الاثنين، 12 سبتمبر 2011

النور والضوء ...

يقول  الله سبحانه تعالى :
[هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  ] { يونس : 5 }

وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  كَانَ يَقُولُ :
( الطُّهْرُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا )

فرّق العلماء بين الضوء والنور فقالوا : الضياء يكون مما يحرق ، أما النور فلا .
وقالوا :  الضياء ما كان من مصدر ذاتي، أما القمر فوصفه بالنور لأنه  انعكاس لضوء الشمس .
فالضوء هو ذلك الصادر من جسم مشتعل مضيء بذاته‏ ، أما النور فهو الأشعة المنعكسة من جسم غبر ملتهب  .
رمضان شهر الصوم وشهر الصبر ، نتذكر هذا التعريف لكي نتفهم الآتي ..
حين ندعو لشخص نقول له : نوّر الله عليك ، وحين نمدحه نقول له : ما شاء الله وجهك منوّر  مثل البدر .  ولكن لا نقول له أضاء الله عليك ، وإذا قلت له أنت (ضاوٍي) فسيعتبر ذلك شتيمة !!
الفرق أن الضياء يكون مما يحرق أما النور فلا،  بل النور قد يريح العين والنفس،  لذا وصف الله تعالى الشمس بالضياء لأنها تحرق ، ووصف القمر بالنور إذ ليس في القمر ما يحرق بل قد تستريح النفس بالنظر إلي القمر ، كذا الأمر في الصلاة و الصبر ، فالصلاة راحة لنفوس المؤمنين،  وأما الصبر ومنه الصيام فيكون معه حرقة وألم  ، فصلِّ وسلِّم على من أوتى جوامع الكلم .
أحد عظماء فيتنام الذي أخرج المحتلين من بلاده كان يدعى ( هو شي منه ) وقرأت أن ترجمته الحرفية ( هو الشيء الذي يضيء ) ، فقلت سبحان الله أين هو من تور الهدى نبينا محمد الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور ؟!

ليست هناك تعليقات: