الثلاثاء، 11 يونيو 2013

ربيعة الرأي .. وحكمة أم

ولد "ربيعة الرأي" في القرن الأول الهجري في "المدينة المنورة" ، وقد ترك والده أمه ، وترك عندها ثلاثين ألف دينار ، وكان في بطنها جنينًا ، ولا يعلم والده بذلك الجنين, وخرج غازيًا إلى بلاد "خراسان"، ولبث سبع وعشرين سنة يغزو مع جيوش المسلمين ، ويقود انتصاراتهم ، ولما جاءه الكبر واشتاق إلى رؤية المدينة والموت فيها ، واشتاق أيضا لرؤية زوجته سهيلة وما حل بها. فاستأذن فروخ قائد الجيش للرجوع إلى المدينة فأذن له .
 رجع فروخ إلى المدينة المنورة ،  دخل فروخ إلى مسجد رسول الله أول ما قدم إلى المدينة، وصلى الفجر مع الناس ، ثم سلم على رسول الله و صاحبيه أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب،  ثم شاهد حلقة علم كبيرة أجتمع عليها الناس ، وكان يسمع كلام ذلك الرجل الذي أجتمع عليه الناس ، ولكن لم يره لعظم الحلقة التي كان فيها فسأل رجل كان بجانبه فقال له : من هذا الرجل الذي أجتمع له أهل المدينة ويسمعون علمه , فنظر له الرجل وقال له : ألا تعرفه ،  من أي البلاد أنت ، أنه ربيعة الرأي ؟ , فقال له فروخ : ومن ربيعة الرأي هذا ؟ فقال له : هذا فقية المدينة وعالمها .  
فلما أنتهى الدرس قام فروخ لكي يذهب إلى بيته ليرى ما فعلت زوجه سهيلة ،  فلما وصل إلى داره وجدها على ما كانت عليه منذ أن تركها , فرأى شابا يخرج منها ولمح زوجه داخل تلك الدار،  فأخذته الحمية على زوجه وما فعلت من وراءه ، فانطلق لكي يدخل الدار، فمنعه ذلك الشاب ، فوثب كل منهما على صاحبه ، فعلى صراخهما حتى أجتمع الجيران ووقفوا مع ذلك الشاب،  فأتى الإمام مالك فسكت الناس، وعم الصمت المكان فقال مالك : أيها الشيخ ألك سعة في هذه ا لدار . فقال : هي داري وتلك هي امرأتي وأنا فروخ . فلما سمعته سهيلة خرجت مستبشرة ، وقالت: ذلك هو زوجي تركني وأنا حامل وهذا ابني.
 فاعتنق الوالد مع ولده ، فلما خلا بزوجه قال لها : أن معي مالا غنمته مع جيوش المسلمين فضميه مع المال الذي كنت قد أعطيتك إياه . فقالت سهيلة : أذهب وصل في مسجد رسول الله يا فروخ وسآتيك بالمال , فقال لها:  لقد صليت فيه ورأيت عجبا سمعت عن رجل يقال له ربيعة الرأي أجتمع له أهل المدينة وكان علمه واسعا وددت لو كنت مثله . فقالت له : أيسرك أن تكون مثله وتخسر كل ما تملك ؟ . قال : نعم أنه ليسرني . فقالت له : أيسرك أن كان أبنك مكانة أيسرك أن تنفق علية مالك كله ؟ . فقال : نعم وأنة ليسرني ذلك وذلك آثر عندي . فقالت له : هو والله ابنك , وقد أنفقت ما تركته عندي عليه .

ليست هناك تعليقات: