجة يوم القيامة ليست الدرهم ولا الدينار ولا الدولار وإنما الحسنات فقط.
 بعض الناس في الدنيا فقير المال لكنه مليونير حسنات، وبعض الناس في الدنيا غني في المال لكن ليس عنده حسنة، فقير في الآخرة -والعياذ بالله- ولهذا يقال: إذا رأيت أحداً ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة، ولكن ما بال الناس يزهدون فيها؛ لأنهم لا يعرفون قيمة الحسنات، ولا يعرف قيمة الحسنات إلا العالم بالله، مثل الذهب لا يعرفه إلا صاحب الخبرة،  ولو أتيت بالذهب عند الفحام، فسوف يرميه لأنه يريد فحماً فقط، وأيضاً لو أتيت به عند الذي يجمع البعر والروث كي يفعل به سماداً لرماه لا يعلم أنه ذهب، وكذلك الذي يعرف الله ويعرف دين الله وحقيقة الحياة يعرف قيمة الحسنات، ولهذا يجمع فيها ويحصل منها ويسابق إليها ولا يشبع من خيرٍ حتى تكون نهايته الجنة.
أما بطاقة الاعتماد التي تفتح لها أبواب الجنان فهي بطاقة " لا إله إلا الله " وفي الحديث :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
( إِنَّ الله سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي (أي يميز ويختار) عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُـرُ عَلَيْهِ ( أي يفتح ) تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاً ، كُلُ سِجِلٍ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئَاً ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحافِظُونَ ؟ فيَقُولُ: لا يَا رَب، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَب، فَيَقُولُ:  بَلَى، إنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً ـ أي واحدة عظيمة ـ ، فَإِنَهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُـرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَب مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَع هَذِهِ السِجِلاتُ ؟ فَقَالَ: فَإِنَكَ لا تُظْلَمُ، قالَ: فَتُوْضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالِبطَاقَةُ في كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلاتُ وَثَقُلَت البِطَاقَةُ، ولا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ الله شَيْء ) رواه أحمد  وقَالَ الألباني: صحيح .

ليست هناك تعليقات: