الاثنين، 17 أكتوبر 2011

خاتم الشهداء

خاتم الشــهداء  ..!!    
جاء في القرآن الكريم إشارة إلى علامات الساعة الكبرى ، منها قوله سبحانه  في سورة الأنعام :
﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَـا خَيْـرًا قُلِ انْتَظِـرُوا إِنَّا مُنْتَظِـرُونَ  [ الأنعام : 158]
وفي الحديث الشريف المروي عن حذيفة بن أسيد الغفاري تفصيلا لهذه العلامات، قال:
اطلع النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ علينا ونحن نتذاكر. فقال :ما تذاكرون ؟ قالوا: نذكر الساعة. قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها،ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم،ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرِهم " [صحيح مسلم]
ويحذر الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  من أخطر هذه العلامات ألا وهو الدجال ، وكان يعوذ في صلاته من فتنة الأعور الدّجال . فلم كان أخطر هذه الفتن ولم تكن فتنة في الأرض ، منذ ذرأ الله ذرية آدم ، أعظم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال؟
والسبب بسيط لأنه يملك جميع وسائل الفتنة النفسية والعقلية والمادية ..  .
فهو يأتي بعد سنوات من القحط والمحل فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت وتجري بين يديه كنوز الأرض وخيراتها ، فيراه الناس مسبب الرزق والرفاهية .
وهو حاكم متسلط معه الجنة والنار ، الجنّة لأتباعه والنار لأعدائه .
ومعه دابة تسمى الجسَّـاسة ، وسميت كذلك لأنها تجسٌّ الأخبار كما جاء في الحديث الشريف . ثم هو يخدع الناس فيريهم أنه قادر على بعث آبائهم وأجدادهم حيث تتمثل الشياطين بصورهم  يتبعه كل كافر ومنافق و يتبعه اليهود من بلاد فارس .
جاء في الحديث الشريف (.... إن معه نهرا من ماء ونهرا من نار، فأما الذي ترون أنه نار(فهو ) ماء. وأما الذي ترون أنه ماء( فهو) نار؛ فمن أدرك ذلك منكم،فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار. فإنه سيجده ماء )  [ صحيح مسلم ]
ثم يخرج رجل مؤمن شاباً ممتلئاً شباباً من المسلمين متوجها نحو الدجال فيتلقاه جيش الدجال فيأخذونه إلى الدجال ‏فإذا رآه المؤمن  ، قال : ( يا أيها الناس هذا الدجال ‏الذي ذكر رسول الله ‏ ‏ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  فيأمر‏ الدجال‏ ‏به‏ ‏فيُشبح، ‏ ‏فيقول: ( خذوه ‏ ‏وشجوه)‏ ‏فيوسع ‏ ‏ظهره وبطنه ضربا .قال: ويقول له : ‏( ‏أوما تؤمن بي ؟) فيرد المؤمن : ( أنت ‏ ‏المسيح الكذاب )
فيأمر الدجال به ‏فينشر‏ ‏بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي‏ الدجال ‏ ‏بين القطعتين ثم يقول له : ( قم )‏ وفي رواية يقول : (يقول انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري ) فيبعثه الله ‏فيستوي قائما فيقول له الدجال : (أتؤمن بي ؟ )فيقول: ( ما ازددت فيك إلا بصيرة ) ثم يقول المؤمن : ( يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس ) فيأخذه الدجال‏ ‏ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا ،فلا يستطيع إليه سبيلا قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة و‏ ‏هذا الرجل أعظم الناس شهادة عند رب العالمين .
أعظم الناس شهادة هو ذلك المؤمن الصادق القوي الذي يغلق بدمه فتنة الكافرين للمؤمنين، فيكون دمه الشمع الأحمر الذي أغلق ذلك الباب، مثل قتيل الأعور الدجال . 

ليست هناك تعليقات: