‏إظهار الرسائل ذات التسميات شرقيات وغربيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شرقيات وغربيات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 27 يوليو 2012

من علامات السعادة والفلاح !!

 

قال الله تعالى: } يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ { {المائدة:54}.
وقال رسول الله -^ -   : ((ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ)).
وقال الإمام ابن القيم في (الفوائد): " من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.
 وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ.
استضافت  قناة اقرأ الوزير الإيطالي المسلم الفريدو  مايوليز ، فلاحظ العوضي أمرين ، الأول أنه عندما هبط في المطار اتصل بوالدته ، وعندما سأله عن ذلك فقال استجابة لأمر رسول الله -^ -   الذي يقدم بر الأم على كل شيء ، الأمر الثاني أن الشيخ انتظره لينزل مع ركاب الدرجة الأولى ، فإذا به يخرج مع ركاب الدرجة العادية ، ولما سأله : لماذا لم تركب في الدرجة الأولى كما حجرنا لك بصفتك وزيرا  ؟ فأجاب : عندما دعوتني لأقدم شهادتي على الإسلام ، لم آتِ بصفتي وزيرا بل داعيا إلى الله تعالى ، وتعلمت من قصص الصحابة أن من تواضع لله رفعه ، فأحببت أن أتواضع لله لكي تنفع كلماتي المسلمين .

الاثنين، 23 يوليو 2012

الكنود الجحود .. !!

 
قال تعالى : } إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ  {   { العاديات : 6 }
قيل الكنود  هو الذي يعدُّ المصائب، وينسى نعم ربه  ، والمراد بالإنسان هنا الجنس، أي أن جنس الإنسان، إذا لم يوفق للهداية فإنه (لكنود) أي كفور لنعمة الله عز وجل ، وأن جنس الإنسان لولا هداية الله لكان كنوداً لربه عز وجل، والكنود هو الكفر، أي كافر لنعمة الله عز وجل، يرزقه الله عز وجل فيزداد بهذا الرزق عتواً ونفوراً، فإن من الناس من يطغى إذا رآه قد استغنى عن الله، وما أكثر ما أفسد الغنى من بني آدم فهو كفور بنعمة الله عز وجل، يجحد نعمة الله، ولا يقوم بشكرها، ولا يقوم بطاعة الله لأنه كنود لنعمة الله"(22
يقال أن ملكا امر بتجويع عشرة كلاب شرسة ،  لكي يضع كل وزير يخطئ معها في السجن ، بعد مدة قام احد الوزراء بإعطاء رأي خاطئ للملك،  فأمر برميه للكلاب ، فقال له الوزير : أنا خدمتك عشر سنوات ، وأستحق ما يجري لي ، ولكن لي عندك طلب أن  أخدم الكلاب بدل حارسها عشرة أيام ، فوافق الملك على ذلك .ذهب الوزير الي حارس الكلاب، فقال له: أريد أن أخدم الكلاب فقط لمدة عشرة  أيام  فقال له الحارس : وماذا تستفيد ؟ فقال له الوزير : سوف اخبرك بالأمر مستقبلا . فقال له الحارس :  لك ذلك،  فقام الوزير بخدمة الكلاب عشـرة أيام ، يطعمها ويسقيها ، وتوفير لهم جميع سبل الراحة . وبعد مرور  عشـرة  ايام جاء تنفيذ الحكم بالوزير وزجَّ به في السجن مع الكلاب،  والملك ينظر إليه والحاشية فاستغرب الملك مما رآه،  وهو ان الكلاب جائعة وتناظر تحت قدميه ، فقال له الملك ماذا فعلت للكلاب ؟؟ فقال له الوزير:  خدمت هذه الكلاب عشـرة  أيام فلم تنس الكلاب هذه الخدمه ، وأنت خدمتك عشرسنوات فنسيت كل ذلك في لحظة .

الأحد، 15 يوليو 2012

السجود تفرُّغ وتفريغ ..

  

قال الله تعالى :
 }  مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً  { { الفتح آية: 29 }
كان الشيخ محمد حسان ومعه بعض الدعاة ينتظرون فى إحدى المطارات الأمريكية ميعاد الطائرة التى تقلهم إلى إحدى الولايات الأمريكية البعيده عن الولاية التى نزلوا بها...وحدث ان حان ميعاد صلاة المغرب حسب توقيتهم هناك أثناء ذلك الانتظار.. فاختاروا منطقة من المطار ، وأذن الشيخ محمد وقام بإمامة الصلاة ، ومن خلفه بقيه الدعاة ، ويروى الشيخ محمد حسان عن دهشتهم عندما انتهوا من الصلاة عندما وجدوا أنفسهم.... محاطين بدوائر من الأمريكان ، وقد أخذتهم تلك الصلاة.وكانت النتيجة أنهم أخذوا يسألونهم عن هذه الأفعال..
ولكن لم أورد هذه القصة الحقيقية لإبلاغكم بقوة حركات وأركان الصلاة وتأثيرها على الأمريكان وفقط...ولكن الذي شدنى هو منطق أحد الأمريكان الذى دخل الإسلام عندما رأى سجود المسلمون أثناء صلاتهم فى المطار لقد قال لهم : هل أنتم مكتئبون مثلي؟؟قالوا له : وما علاقه صلاتنا بالاكتئاب؟
رد عليهم : الحقيقة أن أول ما شدنى إليكم وجعلني مصمما على التعرف عليكم أنى ظننتكم مثلي تعانون من الاكتئاب المزمن .إننى اكتشفت علاجا ناجحا لحالة الاكتئاب عندي،  وأمارسها كل يوم ، وقد وجدتكم تفعلون ذلك  قالوا له:  وما هى هذه الحركه؟ قال : حركه السجود على الأرض عدة مرات في اليوم .

الاثنين، 9 يوليو 2012

أهل النفير وأهل النقير .. !!



   

وردت في القرآن الكريم  ثلاث مفردات لأجزاء من نواة التمرة هي : القطمير والفتيل و النقير. وقد ذكر معناها في البيتين التاليين :
ثلاثٌ في النواةِ مسمياتٌ
وما في شقِّها يدعى فتيلاً

فقطميرٌ لفافتها الحقيرُ
ونقطة ظهرها فهي النقيرُ
القطمير هي اللفافة التي على نوى التمر ، وهي غشاء رقيق ، ذكرت هذه الكلمة في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى :
}  يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ  {
الفتيل هو خيط رفيع موجود على شق النواة ، ذكرت في القرآن ثلاث مرات منها قوله تعالى : } يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا  { .
المهم في موضوعنا هو النقير ، وهو نقطة صغيرة تجدها على ظهر النواة في الجهة المقابلة للشق ، وقد يكون هذا أصغر مثل ضربه الله في القرآن ، وردت في القرآن مرتين كلاهما في سورة النساء ، مرة في وصف عدل الله سبحانه المطلق يوم  القيامة ، ومرة في تأصيل صفة تشـربها اليهود ، قال تعالى :} أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا % أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا % أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا  {
بعد ما يزيد على عشـر سنوات من الاتفاقية الباطلة شرعاً التي عقدتها موريتانيا مع كيان صهيون،  أعلن رئيس الجمهورية الموريتانية (محمد ولد عبد العزيز) أن موريتانيا لم تحصل من علاقتها بإسرائيل على أي فوائد، وأن كل ما حصلت عليه هو "قشور لا تذكر".

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

بطاقة عضوية في حزب الشيطان ..

بطاقة عضوية في حزب الشيطان


 [ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ  إِنَّ "كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً  ]  { النساء: 76 }
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "  إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ "
بعض الأسئلة ملغومة ومفخخة ، تجيب عليها بداهة فتجد نفسك قد تورطَّت فيما لا يحمد عقباه ، وهي أسئلة استدراجية ليس الغاية منها الجواب بل ما بعد الجواب من مقاصد ، ومثل هذه الأسئلة  :
ـ أيهما أكثر وأقوى في هذا العالم الخير أم الشر ؟
سألت هذا السؤال لعدد كبير من الناس من مختلف الثقافات والمنابت ، من المسلمين وغير المسلمين ، فأجاب أغلب الناس  : الشر طبعا .
ولم يكن سؤالي إلا بعد قراءة تقرير صحفي عن زمرة ( عبدة الشيطان ) ، فعلمت أن هذا السؤال هو بطاقة العضوية في هذه الزمرة الضالة ، التقرير كان يتحدث عن شاب لبناني انضم إلى عبدة الشيطان ثم فرّ منها قبل أن يرتكب جريمة شنعاء .
بدأت قصة الشاب مع الزمرة بأن تعرف على شباب من جيله دعوه إلى حفلة رقص صاخبة ، ثم توالت الدعوات وتوالت الحفلات ، ودخل في دهاليز الانحراف من الخمر إلى الزنى إلى المخدرات ، وذات يوم عرض عليه أحدهم أن يعرفه على شخص سماه " الأستاذ " يأتي بالعجائب ويقوم بالغرائب ، وتعرف الشاب على الأستاذ في إحدى شقق العاصمة بيروت ، وصار يزوره لما رأى عنده من المدهشات ، فكان الأستاذ يخرج نفسه من النافذة ويعود ، ويرتفع في سماء الغرفة ، وتلك من الأعمال التي يتقنها السحرة ، دهش الشاب ، وخبل الأستاذ عقله ، وبعد لقاءات وتوطد العلاقة بين الشاب والأستاذ ، سأل الأستاذ الشاب : أيهما أقوى في عالمنا الخير أم الشر ؟؟
أجاب الشاب بثقة : الشر طبعا .
فقال الأستاذ : إذا كان الخير من الله والشر من الشيطان ، فالشيطان في عالمنا أقوى من الله ، ألا يقول المنطق ذلك ؟
قال الشاب : هذا غريب ولكنه المنطق .
واصل الأستاذ : والمنطق أيضا يقول أن على الإنسان أن يعبد الأقوى ، فلا طائل من عبادة الضعيف المغلوب على أمره .
واستمر الحوار حتى دخل الشاب في زمرة عبدة الشيطان ، وتعلم من أستاذه أن دين عابد الشيطان أن يحرم الحلال ويحلل الحرام ، ولا تكون عبدا للشيطان حتى تخالف كل ما جاءت به الأديان . وصار الشاب يعبد مع رفاقه الشيطان حتى تجاوز كل محظور .
وكان أن طلب منهم الأستاذ التحضير لاحتفال كبير ستكون فيه طقوس كبيرة لعبادة الشيطان ، وعرض عليهم فيلما صوَّره عبد الشيطان في إحدى الدول الغربية لتقليد طقوسه في يوم الاحتفال ، وكان الفيلم يظهر عبدة الشطان وقد تجمعوا في أحد المقابر المهجورة ، وهناك أشعلت النيران ، ودقت الموسيقى الصاخبة ، وقدمت الخمور والمخدرات ، وكان أن جاء أحد الشباب بأخته ، وأدخلها في الحفلة وهي تصرخ وتصيح من الخوف ، ثم قام الأخ باغتصاب أخته ، أمام الحفل ، وتوالى عليها الحضور ، ثم قتلوها وقطعوا جسدها وألقوه في النار بين صرخات الذهول والانتعاش ، بعد الفيلم شرح الأستاذ عن إخلاص جماعة الفيلم للشيطان ، وتفاخر بجرأتهم ، وحدث أن طلب من الشاب أن يكون هو من يحضر أخته لتكون القربان ، هنا ارتعش الشاب خوفا ، وقد كانت تربطه بأخته علاقة حميمة ، فوعد ، ولكنه هرب من الجماعة وكشف أمرها واعتقلت السلطات عناصرها ، ثم أهملت القضية لأن بعض أعضاء الجماعة كانوا من أبناء كبار القوم في لبنان . 
سألت مرة صديق ذات السؤال ، فأجاب الإجابة المعهودة ، فقلت له :
ـ حيث تعيش ، هل يخرج أغلب الناس في بلدكم صباحا للعمل أم للسرقة ؟
و هل أغلب الأولاد في بلدكم أولاد زواج أم أولاد زنى ؟!
فقال : للعمل طبعا .
فقلت : كيف تقول إذن أن الشر أقوى ، وأكثر ، والكسب خير والسرقة شرّ ، والزواج خير و الزنى شرّ ؟!
فأجاب : إذن ، لماذا يجيب الناس بأن الشر أغلب وأقوى ؟
قلت : لأن الشر يطفو أمام الناس كما يطفوا السمك الميت على سطح البحر فيظن الجاهل أن السمك الميت أكثر من السمك الحي

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

كم ثمن صلاتك ؟!

كــم ثمـــن صــــلاتك ؟

قال تعالى في سورة آل عمران :
] إِنَّ الَّذِيِنَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدَ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنَاً قَليلاً أُوْلئِكَ لاَ خَلقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلَّمَهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظْرُ إِليْهِم يَومَ القِيامةِ ولاَ يُزَكْيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليمُُ  [  (آل عمران:77)
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ فَاتَهُ صَلاةُ الْعَصْـرِ فَكَأَنَّمَا وَتَرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ .
لو تجرأنا بالسؤال : كم دينارا ثمن إيمانك بالله ؟ أو كم من المال لو أعطيت تكفر بالله ؟ أو أي مبلغ من المال لو أعطيته راودتك نفسك بالكفر ؟ سؤال لا يخلو من الوقاحة ، لأننا تجرأنا ووضعنا المال أمام المبدأ والضمير والعقيدة ، ولكنه جد واقعي ، فما دام الإيمان يزيد وينقص فهو يغلو ويرخص ، ولكن الناس لا يحبون مثل هذه الأسئلة ، رغم أن الكثيرين يبيعون دينهم بغرض تافه من أغراض الدنيا ، وكثير من الآيات تتحدث عن الذين يشرون أنفسهم ويشترونها ، وجاءت يشرون في باب المدح في القرآن ، وجاءت يشترون في باب الذَّم بصورة عامة .
سمعت في أحد البرامج الدينية هذه القصة الطريفة :
كان شيخ يدرس في أحد المساجد في العاصمة السويدية ، ودخل رجل المسجد ، وصار  ينظر في أنحاء المسجد ، ولم يصلّ ركعتين ، فعرف الشيخ أن الرجل مسلم تارك للصلاة قادته رجلا الفضول للمسجد أو جاء يسأل عن أحد الناس ، فدعاه الشيخ للجلوس في الحلقة وبعد  التعارف ، غيّر الشيخ مسار الدرس قاصدا إيصال موعظة إلى  الجالس الجديد ، فقال : في هذه الدنيا لكل شيء ثمن ، فبعض الناس لا يبيع أمانته بدينار ، ولكنه قد يبيعها بمليون دينار ، فأمانة الأول ثمنها دينار ، وأمانة الثاني ثمنها مليون دينار . والصلاة أيضا لها ثمن ، وأسألكم بحق الله تعالى عليكم كم ثمن صلاة كل منكم ؟ فأجيبوا ولا تدلسوا .
 تردد الجالسون واستنكروا السؤال ، وبدا منهم ما يدلُّ على ذلك ، أدرك الشيخ ذهول المفاجأة وقال لهم : أنا إمام المسجد وأعرف أن لصلاتي ثمنا ، وإذا فتنت لا آمن على نفسي كما كان الفاروق عمر لا يأمن على نفسه من جارية سوداء رأسها كالزبيبة ، وأجعل السؤال : عند أي مبلغ من المال تراودك نفسك بترك الصلاة ؟ ولصلاتي ثمن أخبركم عنه أخيرا كي لا تقيسوا عليه . تشجع أحد الحاضرين وقال : قد يوسوس لي الشيطان بعشرة آلاف ، وقال الثاني : بعشـرين ، وقال الثالث : بنصف مليون ، وبخمسة ملايين .. وهكذا حتى وصل إلى الضيف الجديد فقال له : وأنت يا أخي كم ثمن صلاتك ؟ فتردد الضيف ثم قال : أنا يا شيخ للأسف لا أصلي ، فقال الشيخ : كيف تترك كنزا عظيما يساوي الآلاف والملايين بلا مقابل !!
فبهت الجالس ولم يعرف جوابا ، وحفر السؤال في قلبه إشارة مرور تهديه إلى الصراط المستقيم . 
هل نستطيع بعد ذلك أن نقول :
التاجر الذي تفوته صلاة الجماعة ليربح قرشا ، أن الصلاة في جماعة عنده تساوي قرشا؟
وأن الشاب الذي يترك جلسة القرآن حبا في السمر والسهر ،أن جلسة القرآن عنده تساوي نكتة أو قصة سخيفة  ؟
وأن المسلم الذي تفوته صلاة الفجر ليكسب ساعة نوم أن صلاة الفجر عنده تساوي غفوة قصيرة ؟

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

الرجل الذي اشترى جهنم ..

الرجل الذي اشترى جهنم 

يقول الله تعالى في سورة آل عمران :
[وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ] { آل عمران : 199 }
ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال : كان والله أفضل من أن يخدع ، وأعقل من أن يخدع . وقال عمر : لست بالخب ولا يخدعني الخب ) .
يحكى أن دجالا يتظاهر بلباس رجال الدين جاء إلى إحدى المدن في عصر صكوك الغفران،  فاجتمع الناس من العامة حوله يشترون بضاعته الغريبة، وفي كل يوم كانت سلعته تزداد رواجا ، وزار المدينة رجل حكيم مصلح، فأدهشه إقبال الناس على الدجال ، وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل الغريب، فأخبروه: إن هذا الرجل يحمل توكيلا من الله (استغفر الله العظيم) ، وهو يقوم الآن ببيع قطع من أراضي الجنة،ويمنح بذلك سندات،  ومن مات ومعه هذا السند، دخل الجنة وسكن الأرض التي اشتراها هناك .
احتار الرجل في كيفية إقناع هذا الكم الهائل من الناس ، بعدم صدق هذا الرجل ، وأن من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه ، إلا أنه وجد من يزجره ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه لأن بساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم إلى التصديق المطلق بهذا الدجال، .وفي النهاية اهتدى الرجل الحصيف إلى حل عبقري،  حيث تقدم إلى الرجل الذي يبيع قطعا في الجنة
.فقال: له كم سعر القطعة في الجنة ؟ فاخبره: إن القطعة بـ 100 دينار
فقال له: وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم )  تبيعها لي ؟؟
فاستغرب الرجل ثم قال: خذها بدون مقابل، فقال الرجل الحصيف: كلا،  لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك، وتعطيني سندا بذلك. فقال له: سأعطيك ربع جهنم بـ 100 دينار سعر قطعة واحدة في الجنة.
فقال له الرجل الحصيف: فإن أردت شراءها كلها؟ فقال الدجال: عليك أن تعطيني 400 دينار.
وفي الحال قام الرجل الحصيف بدفع الـ 400 دينار إلى الدجال، وطلب منه تحرير سند بذلك، وأشهد عدد كبيراً من الناس على السند، وبعد اكتمال السند قام الرجل الحصيف بالصراخ بأعلى صوته: أيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لأي شخص منكم بالدخول، إليها، لأنها صارت ملكي بموجب هذا السند،  أما انتم فلم يتبقى لكم إلا الجنة وليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشتروا.
عند ذاك تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول إلى النار، بسند الرجل الحصيف، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به.
قال الراوي قصصت هذه القصة على رجل كبير السن فقال لي: وهل تعجب من هؤلاء الناس. فقلت: نعم، أيوجد أناس بهذا المستوى من التفكير ؟
فقال: أغلبنا يمثل مستوى تفكيرهم غير أنهم أفضل نية منا .
 فقلت : كيف ؟ فقال : من يشرب الخمر هل يجدها ملقاة على الطريق أم يذهب لشرائها بماله الخاص؟! . فقلت:  بل يشتريها بماله الخاص .
فقال: ومن يقصد بيوت الهوى، ومن يلعب القمار، ومن يتعاطى المخدرات، ومن يضيع الأوقات في مشاهدة الحرام، كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري بها قطعا في جهنم.  بينما نترك الصلاة والصيام والذكر والقرآن وغير ذلك من العبادات رغم أننا لا ندفع شيئا من جيوبنا ولا نقبل أن نشتري الجنة بأرخص الأثمان وأيسر الأعمال، فمن أصلح هم أم نحن ؟؟
الله إن سلعتك غالية فلا تُزهدنا بها، وجنتك عالية فلا توهن هممنا في الوصول إليها، ولا تجعلنا ممن يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير .

قطع اللسان عن قطع اليد

قطع اللسان عن قطع اليد

قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
 منذ القديم وحتى اليوم  هناك من يعترض على تطبيق حد السرقة بقطع اليد، ويرى أن في ذلك تعسفا في الحكم  ، في القديم اعترض أبو العلاء المعري على هذا الحد قائلا:
يدٌ بخمسِ مئينَ عسجدٍ وُديت       ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقـض ما لنا إلا السكوت له     ونستجير بـمولانـــا من العار
فأجابه القاضي عبد الوهاب المالكي:
لما كانت أمينة كانت ثمينة ، فلما خانت هانت.
ورد عليه الإمام السخاوي:
عِزُّ الأمانة أغلاها، وأرخصها ذل الخيانة، فافهم حكمة الباري
وروي أن الشافعي رحمه الله أجاب بقوله :
هناك مظلومة غالت بقيمتها، وها هنا ظلمت هانت على الباري
وسمعت من داعية على قناة الفجر هو الدكتور صلاح سلطان الذي يعمل في أوقاف دولة  البحرين  أنه في السبعينات من القرن الماضي زار الملك فيصل ملك لسعودية منظمة الأمم المتحدة ، وكان قد أغضب الغرب بقطع إمدادات النفط عن الغرب خلال حرب رمضان ، فأراد رجال الإعلام إحراج الملك ، وقالوا بأن المملكة لا تحترم حقوق الإنسان وأكبر مثال على ذلك هو قطع أيدي الناس أمام الجمهور، وأن هذه همجية وتخلف، فقال الملك :
ـ ولكني سمعت أنه تحدث في أمريكيا جريمة سرقة في كل ثلاثين ثانية .
قالوا : صحيح ، ولكن السارق يوضع في السجن ولا تقطع يده كما تفعلون .
قال : وسمعت أن السجين في أمريكيا يكلف الدولة في كل عام ستين ألف دولار .
قالوا : هذا صحيح، فالسجين له حقوق عندنا .
قال : والدولة من أين تأتي بالمال ؟
قالوا:  من الضرائب .
قال : إذن فاللص يسرق المواطن الأمريكي مرتين ، مرّ من متجره ، ومرة من ضرائبه ، أما فلا بلادنا فنقطع في كل عام خمس أو ست أيدي ، ونترك أبواب متاجرنا مفتوحة لا نخشى اللصوص عندما نذهب للصلاة ، وهذه الحياة الآمنة بفضل إيماننا بقوله تعالى :
( ولكم في القصاص  حياة  يا أولي الألباب "  
روي أن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عين والياً، وأراد أن يمتحنه، فقال: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ فقال : أقطع يده ، قال : إذاً فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك ، قال له : يا هذا إن الله استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم ، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفةً ، فإن وفينا لهم ذلك تقاضينا منهم شكْرها ، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية .

الأحد، 25 سبتمبر 2011

كلمة بعشرة الآف شرطي ..

كلمة بعشرة آلاف شرطي ..
جاء في سورة الأنفال :
[وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْـرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ۞ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ] { الأنفال: 63 }
عن أنس عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قَالَ :
( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ ) وفي رواية (مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ ). رواه البخاري
وعن ابن مسعود قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ : ( اسْتَوُوا , وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) رواه مسلم
وعن النُّعْمَانَ قال : كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ   يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ ، حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ ، فَرَأَى رَجُلا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنْ الصَّفِّ ، فَقَالَ : ( عِبَادَ اللَّهِ ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ ) . رواه البخاري.
عرضت قناة المجد برنامج باسم " أسرة واحدة" ،حيث استضافت مجموعة شبان الدكتور يحيى اليحيى رئيس لجنة التعريف بالإسلام ، وروى الدكتور يحيى قصة بالغة الدلالة ، فقال إن مجموعة من الدعاة التقوا برجل أمريكي ، وشرحوا له عن الإسلام ، فكان أكبر مأخذ للأمريكي على المسلمين أنهم لا يعرفون النظام في حياتهم، وأينما تجد المسلمين تجد الفوضى والضوضاء ، فرد عليه أحد الدعاة  قائلا :" إنهم إذا اقتنعوا بالنظام يكونون منظمين"
وعرضوا له بثا مباشرا للصلاة في المسجد الحرام في مكة المكرمة وهو يعجُّ بالمصلين قبل إقامة الصلاة ثم سأله أحدهم: باعتقادك،  كم يحتاج هؤلاء المصلين لكي يقفوا في صفوف منتظمة وراء الإمام ؟
فأجاب: ساعتين أو ثلاث ..
فقال الداعية موضحا:وإذا علمت أن الحرم يتكوّن من أربعة أدوار !!
فرد الأمريكي : إذن سيحتاجون إلى اثنتي عشرة ساعة على الأقل .
فأوضح الداعية: وخذ في علمك أنهم من جنسيات مختلفة، ومن بلاد شتى، ومعظمهم لا يفهم العربية لغة الإمام .
فردّ الأمريكي جازما:إذن،  هؤلاء لا يمكن اصطفافهم.
بعد دقائق معدودة حان وقت الصلاة، فتقدم الشيخ عبد الرحمن السديس قائلا: استووا واعتدلوا ، وبخلال ثوان اصطف عشرات الآلاف من المسلمين في صفوف منتظمة لا عوج فيها ولا ضوضاء ، فانبهر الرجل الأمريكي ، وطلب كتبا لكي يتعرف على هذا الدين العظيم .