السبت، 19 يوليو 2014

قراط أهل الكتاب وقراط المسلمين



رأيت يوما يهوديا يستعد للصلاة ، فقام بلف شريط جلدي طويل على ذراعه عدة لفات ، ثم ثبت مكعبا أسود برباط مماثل على جبهته ، في عملية طويلة دقيقة ثم جاء بشال عريض وأسدله على رأسه ، ثم بدأ يقرأ من كتاب ويهز رأسه هزا شديدا لفترة طويلة ..  
فقلت :  سبحان الله، عاملة ناصبة ،  ما أصعب وما أسهل صلاتنا ؟
وأحيانا نسمع أحاديث عن أعمال بسيطة صغيرة ولكن أجورها عظيمة تفوق الخيال  ، بعضنا يستغرب ، وبعضنا يزم شفتيه غير مصدق ، وهذه أمثلة :
" من قال سبحان الله وبحمده في يوم 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "
" رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين"
" من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
 " من دخل السوق فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة " .
" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دحل الجنة "
" أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة " .
ليس فقط أنا وأنت من نستغرب ونندهش عند سماع هذه الأحاديث الت يفيها عمل قليل وأجر كبير ، فهذا عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ سمع ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ، ‏ ‏يقول : "‏ من تبع جنازة فله ‏ ‏قيراط ‏ "  فقال ‏:  ‏أكثر ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏علينا ‏" . ‏فصدقت ‏ ‏يعني ‏ ‏عائشة ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏وقالت سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقوله ‏ ‏فقال ‏ ‏ابن عمر ‏ ـ ‏رضي الله عنهما ـ ‏ : " ‏لقد فرطنا في قراريط كثيرة " .
هذا أيها الكرام من فضل الله تعالى على أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد خصها بخصائص عظيمة، من ذلك أنها أقل عملا ممن سبقها من الأمم، لكنها أكثر أجرا وثوابا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم . كما جاء في حديث القراريط ،

ما جاء عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : ( إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ، ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ ، فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ ، فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ، ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألا لكم الأجر مرتين ، فغضبت اليهود والنصارى ، فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ، قال الله : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ ، قالوا : لا ، قال : فإنه فضلي أعطيه من شئت ) رواه البخاري.

ليست هناك تعليقات: