الأحد، 6 يوليو 2014

اعرض نفسك على القرآن

اعرض نفسك على القرآن

واعرف أين موقعك من ربك ..
رمضان شهر القرآن بامتياز ففيه نزل ، وفيه تدارسه جبريل عليه السلام مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيه ترى المسلمين عاكفين عليه قراءة في كل ركن من أركان المسجد ،  ولكن كم قارئا يعرض نفسه على القرآن ليحدد موقعه من المؤمنين . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدِّقٌ , فَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ , وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ " .
قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله
أخرج أبو نعيم فى حلية الأولياء وابن عساكر فى تاريخ دمشق عن مطرف بن عبدالله بن الشخير قال: «إنى لأستلقى من الليل على فراشى فأتدبر القرآن، وأعرض عملى على عمل أهل الجنة، فإذا أعمالهم شديدة ﴿َكانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾  و﴿الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً﴾  و ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً﴾ (الزمر: 8) فلا أرانى فيهم.
فأعرض نفسى على هذه الآية ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾  فأرى القوم مكذبين.
وأمر بهذه الآية ﴿وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآَخَرَ سَيِّئاً عَسَى الله أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾   فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم . 

وقفَ بُهلول يوماً يُنادي على طريقٍ يَمُرُّ به هارونُ الرَّشيد، ـ وكان َهارونُ وراءَ الفُرْسانِ ـ فنادَى : يا هارونُ .. قال الخليفةُ : مَنْ الذي يُنادَي؟
فأجابه مَنْ حولَه مِنْ حاشيَتُه: بُهلولُ المَجنونُ . فقالَ الخليفةُ له : أتعْرفنِي يا بُهلولُ ؟  قالَ : نَعَمْ .. أعْرفُكَ
قالََ هارونُ : مَنْ أنا ؟
قالَ : أنتَ الذي لو ظُلِمَ أحَدٌ في المَشْرقِ وأنتَ في المَغربِ لسألَكَ اللهُ تعالى عنْه يومَ القيامة.
فبكى هارونُ وقالَ: يا بُهلولُ كيف ترى حالِي؟
قالَ: اعْرضْ نَفسَكَ على آيَةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تعالى ) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (
قالَ : وأينَ عَمَلِي؟   قالَ  ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِين)
قالَ : وأيْنَ قرابتِي مِنْ رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالَ: ( فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ(
قالَ : وأيْنَ شفاعةَ رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟  قالَ ( يَوْمَئِذٍ لاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ )
قالَ : يا بُهلولُ ، مالَكَ حاجةً نقضيها لك ؟ قالَ : نعَمْ .
قالُ هارونُ: وما هي؟   قالَ : تغفِرُ ذنوبي، وتُدْخِلَني الجنَّةَ .

قالَ هارونُ : ليس هذا بيدي يا بُهلولُ . قالَ : فلأيِّ شيءٍ إذَنْ تقولُ ألكَ حاجة نقضيها ؟!

ليست هناك تعليقات: