الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

قطع اللسان عن قطع اليد

قطع اللسان عن قطع اليد

قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
 منذ القديم وحتى اليوم  هناك من يعترض على تطبيق حد السرقة بقطع اليد، ويرى أن في ذلك تعسفا في الحكم  ، في القديم اعترض أبو العلاء المعري على هذا الحد قائلا:
يدٌ بخمسِ مئينَ عسجدٍ وُديت       ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقـض ما لنا إلا السكوت له     ونستجير بـمولانـــا من العار
فأجابه القاضي عبد الوهاب المالكي:
لما كانت أمينة كانت ثمينة ، فلما خانت هانت.
ورد عليه الإمام السخاوي:
عِزُّ الأمانة أغلاها، وأرخصها ذل الخيانة، فافهم حكمة الباري
وروي أن الشافعي رحمه الله أجاب بقوله :
هناك مظلومة غالت بقيمتها، وها هنا ظلمت هانت على الباري
وسمعت من داعية على قناة الفجر هو الدكتور صلاح سلطان الذي يعمل في أوقاف دولة  البحرين  أنه في السبعينات من القرن الماضي زار الملك فيصل ملك لسعودية منظمة الأمم المتحدة ، وكان قد أغضب الغرب بقطع إمدادات النفط عن الغرب خلال حرب رمضان ، فأراد رجال الإعلام إحراج الملك ، وقالوا بأن المملكة لا تحترم حقوق الإنسان وأكبر مثال على ذلك هو قطع أيدي الناس أمام الجمهور، وأن هذه همجية وتخلف، فقال الملك :
ـ ولكني سمعت أنه تحدث في أمريكيا جريمة سرقة في كل ثلاثين ثانية .
قالوا : صحيح ، ولكن السارق يوضع في السجن ولا تقطع يده كما تفعلون .
قال : وسمعت أن السجين في أمريكيا يكلف الدولة في كل عام ستين ألف دولار .
قالوا : هذا صحيح، فالسجين له حقوق عندنا .
قال : والدولة من أين تأتي بالمال ؟
قالوا:  من الضرائب .
قال : إذن فاللص يسرق المواطن الأمريكي مرتين ، مرّ من متجره ، ومرة من ضرائبه ، أما فلا بلادنا فنقطع في كل عام خمس أو ست أيدي ، ونترك أبواب متاجرنا مفتوحة لا نخشى اللصوص عندما نذهب للصلاة ، وهذه الحياة الآمنة بفضل إيماننا بقوله تعالى :
( ولكم في القصاص  حياة  يا أولي الألباب "  
روي أن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عين والياً، وأراد أن يمتحنه، فقال: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ فقال : أقطع يده ، قال : إذاً فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك ، قال له : يا هذا إن الله استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم ، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفةً ، فإن وفينا لهم ذلك تقاضينا منهم شكْرها ، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية .

ليست هناك تعليقات: