الخميس، 15 سبتمبر 2011

عاشق الصلاة

عاشق الصلاة .... !!

يقول الله تعالى في بيان فضله على خيرة عباده :
[وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ] {الأنبياء: 73}.
قال رَّسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرَّة عيني في الصلاة))؛ رواه الترمذي.
نسمع كثيرا عن أنواع شتى من العشاق ، ولكن هل سمعتم عن عاشق الصلاة ؟
أنقل لكم ترجمة عن حياة عاشق الصلاة فتأملوا وتدبروا رحمكم الله .. 
إنَّهُ الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ البُنَانِيُّ، البِصْـرِيُّ. وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ، لازمَ أنَسَ بنَ مَالكٍ خَادِمَ رَسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَشـر َسنواتٍ بالمدِينَةِ، كانَ عَابِدًا تَقيًا عَالِمًا، مِنْ عُلَمَاءِ الحديثِ.
قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ يَوْماً: إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيْحَ، وَإِنَّ ثَابِتاً مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ.
وعَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعَبْدُ مِنْهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى قَتَادَةَ.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي رَزِيْنٍ، أَنَّ ثَابِتاً قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاَةَ عِشْـرِيْنَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْـرِيْنَ سَنَةً. وعَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَداً الصَّلاَةَ فِي قَبْرِهِ، فَأَعْطِنِي الصَّلاَةَ فِي قَبْرِي.
كانَ مِنَ الناسِ المُؤْمِنِينَ الأتْقِيَاءَ بَعْدَما تُوفيَ، شاهدَهُ النَّاسُ يَقَظَةً يُصَلّي وهوَ في قَبْرِهِ، يَقَظَةً ليْسَ مَنَامًا، اللهُ تَعَالَى حَقَّقَ لَهُ دَعْوتَهُ.
فَيُقَالُ:إِنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ اسْتُجِيْبَتْ لَهُ، وَإِنَّهُ رُئِيَ بَعْدَ مَوْتِهِ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ.
حَدَّثَ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّاز،عَنْ شَيبانَ عَنْ أَبيْهِ قَالَ:أ َنَا واللهِ الذي لاإِلَه إلا هُو، أَدْخَلْتُ ثَابِتاً البُّنانيَّ لَحْدَهُ وَمَعِي رَجُلٌ، قالَ فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ الَّلبِنَ سَقَطَتْ لَبِنَةٌ فَإِذَا أَنَا بِهِ يُصَلِّي في قَبْرِهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي أَلا تَرَى؟ قالَ: اسْكُتْ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ، وَفَرَغْنَا، أَتَيْنَا ابْنَتَه فَقُلْنا لَهَا مَا كَانَ عَمَلُ أَبِيْكِ ثَابِتٌ؟ فَقَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُمْ؟
فَأَخْبَرْنَاهَا فَقَالَتْ: كانَ يَقُومُ الَّليْلَ خَمْسِينَ سَنَة فَإِذَا كانَ السَّحَرُ قَالَ في دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ الصَّلاةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِيْهَا. فَمَا كَانَ اللهُ لِيَرُدَّ ذَلِكَ الدُّعَاء.
 وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: قَرَأَ ثَابِتٌ:  [أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} [الكَهْفُ: 37} وَهُوَ يُصَلِّي صَلاَةَ اللَّيْلِ يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا.
وَأخبَرَ  ّثابتُ البنانيّ عَنْ رَجِلٍ مِنَ العُبْادِ أنَّهُ قالَ يومًا لإخْوَانِهِ :  إنِّي أعْلَمُ مَتى يَذْكرُني رَبِّي عزَّ وجلَّ ؟ قال: فّفّزِعوا منْ ذلكَ فَقَالوُا  : تَعْلمُ حينَ يَذْكُركَ ربُّك ؟ قاَل : نعم.  قالوا:  متى ؟ قال: إذا ذكرتُهُ ذكرنيْ.  قال: وإنِّي لأعلمُ حين يَستجيبُ لي ربيْ عزّ وجلّ  . فعجِبُوا من ذلك . فقال:أذا وَجِلَ قلبي واقشعر جلدي،  وفاضت عيني، وفُتِحَ لي في الدُّعاء أعلمُ أنْ قدْ استجيبَ لي .   
وقَدْ سُمِعَ ثابتٌ البُنانيُّ يقولُ: الليلُ والنَّهارُ أَرْبَع وعشـرونَ ساعةً لَيْسَ فِيها سَاعَةً تَأْتِي عَلَى ذِي رُوْحٍ إلاَّ وَمَلَكُ المَوْتِ عَلَيْها قَائِمٌ فَإِنْ أُمِرَ بِقَبْضِهَا قَبَضَها وإلاَّ ذَهَبَ .
وَقَالَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ البَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي، وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُوْمَ، وَلاَ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرَ مَعَهُم، اللَّهُمَّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ذَلِكَ، فَلاَ تَدَعْنِي فِي الدُّنْيَا سَاعَةً. فمات من وقته رحمه الله.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْـرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. رضي الله عنه وأرضاه ..

ليست هناك تعليقات: