الخميس، 28 أغسطس 2014

ضياع الوقت وفساد القلب


قال العلامة ابن قيم الجوزية:إنَّ بركة الرجل تعليمه للخير حيث حلَّ، ونصحه لكل من اجتمع به، قال تعالى – إخبارًا عن المسيح: ((وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ‎)) أي: معلمًا للخير، داعيًا إلى الله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنَّه يضيع الوقت، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده، ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب؛ فإنَّه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)).

الخميس، 21 أغسطس 2014

فطنة الخادم


من الحكمة اليمانية 

عن  النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أَبو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ, وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأانِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَالصَّلَاةُ نُورٌ, وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ, وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ, وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ, كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو, فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا  "  [أخرجه مسلم في الصحيح ]

حكى أن الذي بنى مسجد الفليحي بصنعاء القديمة كان رجلاً صالحاً يدعى الشيخ أحمد الفليحي ، فأوصى ببناية المسجد بعد موته من تركته ، وفي يوم من الأيام كان الحاج أحمد الفليحي سائراً مع عبدٍ ذكي له ، وكان الطريق مظلماً ، وكان العبد يحمل سراجاً ليضيء لسيده ، فكان يسير بالسراج خلفه وسيده يقول له : سر أمامي ، الذي يريد يضيء لإنسان ينبغي آن يسير أمامه لا خلفه ، فيقول العبد : هذا على مذهبك ، فيقول الفليحي : على مذهبي ! كيف ؟ قال : أنت عندما اردت أن تعمل حسنة ، وهي بناء المسجد ، لتضيء لك ، جعلتها بعد موتك أي خلفك ، فهلا جعلتها أمامك لتضيء لك ، فقال الفليحي : صدقت . وقام على بناء المسجد في حياته .
فلما عمر المسجد وابتدأ الناس يصلون فيه ، طلب الفليحي من هذا العبد المتقدم ذكره أن يدعو المصلين في صلاة العشاء ليتعشوا عنده ، فنزل العبد وجاء ومعه عددٌ قليلٌ ، وكان المصلون في المسجد كثيرين ، فقال الفليحي : ألم أقل لك تدعوا المصلين ، وجئتني بهذا العدد القليل ن أين بقية المصلين ؟ فقال العبد : هؤلاء هم المصلون ، قال : كيف ؟ والباقي ، قال العبد : بعد صلاة العشاء سألتهم عن السورة التي قرأها الامام في الصلاة ، فلم يعرف الجواب إلا هؤلاء ، والباقون لم يجيبوا ، فلم أعتبرهم مصلين .


روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أَبي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَأَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَضْعَفُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم».

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

معادلة : الأقربون الأولى بالمعروف



( الأَقْرَبُونَ أَوْلَى بِالْمَعْرُوف) ليست آية في كتاب الله تعالى كما يعتقد البعض ، وهي كذلك ليست حديثا شريفا يروى عن الرسول عليه السلام ..
إنها قاعدة فقهية استنتجها الفقهاء من آيات تحث على الاهتمام بذي القربى مثل قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ) ومثلها قوله تعالى : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ للذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ..
ومن أحاديث نبوية شريفة مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي طلحة عندما تصدق ببستان بيرحاء  : ( بخ، ذلك مال رابح، مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين ) ومثل قوله عليه السلام : (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة ) .
هي قاعدة فقهية وضع لها العلماء ضوابط كي لا تنحصر الصدقات في الأقارب ، وتنحرف عن مستحقيها ، وهذا ما أسميه معادلة لها ضوابط تحكمها .
الأقربون ثلاثة أنواع :
الأقربون بالنسب ، وهي رابطة الدم .
الأقربون بالإيمان ، وهي رابطة العقيدة .
الأقربون بسبب الحاجة حيث يقترب الإنسان لما هو محتاج إليه كما يقترب المقرور من المدفأة .

فهناك ثلاث مدخلات تحدد وجه المعروف من صدقة وغيرها ، فإذا تساوى عندك عاملان استخدم الثالث للترجيح ، فإذا تساوى شخصان عندك في القرابة والحاجة فعليك أن ترجح أكثرهما تدينا ، وإذا تساوى شخصان في الحاجة والإيمان فرجح أقربهما نسبا ، وهكذا ، وجعلكم الله تعالى من أهل المعروف في الدنيا ومن أهل الجنة في الآخرة . 

السبت، 19 يوليو 2014

قراط أهل الكتاب وقراط المسلمين



رأيت يوما يهوديا يستعد للصلاة ، فقام بلف شريط جلدي طويل على ذراعه عدة لفات ، ثم ثبت مكعبا أسود برباط مماثل على جبهته ، في عملية طويلة دقيقة ثم جاء بشال عريض وأسدله على رأسه ، ثم بدأ يقرأ من كتاب ويهز رأسه هزا شديدا لفترة طويلة ..  
فقلت :  سبحان الله، عاملة ناصبة ،  ما أصعب وما أسهل صلاتنا ؟
وأحيانا نسمع أحاديث عن أعمال بسيطة صغيرة ولكن أجورها عظيمة تفوق الخيال  ، بعضنا يستغرب ، وبعضنا يزم شفتيه غير مصدق ، وهذه أمثلة :
" من قال سبحان الله وبحمده في يوم 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "
" رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين"
" من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
 " من دخل السوق فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة " .
" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دحل الجنة "
" أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة " .
ليس فقط أنا وأنت من نستغرب ونندهش عند سماع هذه الأحاديث الت يفيها عمل قليل وأجر كبير ، فهذا عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ سمع ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ، ‏ ‏يقول : "‏ من تبع جنازة فله ‏ ‏قيراط ‏ "  فقال ‏:  ‏أكثر ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏علينا ‏" . ‏فصدقت ‏ ‏يعني ‏ ‏عائشة ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏وقالت سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقوله ‏ ‏فقال ‏ ‏ابن عمر ‏ ـ ‏رضي الله عنهما ـ ‏ : " ‏لقد فرطنا في قراريط كثيرة " .
هذا أيها الكرام من فضل الله تعالى على أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد خصها بخصائص عظيمة، من ذلك أنها أقل عملا ممن سبقها من الأمم، لكنها أكثر أجرا وثوابا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم . كما جاء في حديث القراريط ،

ما جاء عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : ( إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ، ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ ، فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ ، فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ، ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألا لكم الأجر مرتين ، فغضبت اليهود والنصارى ، فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ، قال الله : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ ، قالوا : لا ، قال : فإنه فضلي أعطيه من شئت ) رواه البخاري.

الأربعاء، 16 يوليو 2014

حلاوة الإيمان




عندما تصلي ولا تشعر بحلاوة الإيمان ، فهناك مشكلة ومصيبة  
وعندما تصوم ولا يستشعر القلب حلاوة الإيمان فهناك مشكلة ومصيبة .
المشكلة أن الصلاة بقيت حركات رياضية ولم تؤد غايتها ، وأن الصيام نوع من الريجيم ولم يؤدِ مراده ، والمصيبة أنك سوف تترك الصلاة في أقرب فرصة ، وسوف تخرج من رمضان خروج الثعلب من كرم العنب .
تماما كما يحدث عندما تفتح بطيخة فلا تجد فيها حلاوة ، فتتركها علفا للحمار .
فكيف يتصل المسلم على حلاوة الإيمان ؟
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ طبيب القلوب عنده الوصفة والعلاج .
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ  صلى الله عليه وسلم ـ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يَكْرَهَ الْعَبْدُ أَنْ يَرْجِعَ عَنِ الإِسْلاَمِ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدُ الْعَبْدَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ. أخرجه أحمد .
هذه الحلاوة القلبية التي هي غاية المراد ففيها منتهى السكينة النفسية والسعادة القلبية ، لا يعرفها إلا من ذاقها ، ومن ذاق عرف .
ذاقها إبراهيم بن أدهم   فقال عنها  : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف  .
وذاقها ابن القيم الجوزية وعرف قيمتها : "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"
وذاقها الإمام ابن تيمية عندما تحدى بها أعداءه فقال :  ( ما يفعل بي أعدائي ؟  إن سجني خلوة مع الله ونفيي سياحة في بلاد الله ، وقتلي شهادةفي سبيل الله  )
ولله در الشاعر الذي قال في وصف هذه الحلاوة :

فليتك تحلوا والحياة مريرة * * * وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر * * * وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين * * * وكل الذي فوق التراب ترابُ

الأربعاء، 9 يوليو 2014

تجربة الاقتراب من الموت تؤكد ما جاء في الحديث الشريف


تعارف العلماء في الشرق والغرب على ظاهرة تسمى الاقتراب من الموت ، هي ظاهرة غير طبيعية تتلخص ماهيتها في أن البعض ممن تعرضوا لحوادث كان كادت تودي بحياتهم رأوا وكأن نفوسهم تخرج من الجسد المادي ، وتجتاز نفقا مظلما طويلا في نهايته نور ساطع ، وإذا ما اقتربوا منه انقسم لقسمين ، ثم يعودون إلى الحياة .
. لا يوجد تفسير علمي للظاهرة ولكن بعض العلماء حاول تفسيرها على أن العقل الباطن هو من يفتعل تلك الأحداث وتلك الأماكن لتسهيل عملية الموت غالبا .
علق أحدهم على هذه الظاهرة : " أنا كمسلم أؤمن بما يؤكده الدين الإسلامي بان من يموت لا يعود للحياة مرة أخري ولكني أعتقد بان الذين مروا بتجربة الاقتراب من الموت  قد اقتربوا مايكون ألاقتراب من الموت  دون أن يموتوا , و كما وأن الشخص الذي يقترب من البحر يبدأ في أستنشاق هواء البحر العليل قبل الوصول اليه فكذلك الحال هنا.
وقال عالم غير مسلم : عندما يتعطل جهاز التلفاز (يموت) فان الموجات (قنوات ) التي كان يقوم بالتقاطها لا تتعطل ولا تتوقف بل يتم التقاطها بواسطة جهاز آخر،  كذلك الحال بالنسبة للذين بمرون بتجربة الاقتراب من الموت ، فأؤلئك الناس قد تعطلت أمخاخهم عن العمل مؤقتا أما ذاتهم و ذكرياتهم و مكونات شخصيتهم الأخرى فهي موجودة ابدا خارج اجسادهم ، و هم اثناء اقترابهم من الموت يقيض لهم استخدام أدوات أخري اكثر حدة و جودة ،لا نعرف عنها شيئا  ، لالتقاط تلك الموجات الخاصة بهم.
جاء في الحديث الشريف وصف لموت المؤمن  :
"  إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَر،ِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ..

وجاء في وصف موت الكافر : " وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوه،ِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ. قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ)).رواه أبو داود وأحمد وهو حديث صحيح.