الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

لا مرحبا بهم

لا مرحبا بهم  ..!!

[ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ] { إبراهيم: 48 }
تبدل الأرض أرضاً بيضاء نقية  لم يسفك عليها دم حرام ، ولم يُعمل عليها خطيئة، كما أخبرنا رسول الله ^ : (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقُرصة النقيّ ـ  قرص الفضة الصافي ـ  ليس فيها معلم لأحد ) . وهناك يكون العرض الأكبر  وقد  اجتمع كل بشبيهه من الخلائق  .
نشاهد في عمرنا الكثير من الاستعراضات ، وأشهرها الاستعراضات العسكرية ، تمر كل فرقة بزيها وقائدها وما تحمله أو تجره من أسلحتها ، ويوم العرض الأكبر يُستعرض الناس أمام رب العالمين والملائكة زمرا ، فيا له من مشهد يوم عظيم ..  
 وفي  تفسير قوله تعالى: [ احْشُـرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ] فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا، وكل كافر معه شيطانه في سلسلة ، الفاجر مع الفاجر، والصالح مع الصالح، ويُلحق كل امرئ بشيعته .
تمرّ  مجاميع الناس  في المحشر  في مشهد رهيب زمرا زمرا 
هذه زمرة ليس في وجوهها لحم ، ملئت خموشا ، ونسأل من هؤلاء ؟ فيكون الجواب هؤلاء الذين يسألون الناس عن ظهرِ غنى .
وتمرّ زمرة على هيئة الذّر في صور رجال يغشاهم الذل من كل مكان ؟ ونسأل من هؤلاء ؟ فيكون الجواب هؤلاء المتكبرون في الدنيا .
ويأتي رجال أحد شقيهم مائل ، ونسأل من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ هؤلاء الذين كانوا لا يعدلون بين زوجاتهم .  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ^  قَالَ :  « مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ »
وتمر بالموكب العظيم زمرة ، رفعت أعلام الغدر في أقفيتهم ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ : هؤلاء أهل الغدر في الدنيا يكشف الله غدراتهم مكتوبة على ألوية تُدق في أعقابهم . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  ^  : « لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنٍ »
ثم تمر فرقة على هيئة القرود تزعق وتولول . فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق من الرسول ^ البلاغ : هؤلاء أهل النميمة في الدنيا .
ويأتي أناس مهشمة أجسادهم يتخبطون في الأرض ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب ، وقد سبق من الرسول ^ البلاغ : هؤلاء  آكلو الربا في الحياة الدنيا . 
ويأتي فريق من الناس مقطعة أطرافهم ، يتعثرون في سيرهم ؟ فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ من الرسول ^ : هؤلاء الذين يؤذون جيرانهم .
ويأتي قوم يمضغون ألسنتهم حسرة وندما وتخرج الجراح من فمه ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب وقد سبق البلاغ : هؤلاء العلماء الذين يعظون بالخير ويأتون السوء .
ويأتي فريق من الناس تخرج منهم رائحة جيفة نتنة قذرة ، فيقال من هؤلاء ؟ فيأتي الجواب هؤلاء هم الزناة أهل الفواحش في الدنيا .
وتمر فرقة عمياء تتخبط ، فيقال من هؤلاء ، فيأتي الجواب هؤلاء  حكام الجور  .

ليست هناك تعليقات: