الجمعة، 28 مارس 2014

التفاخر بأكبر الكبائر


قرأنا في الصحف وصية عجيبة لأحد كبار كتاب الهند الذي توفي في 20 آذار 2014 ، جاء في الخبر :
أوصى الكاتب الهندي البارز خوشوانت سينج وأحد أهم مؤلّفي بلاده بالإنكليزية الذي غاب أخيرا، في التاسعة والتسعين، من جراء إصابته أن يُحفر على شاهد قبره:
 "هنا يرقد رجل لم يكن جيدا أو سيئا، إزاء الناس أو إزاء الله. لا تذرفوا أي دمعة من أجله، كان شخصا دنيئا. كتَبَ أمورا مقيتة وجدَها هو مضحكة. ليتمجّد إسم الله، لقد مات ابن الكلب".
قرأت وقلت صدق من قال : الولد السيء يجلب لوالده المسبة ، وكل من سيمر عن قبر هذا الكاتب سيسب والده الذي وصفه بالكلب .
أين هذا من التوجيه القرآني ، والهدي النبوي في التعامل مع الوالدين ؟
فقد قرن الله تعالى عبادته بالإحسان للوالدين فقال :
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ } [ الإسراء : 23 ]
وقرن شكرهما بشكره ، فقال تعالى : ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [ لقمان : 14]
وكان بر الوالدين والدعاء لهما بعد موتهما من شعار الأنبياء،
فمن دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام :
﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ﴾ [ إبراهيم ]
ومن دعاء سيدنا نوح عليه السلام :
﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .. (28) ﴾ [ نوح ]
ومن دعاء سيدنا سليمان عليه السلام
﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) ﴾ [ النمل ]
ومن دعاء الصالحين فى القرآن الكريم :
﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) ﴾ [ الأحقاف ]
وعدّ الرسول صلى الله عليه وسلم شتم الوالدين من  أكبر الكبائر :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ
وعن أبي الطفيل ، قال : جاء رجل إلى علي بن أبي طالب وأنا عنده ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك ؟ قال : فغضب علي وقال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي بشيء ، فيكتمه الناس ، غير أنه حدثني بكلمات أربع. قال : ما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : «لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من غير منار الأرض ».
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ملعون من سب أباه ، ملعون من سب أمه ».


ليست هناك تعليقات: