الأربعاء، 16 يوليو 2014

حلاوة الإيمان




عندما تصلي ولا تشعر بحلاوة الإيمان ، فهناك مشكلة ومصيبة  
وعندما تصوم ولا يستشعر القلب حلاوة الإيمان فهناك مشكلة ومصيبة .
المشكلة أن الصلاة بقيت حركات رياضية ولم تؤد غايتها ، وأن الصيام نوع من الريجيم ولم يؤدِ مراده ، والمصيبة أنك سوف تترك الصلاة في أقرب فرصة ، وسوف تخرج من رمضان خروج الثعلب من كرم العنب .
تماما كما يحدث عندما تفتح بطيخة فلا تجد فيها حلاوة ، فتتركها علفا للحمار .
فكيف يتصل المسلم على حلاوة الإيمان ؟
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ طبيب القلوب عنده الوصفة والعلاج .
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ  صلى الله عليه وسلم ـ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يَكْرَهَ الْعَبْدُ أَنْ يَرْجِعَ عَنِ الإِسْلاَمِ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدُ الْعَبْدَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ. أخرجه أحمد .
هذه الحلاوة القلبية التي هي غاية المراد ففيها منتهى السكينة النفسية والسعادة القلبية ، لا يعرفها إلا من ذاقها ، ومن ذاق عرف .
ذاقها إبراهيم بن أدهم   فقال عنها  : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف  .
وذاقها ابن القيم الجوزية وعرف قيمتها : "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"
وذاقها الإمام ابن تيمية عندما تحدى بها أعداءه فقال :  ( ما يفعل بي أعدائي ؟  إن سجني خلوة مع الله ونفيي سياحة في بلاد الله ، وقتلي شهادةفي سبيل الله  )
ولله در الشاعر الذي قال في وصف هذه الحلاوة :

فليتك تحلوا والحياة مريرة * * * وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر * * * وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين * * * وكل الذي فوق التراب ترابُ

ليست هناك تعليقات: