الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

زمامير المونديال

زمــامير المونديـال      

يقول الحق جل وعلا :
[وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ] { البقرة : 148}
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم"، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟! قال: "فمن؟!"..
كان الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يحرص على أن يكون المسلم عزيزا مستقلا، لا تابعا وإمعة ، وقد حذر من اليوم الذي يقلد فيه المسلمون غيرهم على غير هدى ، حتى أنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلوه وراءهم ، وتبرز هذه الصفة في قصة الأذان .
كان المسلمون في أول عهدهم بالإسلام يجتمعون للصلاة في مواعيدها، من غير دعوة، فلما كثروا، وزاد عددهم، فكر الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  في طريقة يدعو بها الناس إلى الصلاة، فاقترح عليه بعض المسلمين أن يرفع راية في موعد الصلاة، فإذا رآها المسلمون أقبلوا، فلم يعجبه ذلك، فقال بعضهم : نستعمل البوق لننادى به على الصلاة كما تفعل اليهود، فلم يعجبه ذلك أيضًا .
فقال آخرون : نستعمل الناقوس (الجرس الكبير)، فندقه ليعلم المسلمون أن موعد الصلاة قد حان . فلم يعجبه ذلك .
واقترح آخرون أن تشعل نار كما تفعل المجوس ، فلم يعجبه ذلك . وانفض المسلمون من عنده وهم كيفية الدعوة للصلاة تشغل بالهم وتحتل تفكيرهم، فباتوا يفكرون في الطريقة المناسبة للدعوة إلى الصلاة .
وكان أحد الصحابة وهو "عبد الله بن زيد" ـ رضي الله عنه ـ موجودا بينهم ، وكان مسلمًا مؤمنًا، يحب الله ورسوله، ويتقى الله في أعماله .
عن عبد الله بن زيد قال: طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا في يده. فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى. قال: تقول: "الله أكبر الله أكبر إلى قوله ...  لا إله إلا الله"،
فلما أصبحت أتيت رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  فأخبرته بما رأيت. فقال: "إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتًا منك، قال: فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أرى. قال: فقال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  : "فلله الحمد" رواه أحمد: حسن صحيح.
وذكرت بعض الروايات أن أربعة عشر صحابيا رأوا ذات الرؤية . 
في مونديال جنوب إفريقيا ظهر بوق طويل اسمه " الفوفوزيلا" وهو بوق يصدر صوتا يشبه صئي الفيل ، يستخدمه أهل تلك البلاد عند الدعوة إلى الاجتماع .
العجيب أن عددا من كبار رجال الأعمال الإسرائيليين في جنوب إفريقيا استغل تعلق المشجعين هناك بالبوق المعروف باسم «فوفوزيلا» ليستحوذوا على سوق تصنيع هذه الأبواق، وطرح العشرات منها إلى السوق الجنوب إفريقية وبيعها بأسعار متميزة تؤدي إلى انتشاره بين المشجعين.
ولأن شركة " كوكا كولا"  من أكبر الشركات العالمية دعما لدولة اليهود  فقد قامت بجعل هذا البوق  جوائز تحت علب مشروباتها ، والأعجب أن أبناء المسلمين اتخذوا هذا البوق الذي هو من رموز اليهود أداة للزعق في ليالي المونديال ونهاره، ثم صاروا يزعقون به في كل مكان .
في الهند قاطع الهنود مطاعم ماكدونالدز لأنه يستخدم السمن البقري، و هو محرم في شريعتهم ، و حكمت لهم محكمة في كاليفورنيا بتعويضات، و اعتذرت ماكدونالدز للهنود ، أما في بلادنا حيث الغثائية صفة لازمة لبعض الناس فقد اتخذ بعض الشباب بوق اليهود مزمارا من مزامير الشيطان يتفاخرون بالنفخ فيه ، ويقضون به مضاجع الناس ، ويشوشون عليهم صلاتهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .  

ليست هناك تعليقات: