الخميس، 21 أغسطس 2014

فطنة الخادم


من الحكمة اليمانية 

عن  النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أَبو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ, وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأانِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَالصَّلَاةُ نُورٌ, وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ, وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ, وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ, كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو, فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا  "  [أخرجه مسلم في الصحيح ]

حكى أن الذي بنى مسجد الفليحي بصنعاء القديمة كان رجلاً صالحاً يدعى الشيخ أحمد الفليحي ، فأوصى ببناية المسجد بعد موته من تركته ، وفي يوم من الأيام كان الحاج أحمد الفليحي سائراً مع عبدٍ ذكي له ، وكان الطريق مظلماً ، وكان العبد يحمل سراجاً ليضيء لسيده ، فكان يسير بالسراج خلفه وسيده يقول له : سر أمامي ، الذي يريد يضيء لإنسان ينبغي آن يسير أمامه لا خلفه ، فيقول العبد : هذا على مذهبك ، فيقول الفليحي : على مذهبي ! كيف ؟ قال : أنت عندما اردت أن تعمل حسنة ، وهي بناء المسجد ، لتضيء لك ، جعلتها بعد موتك أي خلفك ، فهلا جعلتها أمامك لتضيء لك ، فقال الفليحي : صدقت . وقام على بناء المسجد في حياته .
فلما عمر المسجد وابتدأ الناس يصلون فيه ، طلب الفليحي من هذا العبد المتقدم ذكره أن يدعو المصلين في صلاة العشاء ليتعشوا عنده ، فنزل العبد وجاء ومعه عددٌ قليلٌ ، وكان المصلون في المسجد كثيرين ، فقال الفليحي : ألم أقل لك تدعوا المصلين ، وجئتني بهذا العدد القليل ن أين بقية المصلين ؟ فقال العبد : هؤلاء هم المصلون ، قال : كيف ؟ والباقي ، قال العبد : بعد صلاة العشاء سألتهم عن السورة التي قرأها الامام في الصلاة ، فلم يعرف الجواب إلا هؤلاء ، والباقون لم يجيبوا ، فلم أعتبرهم مصلين .


روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أَبي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَأَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَضْعَفُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم».

ليست هناك تعليقات: