‏إظهار الرسائل ذات التسميات شرقيات وغربيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شرقيات وغربيات. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 25 فبراير 2013

أســراجٌ مــع الشمــس؟!

أســراجٌ مــع الشمــس؟!

    أجمل ما يقرأ المرء ذلك ما صنفه العرب تحت باب الأجوبة المُسْكِتة ، فهناك الكلمة الواضحة ، والفكرة العميقة ، والحجة المفحمة ، وخير الأجوبة المسكتة ما جاء في القرآن الكريم ، انظر مثلا في المناقشة التي جرت بين إبراهيم عليه السلام والنمرود :
 ]أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ [   .   
وجاء في كتاب ربيع الأبرار : أن رجلا قال لجعفر بن محمد الصادق : ما الدليل على الله، ولا تذكر لي العلم والعرض والجوهر ؟ فقال له : هل ركبت البحر؟ قال : نعم ، قال :هل عصفت بكم الريح حتى خِفتم الغرق؟ قال : نعم ، قال : فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين؟ قال : نعم ، قال :تتبعت نفسك أن ثَمَّ من ينجيك؟ قال : نعم ، قال : فإن ذاك هو الله ، قال الله تعالى  ]وإذا مَسَّكُمُ الضُّرُ في البَحْرِ ضلَّ مَنْ تَدْعُونَ إلا إياه [ ، ] وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون [ .
و رُوِيَ عن أبي حنيفة : أن بعض الزنادقة سألوه عن وجود الله تعالى فقال لهم : إني مُفَكِّر في أمر قد أُخْبرت عنه :  ذكروا لي أن سفينة في البحر فيها بضاعة وحمولة ،وليس بها أحد يقودها ،ولا يحرسها ومع ذلك تذهب وتجيء بنفسها في مقاومة الأمواج ، وترسو على الشواطئ ما بالكم أتصدقون ؟
 قالوا  : هذا شيء لا يقوله عاقل .
 فقال : ويحكم هذه الموجودات بما فيها من العالم ،وما اشتملت عليه ليس لها صانع ! فبهت القوم وأسلموا على يديه .
في نهاية القرن التاسع عشر حكم الخديو اسماعيل مصر ، ومن وظائفه التشريفية الإشراف على شؤون الأزهر ، وكان يزوره قادة اليهود والنصارى ، ويجري بينهم نقاش في الدين والدنيا ، أحس الملك بسطحية ثقافته الدينية ، فحار في الدين الحق ، فسأل أحد معاونيه :
ـ من أعلم أهل مصر بالإسلام ؟
فقال المعاون : الشيخ محمد عبده .
قال الملك : حسنا ، ومن أعلم أهل مصر بالمسيحية ؟
قال المعاون : سيادة بابا القبط  .
قسأل  : ومن أعلم أهل مصر باليهودية ؟
قال المعاون : الحاخام الأكبر .
قال: أطلب منك أن تدعو الشيخ والبابا والحاخام إلى القصر على وجه السرعة .
وتم ما أراد الملك ، حضر الثلاثة ، وأعد لهم الملك مجلسا ، وبعد السلام والمجاملة ، قال الملك : اسمعوا ، أريد من كل منكم أن يقدم لي حجة واحدة فقط ، يثبت فيها أن دينه الصحيح ، دون أن يدخل في الفلسفة ، حجة واحدة فقط لا يزيد عليها ، ثم قال :
ـ تفضل يا سيادة الحاخام .
قال الحاخام بتواضع مصطنع :
ـ شكرا لتقديمي ، ولكني أقدم الكلام لسيادة البابا .
قال الملك : حسنا ، تفضل يا سيادة البابا .
فقال البابا : شكرا لكم ، وأنا بدوري أقدم الشيخ فهو أكبرنا سنا .
قال الملك : لا بأس ، تفضل يا شيخ .
أدرك الشيخ ذكاء محاوريه ، فهم يُريدون منه أن يبدأ بقضية ، ويَرُدُّون بأحسن منها كما في المبارزات الشعرية بين الفرزدق وجرير والأخطل أمام الخليفة عبد الملك  ، ففكر الشيخ قليلا ، وقال :
ـ لا بأس ما دمتم قدمتموني فسوف أقول ، ولكن قبل قولي علينا أن نتفق جميعا على جواب سؤال : ما هي غاية الدين الكبرى ؟
قال الحاخام : الحياة الأبدية .
قال البابا : الدينونة .
قال الشيخ : أحسنتم ، غاية الدين متعلقة بالفوز بعد الموت .
فقال الملك : غاية الدين نيل رضا الله ودخول الجنة ، أتوافقون ؟
فقبلوا جمعيا ما لخصه الملك من إجابات ، فقال الشيخ :
ـ إذا دخل اليهود الجنة سيدخل معهم النصارى والمسلمون لأن أتباعهما يؤمنون بموسى عليه السلام ورسالته ، وإذا دخل النصارى الجنة فسيدخل معهم المسلمون لأنهم يؤمنون بعيسى ورسالته ، ولن يدخل معهم اليهود لأنهم لا يؤمنون بعيسى ورسالته ، أما إذا دخل المسلمون الجنة فلن يدخل معهم لا اليهود ولا النصارى لأنهم لا يؤمنون برسالة محمد r .
فأسقط في يد الحاخام والبابا ، نظر الملك إلى الجميع وقال :
ـ لقد قضي الأمر ، انصرفوا إلى أعمالكم .

بطاقة عضوية في حزب الشيطان

بطاقة عضوية في حزب الشيطان

بعض الأسئلة ملغومة ومفخخة ، تجيب عليها بداهة فتجد نفسك قد تورطَّت فيما لا يحمد عقباه ، وهي أسئلة استدراجية ليس الغاية منها الجواب بل ما بعد الجواب من مقاصد ، ومثل هذه الأسئلة  :
ـ أيهما أكثر وأقوى في هذا العالم الخير أم الشر ؟
سألت هذا السؤال لعدد كبير من الناس من مختلف الثقافات والمنابت ، من المسلمين وغير المسلمين ، فأجاب أغلب الناس  : الشر طبعا .
ولم يكن سؤالي إلا بعد قراءة تقرير صحفي عن زمرة ( عبدة الشيطان ) ، فعلمت أن هذا السؤال هو بطاقة العضوية في هذه الزمرة الضالة ، التقرير كان يتحدث عن شاب لبناني انضم إلى عبدة الشيطان ثم فرّ منها قبل أن يرتكب جريمة شنعاء .
بدأت قصة الشاب مع الزمرة بأن تعرف على شباب من جيله دعوه إلى حفلة رقص صاخبة ، ثم توالت الدعوات وتوالت الحفلات ، ودخل في دهاليز الانحراف من الخمر إلى الزنى إلى المخدرات ، وذات يوم عرض عليه أحدهم أن يعرفه على شخص سماه " الأستاذ " يأتي بالعجائب ويقوم بالغرائب ، وتعرف الشاب على الأستاذ في إحدى شقق العاصمة بيروت ، وصار يزوره لما رأى عنده من المدهشات ، فكان الأستاذ يخرج نفسه من النافذة ويعود ، ويرتفع في سماء الغرفة ، وتلك من الأعمال التي يتقنها السحرة ، دهش الشاب ، وخبل الأستاذ عقله ، وبعد لقاءات وتوطد العلاقة بين الشاب والأستاذ ، سأل الأستاذ الشاب : أيهما أقوى في عالمنا الخير أم الشر ؟؟
أجاب الشاب بثقة : الشر طبعا .
فقال الأستاذ : إذا كان الخير من الله والشر من الشيطان ، فالشيطان في عالمنا أقوى من الله ، ألا يقول المنطق ذلك ؟
قال الشاب : هذا غريب ولكنه المنطق .
واصل الأستاذ : والمنطق أيضا يقول أن على الإنسان أن يعبد الأقوى ، فلا طائل من عبادة الضعيف المغلوب على أمره .
واستمر الحوار حتى دخل الشاب في زمرة عبدة الشيطان ، وتعلم من أستاذه أن دين عابد الشيطان أن يحرم الحلال ويحلل الحرام ، ولا تكون عبدا للشيطان حتى تخالف كل ما جاءت به الأديان . وصار الشاب يعبد مع رفاقه الشيطان حتى تجاوز كل محظور .
وكان أن طلب منهم الأستاذ التحضير لاحتفال كبير ستكون فيه طقوس كبيرة لعبادة الشيطان ، وعرض عليهم فيلما صوَّره عبد الشيطان في إحدى الدول الغربية لتقليد طقوسه في يوم الاحتفال ، وكان الفيلم يظهر عبدة الشطان وقد تجمعوا في أحد المقابر المهجورة ، وهناك أشعلت النيران ، ودقت الموسيقى الصاخبة ، وقدمت الخمور والمخدرات ، وكان أن جاء أحد الشباب بأخته ، وأدخلها في الحفلة وهي تصرخ وتصيح من الخوف ، ثم قام الأخ باغتصاب أخته ، أمام الحفل ، وتوالى عليها الحضور ، ثم قتلوها وقطعوا جسدها وألقوه في النار بين صرخات الذهول والانتعاش ، بعد الفيلم شرح الأستاذ عن إخلاص جماعة الفيلم للشيطان ، وتفاخر بجرأتهم ، وحدث أن طلب من الشاب أن يكون هو من يحضر أخته لتكون القربان ، هنا ارتعش الشاب خوفا ، وقد كانت تربطه بأخته علاقة حميمة ، فوعد ، ولكنه هرب من الجماعة وكشف أمرها واعتقلت السلطات عناصرها ، ثم أهملت القضية لأن بعض أعضاء الجماعة كانوا من أبناء كبار القوم في لبنان . 
سألت مرة صديق ذات السؤال ، فأجاب الإجابة المعهودة ، فقلت له :
ـ حيث تعيش ، هل يخرج أغلب الناس في بلدكم صباحا للعمل أم للسرقة ؟
و هل أغلب الأولاد في بلدكم أولاد زواج أم أولاد زنى ؟!
 فقال : للعمل طبعا .
فقلت : كيف تقول إذن أن الشر أقوى ، وأكثر ، والكسب خير والسرقة شرّ ، والزواج خير و الزنى شرّ ؟!
فأجاب : إذن ، لماذا يجيب الناس بأن الشر أغلب وأقوى ؟
قلت : لأن الشر يطفو أمام الناس كما يطفوا السمك الميت على سطح البحر فيظن الجاهل أن السمك الميت أكثر من السمك الحي . 



كــم ثمـــن صــــلاتك ؟

كــم ثمـــن صــــلاتك ؟

لو تجرأنا بالسؤال : كم دينارا ثمن إيمانك بالله ؟ أو كم من المال لو أعطيت تكفر بالله ؟ أو أي مبلغ من المال لو أعطيته راودتك نفسك بالكفر ؟ سؤال لا يخلو من الوقاحة ، لأننا تجرأنا ووضعنا المال أمام المبدأ والضمير والعقيدة ، ولكنه جد واقعي ، فما دام الإيمان يزيد وينقص فهو يغلو ويرخص ، ولكن الناس لا يحبون مثل هذه الأسئلة ، رغم أن الكثيرين يبيعون دينهم بغرض تافه من أغراض الدنيا ، وكثير من الآيات تتحدث عن الذين يشرون أنفسهم ويشترونها ، وجاءت يشرون في باب المدح في القرآن ، وجاءت يشترون في باب الذَّم بصورة عامة .
سمعت في أحد البرامج الدينية هذه القصة الطريفة :
كان شيخ يدرس في أحد المساجد في العاصمة السويدية ، ودخل رجل المسجد ، وصار  ينظر في أنحاء المسجد ، ولم يصلّ ركعتين ، فعرف الشيخ أن الرجل مسلم تارك للصلاة قادته رجلا الفضول للمسجد أو جاء يسأل عن أحد الناس ، فدعاه الشيخ للجلوس في الحلقة وبعد  التعارف ، غيّر الشيخ مسار الدرس قاصدا إيصال موعظة إلى  الجالس الجديد ، فقال : في هذه الدنيا لكل شيء ثمن ، فبعض الناس لا يبيع أمانته بدينار ، ولكنه قد يبيعها بمليون دينار ، فأمانة الأول ثمنها دينار ، وأمانة الثاني ثمنها مليون دينار . والصلاة أيضا لها ثمن ، وأسألكم بحق الله تعالى عليكم كم ثمن صلاة كل منكم ؟ فأجيبوا ولا تدلسوا .
 تردد الجالسون واستنكروا السؤال ، وبدا منهم ما يدلُّ على ذلك ، أدرك الشيخ ذهول المفاجأة وقال لهم : أنا إمام المسجد وأعرف أن لصلاتي ثمنا ، وإذا فتنت لا آمن على نفسي كما كان الفاروق عمر لا يأمن على نفسه من جارية سوداء رأسها كالزبيبة ، وأجعل السؤال : عند أي مبلغ من المال تراودك نفسك بترك الصلاة ؟ ولصلاتي ثمن أخبركم عنه أخيرا كي لا تقيسوا عليه . تشجع أحد الحاضرين وقال : قد يوسوس لي الشيطان بعشرة آلاف ، وقال الثاني : بعشرين ، وقال الثالث : بنصف مليون ، وبخمسة ملايين .. وهكذا حتى وصل إلى الضيف الجديد فقال له : وأنت يا أخي كم ثمن صلاتك ؟ فتردد الضيف ثم قال : أنا يا شيخ للأسف لا أصلي ، فقال الشيخ : كيف تترك كنزا عظيما يساوي الآلاف والملايين بلا مقابل !!
فبهت الجالس ولم يعرف جوابا ، وحفر السؤال في قلبه إشارة مرور تهديه إلى الصراط المستقيم . 
هل نستطيع بعد ذلك أن نقول :
التاجر الذي تفوته صلاة الجماعة ليربح قرشا ، أن الصلاة في جماعة عنده تساوي قرشا؟
وأن الشاب الذي يترك جلسة القرآن حبا في السمر والسهر ،أن جلسة القرآن عنده تساوي نكتة أو قصة سخيفة  ؟
وأن المسلم الذي تفوته صلاة الفجر ليكسب ساعة نوم أن صلاة الفجر عنده تساوي غفوة قصيرة ؟
وأن المسلم الذي لا يصوم لأنه مُدخن ولا يستغني عن السيجارة ، أن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يساوي عنده سيجارة ؟
إن جاز ذلك ، فهذا حساب يسير ولكنه يوم الحساب عسير ، قال تعالى :
] إِنَّ الَّذِيِنَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدَ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنَاً قَليلاً أُوْلئِكَ لاَ خَلقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلَّمَهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظْرُ إِليْهِم يَومَ القِيامةِ ولاَ يُزَكْيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليمُُ  [  (آل عمران:77)

الرياح الربانية اليابانية

الرياح الربانية اليابانية

يقول أحد الطيارين : لا يكون الطيار طيارا ناجحا حتى يوقع عقدا مع الموت . وهو بذلك يلخص حقيقة أن الرغبة في التحليق عاليا في الحياة لها ثمن عظيم يجب دفعه .
ومن أشهر فرق الطيران الحربي في العالم ما عرف بالكاميكاز ، والكاميكاز كلمة يابانية تعني الرياح الربانية ، وقصة هؤلاء الطيارين اليابانيين معروفة في الحرب العالمية الثانية ، فقد اتخذوا قرارا جماعيا للقيام بعمليات فدائية انتحارية بطائراتهم ضد سفن التحالف التي كانت تقصف بلادهم ، وتدمر مدنهم وتقتل أبناء جلدتهم ، بعض الروايات تقول أنهم كانوا الف وخمسمئة ، ويصل عددهم في روايات أخرى إلى خمسة ألاف طيار . وفي لقاء مع طيار نجا بأعجوبة ، سأله الصحفي : ما آخر كلمة كنتم تقولونها قبل الاصطدام . فقال : كنت أسمع الطيارين يصرخون : أماه . ويقول عن نفسه أنه لم يعرف له أما طوال حياته ، ولم يتعود على هذه الكلمة ، فلما اقترب من الموت صرخ باسم مغنية يابانية كانت مشهورة في تلك الأيام ، ولكن الحظ لم يحالفه ونجا من الموت بأعجوبة ، وتأسف لأن لم يهتف باسم أمه .
بعد انتهاء الحرب أقام اليابانيون متحفا لتخليد ذكرى أبطال الكاميكاز في طوكيو ، ضم المتحف صور الطيارين وبعض تركاتهم ورسائلهم ، العجيب أن الغرفة الأولى في المتحف تضم لجوار الطيار الكاميكازي صورة لامرأة وثلاثة أطفال ، بخلاف بقية الغرف ، وعند سؤال مدير المتحف عن سبب وجود هذه الصورة في الغرفة الأولى ، بجوار صورة الطيار كان العجب .
فعندما تعاهد الطيارون على القيام بعملياتهم الانتحارية الجماعية كان صاحب الغرفة الأولى متزوجا وله ثلاثة أطفال ، فطلب القائد إعفاءه من المهمة ورفض إشراكه في العمليات ، فأصيب الطيار بغم وحزن شديدين لأنه لن يستطيع القيام بالمهمة ، ورأت زوجته عظيم همِّه وكبر فجيعته ، فقررت مساعدته على تحقيق أمنيته، فقامت بدس السُّم لأولادها الثلاثة فماتوا ، ثم شربت هي السّم الرعاف فلحقت بأولادها ، فصار الطيار بلا عائلة ، وعاد إلى قائده ، وشرح له أن المانع في مشاركته في العمليات قد زال ، وقاد طيارته ، وهوى بها في بارجة بحرية أمريكية .
الكاميكاز قاموا بعمليانهم احتجاجا على استسلام إمبراطور اليابان للجنرال الأمريكي ماك آرثر ، واليابانيون معروفون بولائهم للإمبراطور لدرجة التقديس ، ولكن تمرد سرية ( طوكوطاي )  التي كان منها أبطال الكاميكاز لم يكن سببا لتشويه  تضحياتهم ، ورميهم بتهمة التخريب على الأمة اليابانية ، بل أقام لهم اليابانيون متحفا لتخليد ذكراهم ، لأنها أمة تعرف فضل الرجال حتى لو بدا عملهم تمردًا على سلطة  الإمبراطور المقدسة عندهم  .   

الشـُّــــبهة القـا تـلـــــــــــة

الشـُّــــبهة القـا تـلـــــــــــة

في السبعينيات من القرن الماضي انتشر في فلسطين وخاصة في منطقة رام الله الفكر اليساري ، ونشط طلاب الجامعات في التنظير لأفكاره ، ونشط اليساريون في ميدان العمل التطوعي ، وانتشرت هذه الظاهرة .
أذكر حادثة لا تغيب عن بالي كان لها أشد الأثر مع بساطتها في ضلالي فترة طويلة من الزمن ، فكنَّا نجمع القمامة من ساحة النادي ، ونحرق ما يمكن حرقه ، وحدث أن داعبني أحد الرفاق وقبض على يدي وراء ظهري مازحا ، فتقدم آخر وكفاه سوداوان من شحبار الحريق ، وقال مازحا :
ـ  من يمنعني من (شحبرة ) وجهك ؟
 خطرت على بالي فورا قصة الرسول r مع الرجل الكافر الذي سرق السيف المعلق على الشجرة والرسول نائم ، فقلت ببراءة الأطفال :
ـ  الله .
فما كان منه إلا أن شحبر وجهي بإحدى يديه . فكتمتها في نفسي ولم أسأل عنها ، وحاولت استنتاج ما أريد منها .
حادثة صغيرة كان لها أثر كبير على الشاب الصغير الذي يدرج نحو الثالثة عشرة من عمره ، فحفرت في قلبه حفرة شك باض فيها الشيطان وفرَّخ سنوات عدة . ومرت سنوات ، وكلما خطرت هذه القصة على بالي يغني شيطان الشك في قلبي.
 ذات مرّة وبعد التخرج من الجامعة والعمل في التعليم صحبنا الطلاب برحلة مدرسية إلى دير قرنطل في أريحا ، وصعدنا الجبل إلى دير الرهبان في أعلاه ، هناك سأل طالب بعمر القصة الراهب : لماذا سمي هذا الجبل بجبل قرنطل ؟
 فقال الراهب : قرنطل كلمة يونانية تعني التجربة ، وعلى هذا الجبل جرّب الشيطان المسيح ( عليه السلام ) فكان يقول له انظر إلى مملكة أريحا الثرية الناس فيها يأكلون أطيب الطعام ، ويشربون ألذ الشراب ، ويعيشون برخاء ، وأنت هنا صائم غذاؤك الحشائش ، لو كنت كريما عند الله ما أجاعك وأشبع الناس . ولكن المسيح عليه السلام رفض الإغراء وحافظ على صيامه .
وحدثت عن سبب التسمية لأحد الأخوة من أهل العلم ، فقال الأمر ليس كذلك ، هناك جرّب الشيطان المسيح عليه السلام بقصة أخرى رويت في غير مكان ، ومنها كتاب " أدب الدنيا والدين " :
 فقد ورد أن إبليس اللعين قال لعيسى عليه السلام :
ـ  ألست تقول أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك ؟
قال : بلى  .
 قال : فارمِ نفسك من ذروة هذا الجبل ، فإنه إن يقدر لك السلامة تسلم .
 فقال عليه السلام : يا ملعون ، إن لله أن يختبر عباده ، وليس للعبد أن يختبر ربه . فكان كلامه ماء طمأنينة بارد يصب على شحبار شك وفد إلى قلبي من نار سبق وأشعلت .

الأحد، 24 فبراير 2013

إحصـــائية الحمـــــد

إحصـــائية  الحمـــــد

من المعلوم أن مساحة النظر تكبر كلما ارتفعنا للأعلى ، لذا يجعل الجيش نقاط المراقبة في منطقة مرتفعة ، والقمر الصناعي في الفضاء الشاهق يرصد أضعاف ما يرصده المنطاد القريب من سطح الأرض ، وهكذا تشعر وأنت تقرأ القرآن الكريم، فالقرآن كلام العلي العظيم ، لذا يأخذك إلى ملكوت السماوات والأرض ، ويسافر بك عبر مسيرة الإنسان والخلق ، ليعود ويقول لك افعل هذا واجتنب هذا في أدق تفاصيل حياتك اليومية .
ولكي تعرف عظمة نعم الله عليك ، ما أحرى أن تنظر لها من السماء ، لتعرف معنى الحمد لله :
]وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ[
]فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ ` يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ[
]أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ` وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ[
والآن عليك أن تقول الحمد لله مرة أخرى  :
·       إذا وُلدت لأبوين مسلمين فأنت من22.7% المحظوظين الذين ولدوا على فطرة الإسلام العظيم .
·   إذا كنت ممن يقرأ اللغة العربية فأنت من 2.5%  من سكان العالم المحظوظين الذين يتيسر لهم التعبد  بقراءة القرآن الكريم .
·       إذا كان معدل دخلك يزيد عن دولارين يوميا فأنت أغنى من ثلاثة مليارات من سكان الكرة الأرضية .
·       إذا كان بإمكانك الوصول إلى مكان العبادة ، فأنت أوفر حظا من 3 مليارات إنسان في هذا العالم .
·       إذا كان لديك قوت في الثلاجة ورداء في الخزانة وبيت يأويك فأنت أغنى من 75% من سكان العالم .
·       إذا كان لديك مال في البيت أو في المصرف فأنت من فئة 8% من الأشخاص الميسورين في العالم .  
·   مليار ونصف من سكان العالم يعانون من اضطراب ذهني قد يظهر على شكل اكتئاب أو انفصام شخصية أو تخلف عقلي أو إدمان على المخدرات والكحول ، إذا لم تكن منهم فأنت محظوظ .
·   إذا مدّ الله بعمرك حتى تسمع هذه الإحصائية فأنت من المحظوظين لأنه يموت في كل دقيقة سبعون شخصا في العالم ولم تكن منهم .

لطيفة في تعليل اقتران الحمد بالتسبيح :
ورد في القرآن الكريم اقتران التسبيح بالحمد في آيات كثيرة : ] سَبِّحْ بِحْمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ [ ، وفي الحديث كذلك ، قال r : " إنَّ أحبَّ الكلام إلى الله : سبحان الله وبحمده " . يقول ابن تيمية رحمه الله في تعليل ذلك : التسبيح والتحميد يجمع النفي والإثبات ، نفي المعايب وإثبات المحامد وذلك تمام التعظيم .أي  أن التسبيح صفة سلب ، لأنك بالتسبيح تنزه الله من كلّ نقص ، والتحميد صفة إيجاب لأنك ترجع كلّ الفضل لله تعالى ، فاقترن السلب بالإيجاب اقتران الليل بالنهار  .  

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

القدوة الحسنة

يقول الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: " الفرق بين الشك والحقيقة أربع أصابع هي المسافة بين السمع والمشاهدة " ويقصد بذلك المسافة بين الأذن والعين في رأس الإنسان . فالإنسان السوي يصدق ما يرى لا ما يسمع ، والإنسان السوي  من طبعه أن يتأثر بما يشاهد لا بما يقال له  .
وأخطر المسلمين على الإسلام أولئك الذين يدعون الناس إلى الله تعالى بأقوالهم، ويدعون إلى الشيطان الرجيم بأفعالهم ، لأن السلوك هو دليل الفكرة ، والإيمان يستدعي العمل الصالح ، وليس للذي يخالف ما يدعو إليه عند الله إلا المقت وهو أشد ألوان البغض . وأغلب المسلمين دخلوا في الإسلام من باب القدوة الحسنة، ألا ترى أن أكبر دولة إسلامية في العالم هي اندونيسيا تلك البلد التي يزيد سكانها عن مائتي مليون نسمة ، دخل أهلها في الإسلام على يد التجار المسلمين من هنود وعرب وغيرهم في القرن العاشر الهجري .
لذا على الداعية أن يحذر من مخالفة أفعاله لأقواله، فإن النفس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه، ولا يوافق فعله قوله، ولهذا قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام :

 ﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلَى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ   .[هود:88]

فالقدوة ذات أهمية وأثر كبير في الاعتقاد والسلوك والأخلاق، وقد يكون أثرها هذا إيجابياً أو سلبياً، لذلك فالقدوة الحسنة أساس رفيع في تزكية النفوس وتهذيبها، وذلك لأن تحلي الداعية بما يدعو إليه الناس من الاعتقاد والسلوك والأخلاق يجعل هذه الدعوة صورة حية ماثلة للعيان، مما يمكّن في نفوس أتباعه القناعة التامة بما يقول، وأن ما يدعوا إليه أمر ممكن تحقيقه وتطبيقه، وهم يرون بأعينهم ذلك التطبيق، ويلمسون آثاره الطيبة على الداعي نفسه، فيتأثرون به أعظم التأثر، ويؤمنون به أصدق الإيمان، هذا بالإضافة إلى أنه عندما يجعل نفسه في مواقف الفداء والتضحية أول المضحين، وفي مواقف البذل أول الباذلين، فإن ذلك يجعل أتباعه يتبعون هذه المواقف في رضا واطمئنان تامين، فضلاً عن تعلقهم به يزداد، ويقينهم بصدقه، وحرصهم عليه.

منذ سنوات طويلة ، انتقل إمام أحد  المساجد إلى مدينة لندن في بريطانيا، و كان يركب الباص دائماً من منزله إلى المسجد .
بعد انتقاله بأسابيع، وخلال تنقله بالباص، كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق.
وذات مرة دفع أجرة الباص و جلس، فاكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً زيادة عن المفترض من الأجرة.
فكر الإمام وقال لنفسه أن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه. ثم فكر مرة أخرى وقال في نفسه: "إنسَ الأمر، فالمبلغ زهيد وضئيل، و لن يهتم به أحد، كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ، ولن ينقص عليهم شيئاً بسبب هذا المبلغ التافه ، إذن سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت.
توقف الباص عند المحطة التي يريدها الإمام ، ولكنه قبل أن يخرج من الباب ، توقف لحظة ومد يده ، وأعطى السائق العشرين بنساً ، وقال له: تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال!!!
فأخذها السائق وابتسم، وسأله: ألست الإمام الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر منذ مدة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام، ولقد أ عطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك"!
وعندما نزل الإمام من الباص، شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف!!! فتمسك بأقرب عامود ليستند عليه،و نظر إلى السماء و دعا باكيا:
يا الله ، كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً!!!

الجمعة، 27 يوليو 2012

أعزنا الله بالإسلام .. !!

أعزنا الله بالإسلام .. !! 

كشفت وسائل الإعلام التركية أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قدم للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ، خلال استقباله له فى أنقرة ، هدية تذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلاده . 
وقالت وسائل الإعلام إن أردوجان أراد من وراء هذه الهدية أن يلقن ساركوزى درسا فى كيفية التعامل مع الأمم الكبيرة بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا ، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين ، وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6 ساعات مما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى أن هدية أردوجان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثمانى سليمان القانوني عام 1526، ردا على رسالة استغاثة بعث بها فرنسيس الأول ملك فرنسا عندما وقع أسيرا فى يد الأسبان يطلب العون من الدولة العثمانية، وجاء فيها :
 " بسم الله العلي المعطي  المغني المعين.."   
بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات ، ..  وجميع أولياء الله .
أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين ، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين ، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم ، وولاية ذي القدرية ، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.
إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا .. وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم ( فرانقبان ) ، وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم ، وأنكم الآن محبوسون .. فلا عجب من حبس الملوك ، فكن منشـرح الصدر ، و لا تكن مشغول الخاطر . فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا ، وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة ، وسيوفنا مسلولة ، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته . وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا .

الحشــرة المباركـــة .. !!

  

الفعل أوحى في القرآن الكريم  تكرر حوالي 41 مرة ، وعند تدبر الآيات التي ورد فيها نجد أمرين : الأول أن الوحي كان لمخلوقات عظيمة ومكرمة ، فهو للأنبياء والصالحين ، وللسماء والأرض ، ثانيا أن  الفعل أوحى اقترن بالنجاة وديمومة الحياة ، وما يلفت النظر أن حشـرة النحل كانت من بين المخلوقات التي أوحي لها ، فما علاقتها بالحياة على الأرض  ؟
من آيات الله الدالة على عظمته: أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيءٍ وجعله موزوناً، لئلا يطغى شيءٌ على شيء،  ويتجلى ذلك في أعظم مخلوقات الله سبحانه من المجرة الكبيرة حتى الحشـرة الحقيرة ..
يقول الشيخ راتب النابلسي : هذه الحشرات جعل الله تنفسها عن طريق أنابيب لا عن طريق الرئات، ولأن تنفسها عن طريق الأنابيب لا تنمو أكثر من حجمها الذي ترونه، ولو أن لها رئاتٍ لأصبحت بحجمٍ كبيرٍ أهلكت الإنسان، فالحشرات لها حدٌ تقف عنده، والنباتات لها حدٌ تقف عنده، والحيوانات لها حدٌ تقف عنده، والأسماك لها حدٌ تقف عنده، وبنية الجسم البشـري فيه حدودٌ، وفيه سدودٌ، وفيه مقاييس، وفيه ضوابط، وفيه موازين .يقول الله سبحانه وتعالى: }  وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ  {  {  الحجر :  19}
وقال العلماء : اذا اختفى النحل من وجهه الارض فسينتهي الانسان من بعده باْربع سنوات ، ذالك أن نهاية النحل تعني نهاية تلقيح النبات،  فإذا ما انتهى النيات ، انتهى الحيوان ، ثم ينتهي الإنسان ، فعندما تنتقل النحله من زهرة إلى زهرة بحثا عن الرحيق ، فإنها تلقح الأزهار التي تساعد على ظهور محاصيل الخضـروات والفواكه ، والإنسان اكبر خطر يهدد النحل بسبب استخدامه للمبيدات الحشرية ..
قال تعالى : } ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  { { الروم: 41} .

اقتلوه بالإهمال ..

  
في النت صفحات لا حصر له تسيء للإسلام ولأعلام المسلمين ..
وفي العالم معارض تتزايد كل يوم في نشر صور مسيئة للإسلام ومشايخ المسلمين ..
بعض المسلمين مختصين في النبش عنها من مزابلها ونشرها بحجة الوقوف أمامها
أحيانا خير وسيلة لمحاربة تلك المواقع هو إهمالها ..
وانتقال المسلم من الجدل إلى العمل هو إعراض عن اللغو .. قال تعالى :} وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ  { { القصص : 55}
وحذر الأوزاعي رحمه الله: ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل ). تلك حقيقة لا ريب فيها .. من يتفرغ للكلام والجدل.. يفوته الانجاز والعمل والجدل صراع لا منتصر فيه   ،  وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله ) .
 ولـذلك قـال الأمام الشافعي رحمه الله :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ

إن الجوابَ لِبَابِ الشَّـرِّ مفتاحُ
وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ
قال الأستاذ منصور مهران: وقفت على كتاب طُبع في مصـر يطعن في القرآن الكريم، لمؤلف مجهول، فاستعظمت ذلك وحملت الكتاب إلى الشيخ محمود شاكر، فأمرني بحمله إلى السيد أحمد صقر، وكان أمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، فلما ذهبت إليه قال لي: "لقد وقفنا على هذا الكتاب وسوف نقتله بالصمت"، واستشهد بالأثر المروي عن سيدنا عمر عندما غلا اللحم في زمانه قال: أرخصوه بالترك!.