الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

الرغيف المقاتل

الرغيف المقاتل .. !!

 [وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ] { النساء : 9 }
وقال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
( صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خُفْيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف ) . { رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني } . 
وليَ علي بن الفرات أمر الدواوين في حكم المكتفي والمقتدر العباسيين  ، ذات يوم نقم ابن الفرات على العالم الزاهد أبي جعفر بن بسطام ، وكانت لهما قصة رواها القاضي التنوخي في  " كتاب الفرج بعد الشدة "  :
كان ابن الفرات، يتتبع أبا جعفر بن بسطام بالأذيِّة، ويقصده بالمكاره، فلقي منه في ذلك شدائد كثيرة. وكانت أم أبي جعفر قد عودته منذ كان طفلاً، أن تجعل له في كل ليلة، تحت مخدته التي ينام عليها، رغيفاً من الخبز، فإذا كان في غد، تصدقت به عنه.
فلما كان بعد مدة من أذية ابن الفرات له، دخل إلى ابن الفرات في شيء أحتاج إلى ذلك فيه، فقال له الوزير ابن الفرات: لك مع أمك خبر في رغيف ؟ قال: لا. فقال: لا بد أن تصدقني.
فذكر أبو جعفر قصة رغيف أمه ،  فقال ابن الفرات: إني بت البارحة، وأنا أدبر عليك تدبيراً لو تم لاستأصلتك، فنمت، فرأيت في منامي، كأن بيدي سيفاً مسلولاً، وقد قصدتك لأقتلك به، فاعترضتني أمك بيدها رغيف تترسك ( تحميك ) به مني، فما وصلت إليك، وانتبهت.
فعاتبه أبو جعفر على ما كان بينهما، وجعل ذلك طريقاً إلى استصلاحه، وبذل له من نفسه ما يريده من حسن الطاعة، ولم يبرح حتى أرضاه، وصارا صديقين. وقال له ابن الفرات: والله، لا رأيت مني بعدها سوءاً أبداً.

ليست هناك تعليقات: