الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

كم ثمن صلاتك ؟!

كــم ثمـــن صــــلاتك ؟

قال تعالى في سورة آل عمران :
] إِنَّ الَّذِيِنَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدَ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنَاً قَليلاً أُوْلئِكَ لاَ خَلقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلَّمَهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظْرُ إِليْهِم يَومَ القِيامةِ ولاَ يُزَكْيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليمُُ  [  (آل عمران:77)
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ فَاتَهُ صَلاةُ الْعَصْـرِ فَكَأَنَّمَا وَتَرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ .
لو تجرأنا بالسؤال : كم دينارا ثمن إيمانك بالله ؟ أو كم من المال لو أعطيت تكفر بالله ؟ أو أي مبلغ من المال لو أعطيته راودتك نفسك بالكفر ؟ سؤال لا يخلو من الوقاحة ، لأننا تجرأنا ووضعنا المال أمام المبدأ والضمير والعقيدة ، ولكنه جد واقعي ، فما دام الإيمان يزيد وينقص فهو يغلو ويرخص ، ولكن الناس لا يحبون مثل هذه الأسئلة ، رغم أن الكثيرين يبيعون دينهم بغرض تافه من أغراض الدنيا ، وكثير من الآيات تتحدث عن الذين يشرون أنفسهم ويشترونها ، وجاءت يشرون في باب المدح في القرآن ، وجاءت يشترون في باب الذَّم بصورة عامة .
سمعت في أحد البرامج الدينية هذه القصة الطريفة :
كان شيخ يدرس في أحد المساجد في العاصمة السويدية ، ودخل رجل المسجد ، وصار  ينظر في أنحاء المسجد ، ولم يصلّ ركعتين ، فعرف الشيخ أن الرجل مسلم تارك للصلاة قادته رجلا الفضول للمسجد أو جاء يسأل عن أحد الناس ، فدعاه الشيخ للجلوس في الحلقة وبعد  التعارف ، غيّر الشيخ مسار الدرس قاصدا إيصال موعظة إلى  الجالس الجديد ، فقال : في هذه الدنيا لكل شيء ثمن ، فبعض الناس لا يبيع أمانته بدينار ، ولكنه قد يبيعها بمليون دينار ، فأمانة الأول ثمنها دينار ، وأمانة الثاني ثمنها مليون دينار . والصلاة أيضا لها ثمن ، وأسألكم بحق الله تعالى عليكم كم ثمن صلاة كل منكم ؟ فأجيبوا ولا تدلسوا .
 تردد الجالسون واستنكروا السؤال ، وبدا منهم ما يدلُّ على ذلك ، أدرك الشيخ ذهول المفاجأة وقال لهم : أنا إمام المسجد وأعرف أن لصلاتي ثمنا ، وإذا فتنت لا آمن على نفسي كما كان الفاروق عمر لا يأمن على نفسه من جارية سوداء رأسها كالزبيبة ، وأجعل السؤال : عند أي مبلغ من المال تراودك نفسك بترك الصلاة ؟ ولصلاتي ثمن أخبركم عنه أخيرا كي لا تقيسوا عليه . تشجع أحد الحاضرين وقال : قد يوسوس لي الشيطان بعشرة آلاف ، وقال الثاني : بعشـرين ، وقال الثالث : بنصف مليون ، وبخمسة ملايين .. وهكذا حتى وصل إلى الضيف الجديد فقال له : وأنت يا أخي كم ثمن صلاتك ؟ فتردد الضيف ثم قال : أنا يا شيخ للأسف لا أصلي ، فقال الشيخ : كيف تترك كنزا عظيما يساوي الآلاف والملايين بلا مقابل !!
فبهت الجالس ولم يعرف جوابا ، وحفر السؤال في قلبه إشارة مرور تهديه إلى الصراط المستقيم . 
هل نستطيع بعد ذلك أن نقول :
التاجر الذي تفوته صلاة الجماعة ليربح قرشا ، أن الصلاة في جماعة عنده تساوي قرشا؟
وأن الشاب الذي يترك جلسة القرآن حبا في السمر والسهر ،أن جلسة القرآن عنده تساوي نكتة أو قصة سخيفة  ؟
وأن المسلم الذي تفوته صلاة الفجر ليكسب ساعة نوم أن صلاة الفجر عنده تساوي غفوة قصيرة ؟

ليست هناك تعليقات: