الأحد، 20 نوفمبر 2011

حقيقة الشكر لله

حقيقة الشكر لله تعالى ..
يقول الله تعالى :
[إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ]  { الزمر : 7}
وروى الحسن عن النبي  ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ  أنه قال :  ما أنعم اللَّه على عبد من نعمة صغرت أو كبرت،  فقال الحمد لله إلا كان قد أعطى أفضل مما أخذ.
أبو حازم سلمة بن دينار من كبار علماء التابعين، وعظ الخلفاء والأمراء وعامة الناس ، وهو الذي أجاب سليمان عبد الملك الأموي عندما سأله :
ـ يا أبا حازم، ما بالنا نكره الموت ؟
فأجابه : لأنكم خربتم آخرتكم ، وعمرتم دنياكم ، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمار إلى الخراب .
ذات يوم قال رجل لأبي حازم: ما شكر العينين؟
قال: إن رأيت بهما خيراً أعلنته، وإن رأيت بهما شراً سترته.
قال:  ما شكر الأذنين ؟ قال: إن سمعت بهما خيراً وعيته، وإن سمعت بهما شراً أخفيته.
قال:  فما شكر اليدين؟  قال: لا تأخذ بهما ما ليس لهما، ولا تمنع حقاً لله هو فيهما.
 قال:  فما شكر البطن؟  قال: أن يكون أسفله طعاماً، وأعلاه علماً.
 قال :  فما شكر الفَرج ؟، قال: قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [ المؤمنون ]
 قال:  فما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت ميتاً غبطته استعملت بهما عمله،  وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله وأنت شاكر لله تعالى. .
وانظر أخي المسلم رعاك الله إلى هذا الفهم المتوازن لمفهوم الشكر عند التابعين، فهو منع ومنح ، سلب وإيجاب ، احذر ما يدخلك النار، واتبع ما يدخلك الجنّة ، وانظر الفهم الشامل لخلق الشكر فهو شكر يشمل جميع الأعضاء وجميع السلوكيات النفسية والمادية ، وانظر أخي إلى التخصيص ، فالجزاء من جنس العمل والشكر من جنس العمل، كما النصاب من جنس المال في الزكاة .
وقال بعض الحكماء: اشتغلت بشكر أربعة أشياء:
أوّلها أن اللَّه تعالى خلق ألف صنف من الخلق ورأيت بني آدم أكرم الخلق فجعلني من الرجال، والثالث رأيت الإسلام أفضل الأديان وأحبها إلى اللَّه تعالى فجعلني مسلما، والرابع رأيت أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أفضل الأمم فجعلني من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم.
اللهم ارض عن الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وارزقنا حسن النظر فيما يرضيك عنّا ويقودنا إلى رضوانك وجنتك

ليست هناك تعليقات: