( الأَقْرَبُونَ أَوْلَى
بِالْمَعْرُوف) ليست آية في كتاب الله
تعالى كما يعتقد البعض ، وهي كذلك ليست حديثا شريفا يروى عن الرسول عليه السلام ..
إنها قاعدة فقهية استنتجها الفقهاء من آيات تحث على الاهتمام بذي القربى
مثل قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا
حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ) ومثلها قوله تعالى : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ
السبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ للذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ ) ..
ومن أحاديث نبوية شريفة مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لأبي طلحة عندما تصدق ببستان بيرحاء : ( بخ، ذلك مال رابح، مال رابح، وقد
سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين ) ومثل قوله عليه السلام : (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على
ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة ) .
هي قاعدة فقهية وضع لها العلماء ضوابط كي لا تنحصر الصدقات
في الأقارب ، وتنحرف عن مستحقيها ، وهذا ما أسميه معادلة لها ضوابط تحكمها .
الأقربون ثلاثة أنواع :
الأقربون بالنسب ، وهي رابطة الدم .
الأقربون بالإيمان ، وهي رابطة العقيدة .
الأقربون بسبب الحاجة حيث يقترب الإنسان لما هو محتاج إليه
كما يقترب المقرور من المدفأة .
فهناك ثلاث مدخلات تحدد وجه المعروف من صدقة وغيرها ، فإذا
تساوى عندك عاملان استخدم الثالث للترجيح ، فإذا تساوى شخصان عندك في القرابة
والحاجة فعليك أن ترجح أكثرهما تدينا ، وإذا تساوى شخصان في الحاجة والإيمان فرجح
أقربهما نسبا ، وهكذا ، وجعلكم الله تعالى من أهل المعروف في الدنيا ومن أهل الجنة
في الآخرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق