‏إظهار الرسائل ذات التسميات عجائب المحبين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عجائب المحبين. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 27 يوليو 2012

رب ذنب يدخلك الجنة .. !!

  

هناك صفة تلازم أغلب الناس ، و الفاشلون منهم خاصة،  فتراه يقص عليك قصة كان فيها شهما أو بطلا أو صاحب فضل ، ويظل يعيد ذات القصة لكل إنسان وفي كل مناسبة ، ويزيد عليها ، ولكنك نادرا ما تجد شخصا يعيد قصة كان فيها مخطئا أو جبانا أو مقصـرا ، وإذا ذكرها غيره أمامه  عبس وبسر وغضب وأنكر ، ولكن هل هذا هو منهج طالبي جنة الرحمن ؟!!
جاء في كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب قال ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله  ـ  :
" قَدْ يَعْمَلْ العَبْد ذَنبآً فَيَدْخُل بِهْ الجنَّة.. ويَعْمَلْ آلطَّآعَة فَيدْخُل بهَآ النَّآرْ !!
قَآلُوآ: وكَيْفَ ذَلِكْ ؟
قَآلْ: يَعْمَل آلذَّنبْ فَلَآ يَزَآلُ يَذْكُرْ ذَنْبَهُ .. فيُحْدِثْ لَه إنْكِسَآرآً وذُلَّآً ونَدمآً.. ويَكُونْ ذَلِك سَبَبْ نجَآتِه.. ويَعْمَلْ آلحسَنَة.. فَلَآ تَزَآلُ نَصْبَ عَيْنَيْه.. كُلَّمَآ ذَكَرْهَآ أوْرَثَتْهُ عَجَبآً وَ كِبرآً ومِنَّة.. فَتَكُون سَبَبَ هَلَآكِه..  ورُوِيَ عَنِ آلإمَآمْ مَآلِكْ أنَّه كَآنْ يَقُولْ:
( لَآ تَنْظُرُوآ فيْ ذُنُوبِ آلنَّآسْ كَأنَّكُمْ أرْبَآبْ وَأنْظُرُوآ إلى ذُنُوبِكُمْ كَأنَّكُمْ عَبِيدْ فَأرْحمُوآ أهْلْ آلبَلَآءْ ، وَأحمِدُوآ آلله عَلَى آلعَآفِيَة )
ما أروع ما قاله ابن القيم في هذا المقام: ..  وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما،
خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا. فإن المعجب لا يصعد له عمل. وإنك أن تضحك وأنت معترِف؛ خير من أن تبكي وأنت مُدلٌّ،  وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدلين (
وقد روي عن علي ـ رضي الله عنه ـ  أنه قال: سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك.
وقد لخص ابن عطاء ذلك في حكمه : " ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول. وربما قضى عليك بالذنب، فكان سببا في الوصول،  معصية أورثت ذلا  وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا " . .

الاثنين، 9 يوليو 2012

أبلغ دروس الشعراوي ..



أبلغ دروس الشعراوي ..    

وكأن رسولنا الأمين الصادق الصدوق أحسَّ بهممة الشك التي ستخرج من أفواهنا ، أو بنظرة الريبة التي تلوح في أعيننا ، فأراد أن يقسم ، يقسم لأنه سيُعلمنا بحقائق خارجة عن منطق البشر  ، ولكنها منسجمة تماما مع منطق وحي السماء ..
  فكيف سيصدق صاحب عقل يربط الأشياء بأسبابها أن شيئا إذا أخذت منه لا ينقص ؟
وكيف سيصدق أن رجلا ظُلم ظلما واضحا ، فسكت وصبر فزاده الذلُّ عزّا ؟!
 وكيف سيصدق أن رجلا ذكيا أبدع طُرقا في كسب المال كان هذا الإبداع سببا في فقره ؟!  
أليست هذه المعادلات مقلوبة !
كان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ، :  مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا ، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا " . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ
كان  الشعراوي في سيارته عائداً إلى المنزل بعد ان ألقى محاضرته اليومية حول تفسير معاني القرآن الكريم ، وحضرها علية القوم ورؤوسهم ، وجمع غفير معجب بالشيخ ، فجأة طلب الشعراوي من السائق أن يعود به إلى المسجد ، وأن ينتظره هناك ، طال انتظار سائق للشعراوي فشعر بالقلق عليه، لذلك قرر السائق دخول المسجد ليطمئن على أحوال الشيخ الجليل، بحث عنه في مختلف أنحاء المسجد فلم يجده ، فساوره القلق مرة أخرى، وفي النهاية نزل السائق إلى المغاسل ،  ولدهشته وجد الشيخ الشعراوي رافعاً جلبابه ينظف الحمامات، وعندما سأله السائق عن سبب قيامه بتنظيف المغاسل والمرافق الصحية أجاب الشيخ - رحمه الله - بأنه شعر بالخيلاء في لحظة ضعف بعد تقبيل الناس يده، فأراد ان يروِّض نفسه على التواضع ..  ومن تواضع لله رفعه ، اللهم ارفع درجته ، وانفعنا بمواعظه ، وتوفنا غير مفتونين .

المناعة ضد الحرام


ـ  9  ـ

المناعة ضد الحرام   

بعض الناس تعود أن يشرب القهوة مرّة ، إذا جئته بقهوة  محلاة رفضها تلقائيا
وبعض الناس لم يبتلَ بالتدخين ، فإذا استنشقه سعل وأخرجه قبل أن يصل جوفه ..
 ولكن هل يمكن لبعض الناس أن يكون لديهم مناعة ضد  خبيث الطعام ، بحيث يرفضه إذا ما ذاقه او دخل جوفه لأنه حرام لا يحلُّ للجسد الطيّب ؟؟
 عمر بن الخطاب أرسل يوما غلامه ليأتيه بالحليب من إبله، فرجع فشـرب فاستنكر عمر طعم الحليب، وقال: من أين جئتني بهذا الحليب؟! قال: والله، أرسلتني إلى إبلك فوجدت الراعي قد أبعد بها، وأدركت إبل الصدقة في الطريق فحلبوا لي منها.
 وكذلك الصديق ، جاء غلام له بطعام، فأكل، فاستنكر الطعام فسأل: من أين جئتني بهذا الطعام؟ قال: تكهنت في أيام الجاهلية لرجل، وما أنا والله بكاهن، فلم آخذ منه شيئاً، فلقيني فأعطاني حلواني، فاشتريت لك به، وحلوان الكاهن لا يجوز، وكان هذا في الجاهلية، والإسلام يجبُّ ما قبله، ولكنه أخذ شيئاً بغير مقابل، وهو محرم، وما أدرى الصديق بحرمة هذا الطعام؟ أنها حساسية وشفافية النفس الزكيّة ، فيحس أن هذا الطعام طيب أم لا، لأن الجسم كله طيب، فلما أكل غير الطيب لم يتلاءم معه، وهذا مثل جهاز كهربائي لو وصلت إليه تياراً بقوة مائتين وعشرين فولتاً، وهو مصمم ومعد ليستقبل مائة وعشـرة (فولت)، ماذا يصير فيه؟ والجسم الذي نما وترعرع على الطيب صار كله طيباً، ولا يقبل إلا ما كان من جنسه.
وفي الحديث الصحيح: (كل جسم نبت من الحرام فالنار أولى به )، وفي قوله -^ -: ( غذِّي بالحرام) مسئولية كبرى على الآباء للأبناء، فليتق الله كل أب في أسرته، في أبنائه، فلا يطعمهم الحرام؛ لأنه إذا غذِّي بالحرام، كان هذا الجسم نابتاً بالحرام، فإذا كبر ودعا فقد لا يُستجاب له، فيحرم بذلك سبل التوفيق لرضوان الله تعالى .  

صلّى جماعــة وحــده ..!!!


ـ  5  ـ

صلّى جماعــة وحــده  ..!!! 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَصَلاةُ الْفَجْرِ , وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهَا ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " .  وللصالحين قديما وحديثا عجائب في الحرص على صلاة الجماعة منها هذا الخبر ، فهل من معتبر ومشمِّر؟! 
في مقابلة أجراها الدكتور محمد العوضي مع الداعية لطفي العمدوني ، أحد نشيطي الثورة التونسية ، الذي اعتقل وهو طالب في كلية الشـريعة ، وأمضـى في السجن 18 عاما ، تحدث المعتقل عن الأساليب التي كان يتبعها أعوان النظام في محاربة الإسلام ، وكيف كان يتنافس السجانون على التفنن في  التنكيل بالمساجين ،  ومن أقبحها منع المساجين من صلاة الفجر حاضرا وصلاة الجماعة، فكانوا يمنعون المعتقلين من الصلاة قبل العدد ، والعدد يأتي في الساعة الثامنة صباحا وقت الضحى ، وكان المخالف يُهاجم بالكلاب البوليسية والهراوات ، وتفنن بعض الجلاوزة في قمع أهل الصلاة ، فكانوا يمنعون صلاة الجماعة بأي حال من الأحوال،  وأصر أحد الأخوة على صلاة الجماعة ، وكانت له قصة غريبة .
" .. أحد الأخوة ضربوه من أجل  صلاة الجماعة ، وحينما علموا إصراره وضعوه في غرفة لا يوجد فيها أي شخص يصلي ، فمارس الدعوة ، وتفاجأ  حراس السجن بأن  هناك من يصلي معه جماعة ،  فكان كالتحدي بينه وبينهم ، وحينما يئسوا من الضـرب ولم يرجعه ذلك عن صلاة الجماعة ، وضعوه مع مساجين الحق العام ( المدنيين ) فدعا أشخاصا ثم أمّهم بالصلاة ، فنكّلوا بمساجين الحق العام ، ثم بعد ذلك نقلوه إلى غرفة وحبسوه وحده ، فأقسم أمامهم وقال :
 " .. أقسم بالله ، سأصلي جماعة ، ولو كنت وحدي ، سأصلي تحت المصباح ، ويكون ظلّي على يساري ، وسأنوي صلاة الجماعة مع ظلّي ، وسيكتبها الله صلاة جماعة .. " ..
وأقسم أحد السامعين للقصة ، أن لا يصلي بعد اليوم إلا جماعة ، مهما كانت الظروف ..

الأحد، 27 نوفمبر 2011

توبة قاتل أمه ....

من عجائب التـائبين

[قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ] { الزمر : 53.54 }
وفي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
مالك بن دينار البصري ، ممن تاب الله عليهم ، بدأ حياته شرطيا مسرفا على نفسه يظلم الناس ويشرب الخمر ، ولما تاب الله عليه انصرف للعلم والزهد ، يأكل من كسب يده ، ويكتب المصاحف بالأجرة ، توفي بالبصرة سنة 131هـ ، وله مواعظ ومواقف مشهودة ، ومن طريف قصصه ما ذُكر في كتاب " نزهة المجالس للصفوري الشافعي :270 " : 
قال مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ :
" خرجت إلى الحج فرأيت الناس على عرفات ، فقلت :
 ليت شعري مَنْ المقبول منهم فأهنيه ، ومن المردود منهم فأعزيه ؟!
فرأيت في المنام قائلا يقول : قد غفر الله للقوم أجمعين إلا محمد بن هارون البلخي ، فقد ردَّ الله عليه حجّه . فلما أصبحت أتيت ركب خراسان ، فقلت : أفيكم البلخيون ؟
قالوا : نعم .
 فأتيتهم فسألتهم عن محمد بن هارون البلخي .
فقالوا : سألت عن رجل زاهد عابد ، اطلبه في خراب مكة .
 فأتيته فوجدته في خربة ويده في عنقه والقيد في رجليه ، وهو يصلي ، فلما رآني قال : ـ منْ أنت ؟
قلت : مالك بن دينار .
 قال : لعلك رأيت في المنام ؟
قلت : نعم .
 قال : في كلِّ عام يرى رجل صالح مثل ما رأيت .
 فقلت : ما السبب ؟
 قال : كنت أشرب الخمر ، فشربته في أول ليلة في رمضان ، فزجرتني أمي فأخذتها ووضعتها في التنور ، فلما أفقت من سُكري أخبرتني زوجتي بذلك ، فقطعت يدي بنفسي وقيدت رِجلي ، وفي كلِّ عامٍ أحجُّ ، وأقول : يا فارج الهمِّ ، ويا كاشف الغمَّ ، فرِّج همِّي ، واكشف غمِّي ، وارضَ عن أمّي .
وأعتقت ، بعد ذلك ، ستة وعشرين عبدا  وستاً وعشرين جارية .
قال مالك : فقلت له : قد كِدْتَ تحرق الأرض ومن عليها بنارك . وتركته .
ورأيت في تلك الليلة في المنام النبي r  ، وقال لي :
ـ  يا مالك ، لا تُقْنِط الناس من رحمة الله تعالى ، قد اطلع الله تعالى على محمد بن هارون ، واستجاب دعوته ، وأقال عثرته ، فأخبره أنه يمكث في النار ثلاثة أيام من أيام الدنيا ، ثم يلقى الله الرحمة في قلب أمه فتستوهبه من الله تعالى فيهبه لها فيدخلان الجنّة جميعا .
قال مالك : فأخبرته بذلك ، ففاضت روحه في الحال ، وصليت على جنازته رحمه الله.
وجاء في اليواقيت الجوزية :
" التوبة الصادقة كيمياء السعادة ، إذا وضعت منها حبة صافية على جبال من أكدار الذنوب ، دكتها كهيبة التجلّي قبل المباشرة ، فصارت كحلاً مصلحاً لأحداق البصائر.
ربَّ ذنبٍ أدخل صاحبه الجنّة ، وإذا صدق التائب قُلبت الأمَّارة مطمئنة "

الأحد، 20 نوفمبر 2011

العمياء والبصير

العميـاء والبصـير ....          

قال الله -تعالى- في سورة طه : [وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى]{طه:131}.
وإلى هذا المعنى العظيم يشير قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّل عليه".وزاد مسلم: "فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"
ويقال : جبُل طين الرجال بماء القوة ، وجُبل طين النسا ء بماء الغيرة .
جاء في كتاب ( صور من حياة التابعين ) في فصل أبي مسلم الخولاني ،واسمه عبد الله بن ثوب، أن أبا مسلم كان من أئمة الزهد والتقوى ، جادل مسيلمة الكذاب ، وكان يغشى الخلفاء وينكر عليهم ، وكان إذا انصرف من منزله أو عاد كبّر على باب داره فتكبّر امرأته ، فإذا كان في صحن داره كبّر ، فتجيبه زوجته ، فإذا بلغ إلى باب بيته كبّر فتجيبه زوجته ، زوجان متحابان على طاعة الله يودعان بعضهما بالتكبير !!
ذات ليلة عاد أبو مسلم إلى بيته، وقف عند باب الدار وكبّر كعادته فلم يجبه أحد، فدخل إلى صحن الدار وكبّر فلم يجبه أحد، فلما كان في باب البيت كبّر، فلم يجبه أحد .
وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه، ثم أتته بالطعام، فدخل البيت في تلك الليلة فإذا البيت ليس فيه سراج، وإذا امرأته جالسة تنكت الأرض بعود في يدها، فسألها:
ـ  ما بك ؟
فقالت: أنت لك منزلة من معاوية، وليس لنا خادم ، فلو سألته لأجابك فجعل لنا خادما .
فقال أبو مسلم: اللهم من افسد عليَّ امرأتي فأعمِ بصره .
 وكان قد جاءتها امرأة من جيرانها قبل ذلك فقالت لها: زوجك له منزلة من معاوية، فلو قلت له أن يسأل معاوية أن يخدمه ويعطيه عشتم بهناء.
فبينما تلك المرأة الموسوِسة في بيتها إذ أنكرت بصرها ، فقالت لبعض أهلها : ما لسراجكم طفئ ؟ قالوا : لا .
فخرجت إلى بيت أبي مسلم تبكي، وتسأله أن يدعو الله ـ عز وجل ـ لها، فرد الله لها بصرها .
قال أبي بن كعب رضي الله عنه-: "من لم يتعز بعزة الله تَقَطَّعتْ نفسه، ومن يتبع بصره فيما في أيدي الناس يَطُل حزنه، ومن ظن أن نعمة الله في مطمعه ومشربه وملبسه فقد قل علمه، وحضر عذابه"

الأحد، 25 سبتمبر 2011

على حبه ..

على حُبِّــهِ ...!!  
في أسباب نزول  قوله تعالى في سورة الإنسان  :
[ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا {7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا { 8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا { 9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا {10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا {11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ]  الإنسان
 روى الواحدي ، قال : قال عطاء عن ابن عباس : وذلك أن الحسن والحسين ولدي علي مرضا، فعادهما جدهما  ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ، في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة ، وجارية لهما تسمى فضّة إن برآ مما بهما ، أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا ، وما عندهما شيء فأجرّ علي بن أبي طالب نفسه يسقي نخلا بشـيء من شعير ليلة ، حتى أصبح ، وقبض الشعير ، وطحن ثلثه ، فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له : ( الخزيرة ) ، فلما تم إنضاجه ، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيهم هذه الآية .
عن عبيد بن عمير عن عمرو بن عبسة أن رجلاً قال للنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
ـ ما الإسلام ؟ قال: إطعام الطعام ولين الكلام " قال : فما الإيمان ؟ قال: " السماحة والصبر " قال : فأي الإسلام أفضل ؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده " قال: يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيماناً ؟ قال " أحسنهم خلقاً " قال : يا رسول الله أي القتل أشرف ؟ قال : " من أريق دمه وعقر جواده" قال : فأي الجهاد أفضل ؟ قال " الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله " قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل " قال : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت" قال : فأي الهجرة أفضل ؟ قال " من يهجر السوء )
فكانت هذه الآيات في بيت علي وآله رضي الله عنهم، وفي بيوت كل المسلمين الذين يقدمون لوجه الله تعالى، ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا، لأن شرط العمل لله أن يكون بلا شرط من المعطي .
وهذا ما كان في قصة إبراهيم عليه السلام مع الضيف المجوسي .
كان من عاده سيدنا إبراهيم ـ  عليه السلام ـ أنه لا يأكل طعاما إلا أن يشاركه ضيف في طعامه، وكان لديه عبدان في كل حال ، يقول لهما من أتاني بضيف في هذه الساعة فهو حرّ لوجه الله ، وذات يوم انتظر عابر طريق فلم يجد ، فأرسل العبدين ، فجاء أحدهما برجل كبير السن ،
فلما وضع الطعام، مدّ الضيف يده إلى قصعة الطعام دون أن يذكر اسم الله، فقال له سيدنا إبراهيم: ما بالك لم تسمِّ بالله قبل الطعام ؟
فقال الرجل : أنا مجوسي ولا أعرف بسم الله . فقال له : اذهب فليس لك طعام عندي .
هنا تدخل رب السماء ، وجاء جبريل معاتبا لخليل الرحمن على لسان العلي القدير : يا إبراهيم ، هذا الرجل سبعون عاما يعصيني ويكفر بي،  وأنا أرزقه، أما أنت من اجل لقمة واحدة ترده .
فرد خليل الله الضيف ، وأحسن وفادته ، وقال له يا هذا لقد عاتبني ربي فيك ، دونك الطعام خذ منه ما شئت .

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

المؤذِّن بأنفاســـه..!!
يقول الحق جلَّ شأنه :
[ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ۞ رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ۞ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ] { النور : 37 }

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ ، " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ جِيرَانِي ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : رَبَّنَا ، وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ؟ " .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول, ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا...)
جاء في كتاب ( في بطن الحوت ) لمؤلفه الشيخ محمد العُريفي القصة التالية :
أخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض ،  فإذا شيخ كبير على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا ،  قال صاحبي : أخذت أقلب ملفَّه ، فإذا هو قد أجريت له عملية في القلب ،  أصابه نزيف خلالها ،  مما أدى إلى توقف الدم عن بعض  مناطق الدماغ ، فأصيب بغيبوبة تامة، ووصلت به أجهزة الإنعاش ، و وضع على فمه جهاز للتنفس  الصناعي،  يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة .
كان بجانبه أحد أولاده ، سألته عنه ، فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين.  أخذت أنظرإليه،  حرَّكت يده ، حركت عينيه ،  كلمته ، لا يدري عن شيء أبدا، ولا يستجيب لأي فعل .
كانت حالته خطيرة،  اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه ،  وهو لا يعقل شيئا ، فبدأ الولد يقول :  يا أبي... أمي بخير .. وأخواني بخير .... وخالي رجع من السفر .. واستمر الولد يتكلم . والأمر على ما هو عليه ، الشيخ لا يتحرك ،  والجهاز يدفع تسعة أنفاس  في الدقيقة !!
 وفجأة قال الولد : والمسجد مشتاق إليك،  ولا أحد يؤذن فيه  إلا فلان ، ويخطئ في الأذان،  ومكانك في المسجد فارغ . فلما ذكر المسجد والأذان ، اضطرب صدر الشيخ ،  وبدأ يتنفس فنظرت إلى  الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة ،  والولد لا يدري ،  ثم قال الولد : وابن عمي تزوج .. وأخي تخرج .... فهدأ الشيخ مرة أخرى ، وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي ، فلما رأيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه ، حركت يده ، عينيه ، هززته ، لاشيء كل شيء ساكن ،  لا يتجاوب معي أبدا .  قربت فمي من أذنه ثم قلت : الله أكبر.... حي على الصلاة ... حي على الفلاح ،  وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس ،  فإذا به يشير إلى ثمانية عشر نفس في الدقيقة .