السبت، 5 يوليو 2014

حارب مع علي واستشهد في جيش معاوية


أ 
في هذه الأيام تسعر قوى الظلم والاستكبار الكفرية  نار الفتنة بين السنة والشيعة وخاصة في العراق وسوريا ، وتسعى لتحقيق مقولة هنري كيسنجر : ستشهد المنطقة حرب المئة عام بين السنة والشيعة ، مضى عليها حتى الآن 34 عاما ، يقصد منذ اندلاع الحرب الإيرانية العراقية . وهم بذلك يريدون تغيير اتجاه الصراع ضد الدولة الصهيونية ، واشغال أهل المنطقة في حرب مذهبية تحطم مقوماتها لتظل دولة البغي والعدوان الرابح الوحيد .
في هذه المرحلة نحن بحاجة لاستلهام تجارب المجاهدين الصادقين من الجيل الأول ، ولا أنسب من تجربة الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري .
عرفنا عن أبي أيوب أنه الصحابي الذي أوى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته عند الهجرة فأقام الرسول عليه السلام عنده حتى بني المسجد والحجرات وانتقل الرسول عليه السلام للعيش فيها , قبل ذلك شهد ابو ايوب بيعة العقبة ، وبعدها شهد بدر وأحد والخندق وسائر الوقائع التي حدثت في عصر الرسول عليه السلام .
وعندما وقع الصراع بين علي ومعاوية وقف أبو أيوب في صف علي رضي الله عنه ، وشهد معه وقعة الجمل وصفين ، واستشهد الإمام علي ، وقد عقد لأبي أيوب على عشرة الآف من حنوده .
وبعد الصلح بين معاوية والحسن بن علي رضي الله عنه ، فيما عُرف بعام الجماعة ،عاد أبو أيوب ليجاهد مع جيش المسلمين الذي توجه لفتح القسطنطينية ، وكان قائد الجيش يزيد بن معاوية ، ولما حضرت الوفاة أبا أيوب ، جاء يزيد لزيارته ، ، قال له: يا أبا أيوب, ما حاجتك؟ فطلب أبو أيوب الأنصاري من يزيد إذا هو مات أن يُحمل جثمانه فوق فرسه, ويمضي به أطول مسافة ممكنة في أرض العدو، ويدفن هناك, ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق، حتى يسمع أبو أيوب وهو في قبره وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره، عندئذ يدرك أنهم قد أدركوا ما يبتغون، من نصر وفوز، وقال له : إذا عدتم بعد دفني فأبلغوا المسلمين أني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة .
وفعلوا ما أوصاهم ، وقيل إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب: "لقد كان لكم الليلة شأن"، قالوا: "هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا وأقدمهم إسلاماً، وقد دفناه حيث رأيتم، ووالله لئن نبش لا يُضرب لكم بناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.

 عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ الْحَيَاءَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ ، وَلا إِيمَانَ لِمَنْ لا حَيَاءَ لَهُ ، وَإِنَّمَا يُدْرَكُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ " .

ليست هناك تعليقات: