‏إظهار الرسائل ذات التسميات كرامات الصالحين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كرامات الصالحين. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

البلد صغير والمسجد كبير ...!!

مسجد المغيّر الكبير   ..!!

لقد من الله على أرض بيت المقدس وما حولها من بلاد الشام بالبركة ،  والبركة في اللغة النمو والزيادة في الخير ، وفي الشرع ثبوت الخير الإلهي في الشـيء ، ولقد نص على بركة فلسطين الكتاب العزيز، فقال جل شأنه: [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ] {الإسراء:1} ، وقوله تعالى: [وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ  ] {الأنبياء:71}. وقد ذكر المفسـرون أن الأرض التي نجى الله الأنبياء إليها من العراق هي فلسطين.
وأيضاً لقوله تعالى: [وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ] {الأنبياء:81} ، أي لسليمان عليه السلام تسخير الرياح التي تهب بشدة وتجري بسرعة إلى الأرض التي باركنا فيها وهي أرض الشام عموماً وفلسطين على وجه الخصوص.
يوم الثلاثاء في السابع من حزيران لهذا العام وقعت حادثة كان لرد الفعل عليها دلالة عميقة لمن تابع وفكر واستخلص العبر .. أقدم مستوطنون يهود على حرق مسجد متواضع صغير في قرية صغيرة اسمها المغير شرق رام الله ، فالمسجد بناء صغير مساحته اقل من نصف دونم ، وقرية المغير بلد صغيرة لا يزيد سكانها على ألفي نسمة ، والحريق نفسه كان صغيرا أتلف جزءا من السجاد وسوَّد حيطان المسجد .
ولكن ردة الفعل كانت كبيرة جدا ، فقد أدان العالم الاعتداء الكبير  على مسجد المغيّر..
على الصعيد الرسمي تدحرجت الإدانة من  وزارة الأوقاف ثم السلطة الوطنية ، ثم وزارات الأوقاف العربية ووزارات الخارجية ، وصولا إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي أدان العمل الإجرامي الذي قام به المستوطنون اليهود بإحراق مسجد بلدة المغير الكبير شمال شرق مدينة رام الله ووصفه بالعدوان الإرهابي على المسلمين ومقدساتهم، مطالبا المجتمع الدولي بضـرورة وقف جرائم الاحتلال بحق المساجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهكذا فعلت جامعة الدول العربية ، ومنظمة العالم الإسلامي، و المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) ، وجامعة الدول العربية ،  ووصل الأمر  لمنظمة الأمم المتحدة الكل يندد بإحراق مسجد المغير الكبير ..
ووصل الأمر إلى المؤسسات الدينية المسيحية، مثل بطريرك الروم الأرثوذكس ورئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس .
وكانت المفاجأة إدانة أعضاء من الكنيست اليهودي لذلك  لا بل وصل الأمر إلى وزير الدفاع باراك ورئيس الوزراء نتنياهو . كما أدانت هذا الفعل الولايات المتحدة والكثير من دول العالم الكل يدين إحراق مسجد المغير الكبير .
وأنا أتابع هذه السلسلة الواسعة من الإدانات ، شعرت بمعنى أن فلسطين أرض مباركة ، وأن المسجد الأقصى مبارك هو وما حوله ، فما هي البركة ؟
البركة هي ما حدث في مسجد صغير في قرية صغيرة فصار حدثا عالميا كبيرا ، حتى يظن السامع أن مسجد المغير من المساجد الكبرى في العالم .  فهناك الكثير من المساجد التي هي أكبر وأشهر من مسجد المغير تحرق يوميا في الباكستان وأفغانستان والكونغو ولا يهتم بها العالم مثل اهتمامهم بمسجد المغير الكبير ، وكل مساجد العالم في الأصل كبيرة بقيمتها ورسالتها ، لأنها ترفع شعار الله أكبر .

شهادة الأطفال

شهادة الأطفال الرضّع  .....!!

 أشهر المتكلمين في المهد هو عيسى عليه السلام ، وثبت ذلك في القرآن الكريم :
[ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشّـِرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ  % وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ]   { آل عمران:46} .
ومن الأطفال الذين تكلموا في المهد صاحب جريج العابد ، الذي كادت له بغي من بني إسرائيل ، حاولت إغراءه فاستعصم وأبى ، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضـربونه ،  فنطق الصبي وأقر بأبيه الحقيقي وبرأ جريج  .
وأيضا من الأطفال الذين تكلموا في المهد طفل كان يرضع من أمه ،  فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا! فترك الثدي، وأقبل إليه، فنظر إليه ، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع.  ومرُّوا بجارية وهم يضـربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ! وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها وقال: اللهم اجعلني مثلها، قال: إن ذلك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيتِ، ولم تزنِ، وسرقتِ ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها  ..
على أنه اختلف في شاهد يوسف. فقيل: كان صغيراً. أخرجه ابن أبي حاتم .
وكانت النتيجة أن اعترفت امرأة العزيز : [ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ] { يوسف : 52 }  
أي  أنها أقرت بأنه سبحانه وتعالى لا ينفذ كيد الخائنين، ولا يوصله إلى غايته.
الناظر في قصص الذين تكلموا في المهد يستطيع أن يسجل عدة ملاحظات :
أولا ـ  كلام الرضيع في المهد معجزة ، فالطفل حتى الشهر الثالث لا يعرف غير البكاء والصـراخ ،  وبعد الشهر الخامس ينطق بمقطع مكون من صوتين أو حرفين ، وتنهي السنة الأولى من عمره  وهو يتعلم أصوات المناغاة .
ثانيا  ـ أن الأطفال تكلموا ليشهدوا على براءة من الزنا ، ومن المعروف أن شهود الزنا لهم شروط مشددة في الفقه الإسلامي لدرجة أننا لم نسمع عن مجلس قضاء في التاريخ أوقع حد الزنا بشهادة الشهود .
ثالثا ـ أن شهادة الأطفال في المهد جاءت لتبطل خيانة الخائنين ، وتكشف خيانتهم قبل أن تبلغ غايتها ، وفي العادة الخائن يكيد ويخطط ويمكر لكي يخفي خيانته ، ولكن الله تعالى تعهد أن يكشف خيانته وأن يبطل مسعاه ، حتى لو تتطلب الأمر أن يشهد شاهد لا تتوفر فيه صفات الشهود من الإسلام والبلوغ والتمييز ،  ونرى ونسمع في كل حين عن كشف خيانة في المال  أو العرض أو الدين أو الوطن ، لأن الأمانة أثقل من السموات والأرض ، فلا مهرب لمن يخونها من عين الله الساهرة ووعد الله الثابت بأن لا يهدي كيد الخائنين .