الثلاثاء، 22 يوليو 2014

معادلة : الأقربون الأولى بالمعروف



( الأَقْرَبُونَ أَوْلَى بِالْمَعْرُوف) ليست آية في كتاب الله تعالى كما يعتقد البعض ، وهي كذلك ليست حديثا شريفا يروى عن الرسول عليه السلام ..
إنها قاعدة فقهية استنتجها الفقهاء من آيات تحث على الاهتمام بذي القربى مثل قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ) ومثلها قوله تعالى : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ للذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ..
ومن أحاديث نبوية شريفة مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي طلحة عندما تصدق ببستان بيرحاء  : ( بخ، ذلك مال رابح، مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين ) ومثل قوله عليه السلام : (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة ) .
هي قاعدة فقهية وضع لها العلماء ضوابط كي لا تنحصر الصدقات في الأقارب ، وتنحرف عن مستحقيها ، وهذا ما أسميه معادلة لها ضوابط تحكمها .
الأقربون ثلاثة أنواع :
الأقربون بالنسب ، وهي رابطة الدم .
الأقربون بالإيمان ، وهي رابطة العقيدة .
الأقربون بسبب الحاجة حيث يقترب الإنسان لما هو محتاج إليه كما يقترب المقرور من المدفأة .

فهناك ثلاث مدخلات تحدد وجه المعروف من صدقة وغيرها ، فإذا تساوى عندك عاملان استخدم الثالث للترجيح ، فإذا تساوى شخصان عندك في القرابة والحاجة فعليك أن ترجح أكثرهما تدينا ، وإذا تساوى شخصان في الحاجة والإيمان فرجح أقربهما نسبا ، وهكذا ، وجعلكم الله تعالى من أهل المعروف في الدنيا ومن أهل الجنة في الآخرة . 

ليست هناك تعليقات: