الخميس، 15 سبتمبر 2011

وصفة للدواء بالصدقة ..

وصفة للتداوي بالصدقة ..!!

قال سبحانه وتعالى في كتابه العظيم :
[ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) ]
قال صلى الله عليه وسلم : داووا مرضاكم بالصدقة. وقال صلى الله عليه وسلم : الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
روى الشيخ نبيل العوضي مما يعرف أن دكتورا في إحدى الجامعات المصـرية ،  سافر إلى بريطانيا للعمل ، وهناك أصيب بمرض خطير ، وعند الفحص والتشخيص قال له الأطباء  إنه مريض بالقلب ، ولا بدّ من عملية قلب مفتوح،  و نسبة الخطورة فيها كبيرة ، وفرصة نجاحها ضئيلة جدا، لأن عضلة القلب عنده ضعيفة .
فقال الرجل  أذهب إلى أولادي أودعهم وأوصيهم ، و أرجِع الأمانات إلى أصحابها ثم أستعد و آتيكم ، قال الأطباء لا تتأخر لأن حالتك شديدة  الخطورة  لا تحتمل التأجيل.
رجع الدكتور  إلى مصـر ،  وجلس إلى أولاده يودعهم ويحدثهم  أن الأعمار بيد الله ، و ربما لا يرجع إليهم مرة أخرى،  وسلّم على من يشاء من أحبابه ، وأستعد للقاء الله عز وجل ،  يقول الدكتور : ثم  ذهبت إلى أحد أصحابي لأسلم عليه في أحد  المكاتب  ، وكان بجوار المكتب جزار ، فنظرت  وأنا جالس في المكتب فرأيت عند الجزار امرأة عجوز في يدها كيس تجمع فيه  العظام والشحم واللحم الساقط على الأرض ومن القمامة،  فاستأذنت من صديقي ، وذهبت أنظر لتلك المرأة الفقيرة ،  وقفت بجوارها وقلت لها بصوت مشفق : ماذا تصنعين يا أختي  ؟  
قالت :  يا أخي،  أنا لي خمس بُنيات صغيرات لا أحد يعيلهن ،  ومنذ سنة كاملة لم تذق بنياتي قطعة من اللحم ، فأحببت إن لم يأكلوا لحما أن يشربوا مرقه أو يشموا رائحته ..
يقول الدكتور تأثرت لها ، وبكيت من حالها وأدخلتها إلى الجزار،  وقلت له :  يا فلان كل أسبوع تأتيك هذه المرأة فتعطيها ما تطلب من اللحم على حسابي .
فقالت المرأة : لا .. لا..  لا نريد شيئا .
فقلت : والله لتأتين كل أسبوع،  وتأخذي ما شئت من اللحم ...
قالت المرأة : لا أحتاج سوى لكيلو واحد  .
قلت :  بل أجعلها كيلوين .. ثم دفعت مقدما لسنة كاملة ..
فأخذت المرأة تدعو لي وهي تبكي  ، فأحسست بنشاط كبير وهمة عالية ..
رجعت إلى البيت وقد أحسست بسعادة ، لأني أدخلت السرور على قلب هذه المرأة المسكينة .
فلما دخلت إلى البيت جاءت ابنتي الكبيرة التي تعلم عن مرضي فقالت:  يا أبي وجهك متغِّير كأنك فرح !! فأخبرتها بالقصة فأخذت ابنتي تبكي على حال تلك المرأة  .  وقالت :
ـ   يا أبي ، أسأل الله أن يشفيك من مرضك كما أعنت تلك المرأة ...  
ثم لما رجعت إلى بريطانيا  لأجري العملية،  قال الطبيب المعالج بعد فحصـي تجهيزا للعملية  بغضب  : أين تعالجت؟ قلت :  ماذا تقصد ؟ قال : أين ذهبت إلى أي مستشفى ؟؟  قلت: والله ما ذهبت إلى أي مستشفى سلّمت على أولادي ورجعت..
قال : غير صحيح قلبك المريض لا تبدو عليه أي علامات المرض .
قلت :  ماذا تقول يا دكتور ؟
قال : أنا أخبرك أن القلب سليم تماما ، فإما أنك لست الرجل الذي فحصته قبل أسبوع ، أو إنك ذهبت إلى مستشفى آخر، فأرجوك أن تعطيني دوائك فما الذي أخذت؟؟؟...
قلت:  والله لم آخذ شيئا،   إنما ذلك بدعاء امرأة عجوز لا أعرفها ولا تعرفني.
سبحان الله، رقّ فلب هذا الرجل على أيتام مساكين ضعفاء، فقوّى الله تعالى عضلة قلبه،  والجزاء من جنس العمل.

ليست هناك تعليقات: