الأحد، 20 نوفمبر 2011

العمياء والبصير

العميـاء والبصـير ....          

قال الله -تعالى- في سورة طه : [وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى]{طه:131}.
وإلى هذا المعنى العظيم يشير قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّل عليه".وزاد مسلم: "فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"
ويقال : جبُل طين الرجال بماء القوة ، وجُبل طين النسا ء بماء الغيرة .
جاء في كتاب ( صور من حياة التابعين ) في فصل أبي مسلم الخولاني ،واسمه عبد الله بن ثوب، أن أبا مسلم كان من أئمة الزهد والتقوى ، جادل مسيلمة الكذاب ، وكان يغشى الخلفاء وينكر عليهم ، وكان إذا انصرف من منزله أو عاد كبّر على باب داره فتكبّر امرأته ، فإذا كان في صحن داره كبّر ، فتجيبه زوجته ، فإذا بلغ إلى باب بيته كبّر فتجيبه زوجته ، زوجان متحابان على طاعة الله يودعان بعضهما بالتكبير !!
ذات ليلة عاد أبو مسلم إلى بيته، وقف عند باب الدار وكبّر كعادته فلم يجبه أحد، فدخل إلى صحن الدار وكبّر فلم يجبه أحد، فلما كان في باب البيت كبّر، فلم يجبه أحد .
وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه، ثم أتته بالطعام، فدخل البيت في تلك الليلة فإذا البيت ليس فيه سراج، وإذا امرأته جالسة تنكت الأرض بعود في يدها، فسألها:
ـ  ما بك ؟
فقالت: أنت لك منزلة من معاوية، وليس لنا خادم ، فلو سألته لأجابك فجعل لنا خادما .
فقال أبو مسلم: اللهم من افسد عليَّ امرأتي فأعمِ بصره .
 وكان قد جاءتها امرأة من جيرانها قبل ذلك فقالت لها: زوجك له منزلة من معاوية، فلو قلت له أن يسأل معاوية أن يخدمه ويعطيه عشتم بهناء.
فبينما تلك المرأة الموسوِسة في بيتها إذ أنكرت بصرها ، فقالت لبعض أهلها : ما لسراجكم طفئ ؟ قالوا : لا .
فخرجت إلى بيت أبي مسلم تبكي، وتسأله أن يدعو الله ـ عز وجل ـ لها، فرد الله لها بصرها .
قال أبي بن كعب رضي الله عنه-: "من لم يتعز بعزة الله تَقَطَّعتْ نفسه، ومن يتبع بصره فيما في أيدي الناس يَطُل حزنه، ومن ظن أن نعمة الله في مطمعه ومشربه وملبسه فقد قل علمه، وحضر عذابه"

ليست هناك تعليقات: