الجمعة، 27 يوليو 2012

أشد الناس حسرة .. !!

  . ..    
قال الحق سبحانه وتعالى في سورة مريم :
}  وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ  {{ مريم : 39 }
من أشد الناس حسرة يوم القيامة ؟
قال القرطبي في التذكرة رداً على هذا السؤال ما نصه، عن أبي الفرج ابن الجوزي قال: قال بعض العلماء: أشد الناس حسرة يوم القيامة، رجل ملك عبداً فعلمه شرائع الإسلام فأطاع وأحسن وعصى السيد، فإذا كان يوم القيامة أُمر بالعبد إلى الجنة، وأُمر بسيده إلى النار، فيقول عند ذلك: واحسرتاه واغبناه، أما هذا عبدي؟ أما كنت قادراً على جميع ما له، فما له سعد ومالي شقيت؟! فيناديه الملك الموكل به: لأنه تأدب، وما تأدبت، وأحسن، وأسأت.
ورجل كسب مالاً فعصى الله تعالى في جمعه ومنعه، ولم يقدمه بين يديه حتى صار إلى وارثه، فأحسن في إنفاقه وأطاع الله سبحانه في إخراجه وقدمه بين يديه، فإذا كان يوم القيامة أُمر بالوارث إلى الجنة، وأُمر بصاحب المال إلى النار، فيقول: واحسـرتاه، واغبناه.. أما هذا مالي؟! فيناديه الملك الموكل به لأنه أطاع الله، وما أطعت، وأنفق لوجهه وما أنفقت، فسعد وشقيت.
ورجل علم قوماً ووعظهم، فعملوا بقوله ولم يعمل، فإذا كان يوم القيامة أُمر بهم إلى الجنة، وأُمر به إلى النار، فيقول: واحسرتاه، واغبناه، أما هذا علمي؟ فما لهم فازوا به وما فزت؟ وسلموا وما سلمت؟ فيناديه الملك الموكل به: لأنهم عملوا بما قلت وما عملت، فسعدوا وشقيت.
وقال سفيان بن عينية: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة: رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملا منه ، ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه ،ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلمه غيره فانتفع به .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، واجعله الوارث منّـا ..

توبة شاب على يد والدته

 

كان بالمدينة امرأة متعبدة، ولها ولد يلهو، وهو مُلهي أهل المدينة. وكانت تعِظُه، وتقول: يا بني! اذكر مصارع الغافلين قبلك، وعواقب البطالين قبلك، اذكر نزول الموت. فلا يسمع مقالها .
فلم يزل كذلك حتى قدم أبو عامر البناني واعظ أهل الحجاز، ووافق قدومه رمضان، فسأله إخوانه أن يجلس في مسجد رسول الله -^ -فأجابهم.
وجلس ليلة الجمعة بعد انقضاء التراويح، واجتمع الناس، وجاء الفتى فجلس مع القوم، فلم يزل أبو عامر يَعِظ وينذر ويبشر، إلى أن ماتت القلوب فرقا، واشتاقت النفوس إلى الجنة، فوقعت الموعظة في قلب الغلام فتغير لونه. ثم نهض إلى أمه، فبكى عندها طويلا، ثم قال: يا أم ، لقد تبت إلى الله ، فهل يقبل الله توبتي ؟
ثم شمر في العبادة وجد، فقربت إليه أمه ليلة إفطاره، فامتنع وقال: أجد ألم الحمى، فأظن أن الأجل قد أزف. ثم فزع إلى محرابه، ولسانه لا يفتر من الذكر. فبقي أربعة أيام على تلك الحال. ثم استقبل القبلة ، وقال: إلهي عصيتك قويا، وأطعتك ضعيفا، وأسخطتك جلدا، وخدمتك نحيفا، فليت شعري هل قبلتني؟ ثم سقط مغشيا عليه، فانشج وجهه. فقامت إليه أمه، فقالت: يا ثمرة فؤادي، وقرة عيني، رد جوابي.
فأفاق فقال: يا أماه! هذا اليوم الذي كنت تحذريني، وهذا الوقت الذي كنت تخوفيني، فيا أسفي على الأيام الخوالي، يا أماه! إني  خائف على نفسي أن يطول في النار حبسـي؛ بالله عليك يا أماه، قومي فضعي رجلك على خدّي، حتى أذوق طعم الذل لعله يرحمني، ففعلت، وهو يقول: هذا جزاء من أساء، ثم مات رحمه الله.
قالت أمه: فرأيته في المنام ليلة الجمعة، وكأنه القمر، فقلت: يا ولدي! ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا، رفع درجتي.
قلت: فما كنت تقول قبل موتك؟ قال: هتف بي هاتف: أجب الرحمن! فأجبت.

المال والبنون

المال والبنون    

لقد قرن الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم الأموال والأولاد في أربعة وعشرين موضعاً وكأنه يذكرنا بأهمية الموضوع عدد ساعات  الليل والنهار  .
قال القرطبي رحمه الله -:
  إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا؛ لأن في المال جمالاً ونفعاً، وفي البنين قوة ودفعاً، فصارا زينة الحياة الدنيا  . وعطف الأولاد على الأموال لاستيفاء أقوى دواعي الخيانة فإن غرض جمهور الناس في جمع الأموال أن يتركوها لأبنائهم من بعدهم.
قال رسول الله -^ -  : " إن الولد مَبْخلة مَجْبنة مَجْهلة مَحْزنة   " ‏ { صحيح على شرط مسلم }
وقد شاهدنا مَنْ من كان من أهل الدين من  يشغله الكسب والتجارة في أمواله حتى صار يصلي كثيراً من الصلوات الخمس فائتة.
وقد شاهدنا من كان موصوفاً عند الناس بالديانة والورع، فحين لاح له منصب وتولاَّه، استناب من يلوذ به من أولاده وأقاربه، وإن كان بعض من استنابه صغير السن قليل العلم سيئ الطريقة.
فحب الولد قد يحمل الوالدين على اقتراف الذنوب والآثام في سبيل تربيتهم والإنفاق عليهم وتأمين الثروة لهم، وكل ذلك قد يؤدي إلى الجبن عند الحاجة إلى الدفاع عن الحق أو الأمة أو الدين، وإلى البخل بالزكاة والنفقات المفروضة والحقوق الثابتة، كما يحملهم ذلك على الحزن على من يموت منهم بالسخط على المولى والاعتراض عليه إلى نحو ذلك من المعاصي : كنوح الأمهات وتمزيق ثيابهن ولطم وجوههن، وعلى الجملة ففتنة الأولاد أكثر من فتنة الأموال؛ فالرجل يكسب المال الحرام ، ويأكل أموال الناس بالباطل لأجل الأولاد.
وهذا عمر بن عبد العزيز ـ رضوان الله عليه ـ  ينام على فراش الموت ،  ويدخل عليه ابن عمه ويقول له: يا أمير المؤمنين! لقد تركت أولادك فقراء، ألا توصي لأبنائك بشيء؟! فيقول عمر بن عبد العزيز:
ـ  وهل أملك شيئاً من المال لأوصي لأبنائي به، أم تريد أن أوصي لهم بأموال المسلمين؟! والله، ما أنا بفاعل.  أدخلوا أبنائي عليّ، فأدخلوهم عليه، وهو على فراش الموت، فنظر إليهم وبكى، وقال: أي بنيّ، إن أباكم قد خُـيّر بين أمرين: بين أن يترككم فقراء، ويدخل الجنة ، أو أن يترككم أغنياء من أموال المسلمين ويدخل النار، ولقد اختار أبوكم الجنة إن شاء الله، وأنتم عندي أحد رجلين: إما أن تكونوا صالحين فالله يتولى الصالحين، وإما أن تكونوا غير ذلك فلا أدع لكم ما تستعينون به على معصية الله  وأسأل عنه أنا بين يدي الله، اخرجوا عني، فخرجوا عنه، وهو يردد قول الله:  } تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {  { القصص:83} ، وفاضت روحه إلى رب العالمين..

من عجائب برّ الأب ..!!

من عجائب برّ الأب ..!!    

وكان لأمية الكناني ولــد يقال له كُلاب ، كبر بين يديه حتى أصبح شاباً فتياً يافعاً ، وكان كُلاب هـــذا عابداً زاهداً باراً بوالديه ، فأحبه أمية أشد ما يحب الأب ابنه ، فتعلقت به نفسه. وذات يوم نادى الخليفة عمر  بن الخطاب للخروج إلى الجهاد ، فجاءه أمية ، وقال : يا أمير المؤمنين ، إني والله أحب الجهاد في سبيل الله ، وما يمنعني اليوم من الخروج إليه إلا ضعف جسدي وكبر سني ، فلما أحسّ الابن برغبة والده قام ابنه الوحيد كٌلاب فقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أبيع الله نفسـي ، وأبيع دنياي بآخرتي ، فتعلق به أبوه، وقــال : لا تدع أبويك شيخين كبيرين ضعيفين ربياك صغيراً ؛ فمــا زال كلاب بأبيه يحاول فيه ويرضيه حتى أذن له بالخروج إلى الجهاد.
وخرج كلاب إلى الجهاد فغاب عن أبويه ، وكان أمية كلما تذكر ولده كلاب بكى وبكت زوجتــه ، وذات يوم جلس أمية خــارج بيته فـرأى حمامة تُطعم فراخها ، فتذكر ابنه كلاب وأخذ يبكي ، ثم أنشد قائلاً :
لمـن شيخـان قـد نشدا كلابا
فإنك والتماس الأجـــــــــــــر بعــدي

كـتاب الله لــو قبل الكتابا
كباغي المـــــــــاء يتبع الســـــــــــــــرابا
وازدادَ بكاء أمية على ولده حتى ضعف بصـره - ويقال عمي بصـره - فقال سأذهب إلى عمر وأقسم عليه أن يرد عليَّ ابني ، فردته زوجته ، فنهرها وذهب ، فلما دخل على الفاروق رضي الله عنه ، أنشد فتأثر عمر تأثراً بالغاً ، وأرسل إلى أمير الجيش في العراق أن يردَّ كلاباً ، فأمر أمير الجند كُلاب أن يرجع إلى المدينة ، فرجع كُلاب لا يدري ما الأمر ، ولا يدري لمـاذا خُص بهذا الخطــاب ، ولما وصــل المدينة ذهب إلى عمــر بن الخطاب قبل أبويه ، فقال له عمر : يا بني ما بلغ من برك بأبيك ؟ فقال كـلاب : كنت أؤثره على نفسـي وأكفيه أمره ، وكنت إذا أردت أن أحلب لــه لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في إبلي فأريحها ، وأتركها حتى تستقر، ثم اغسل ضروعها حتى تبرد، ثم أحلب له فيخرج الحليب بارداً، ثم أسقيه إياه، فأرسل عمر إلى أمية أن يحضـر إليه ، فجاء أمية يتهادى قـد انحنى ظهــره ، فلما جلس قال له عمر : يا أمية ، كيف تجدك ؟ فقال:كما ترى يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : يا أبا كلاب ، ما أحب الأشياء إليك ؟ قــال أمية : ما أحب اليوم شيء ، ما أفرح بخير ولا يسوءني شر ، فقال عمر: ومع ذلك يا أمية ما  تتمنى ؟ فقال أمية : بلى ، أتمنى كلاب ، أحب أنه عندي فأضمه ضمه ، وأشمه شمة ، فرق له عمر وقال : ستبلغ ما تحب إن شاء الله.  
وأمر عمر كلاب أن يحلب الناقة كما كان يحلبها لأبيه ، ثم أخذ عمر الإناء الذي فيه الحليب وأعطاه لأمية وقــال : اشرب يا أبا كـلاب ، فلما قــرب أمية الإناء من فمه ، توقف برهة وقال : يا أمير المؤمنين ، والله إني لأشم رائحة يديّ كلاب ، فجاء عمر بكلاب لأمية وقال :هذا كلاب يا أبا كلاب ، فوثب أمية من مكانه وضم ابنه وهو يبكي ، فبكى كلاب لبكاء أبيه ، وبكى عمر لبكائهما ، وبكى الجميع حتى ضج المجلس بالبكاء.
وقال عمر لكلاب:يا كلاب،ألزم أبويك وجاهد فيهما ما بقيا ، ثم شأنك بنفسك بعدهما ، وأمر بعطائه وصرفه مع أبيه .

يستحق الصعق

  

من الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسـيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسـيء الليل ؟
من الذي ينادي في كل ليلة هل من سائل فأعطيه ، هل من مستغفر فأغفر له ؟
من الذي ينادي: يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرتها لك ولا أبالي ؟
من الذي ينادي : يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم ؟ من الذي ينادي :  }  قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {
هناك عشر محطات لتنقية نفس المسلم من ذنوبه قبل عرضه أمام ربه يوم العرض الأكبر  ، وهي محطات رحمة رب العالمين بخلقه ، وكل ابن خطاء ، وهي محطات تتدرج في الصعوبة والزمان والمكان لكي لا يبقى عذرا لمعتذر :
الأولى : أن يتوب توبه نصوح فإن التائب من الذنب كمن لاذنب له0                                  
الثانية : ان يستغفر الله فيغفر له0
الثالثة : أن يعمل من الحسنات مايمحوها(إن الحسنات يذهبن السيئات)
الر ابعة : أن يدعو له إخوانه المؤمنون0
الخامسة  : ان يهدي له إخوانه مثل الصدقات وغيرها .
السادسة : أن يشفع له النبي -^ -.
السابعة: أن يبتليه الله في الدنيا بمصائب في نفسه وماله وولده وأقاربه ومن يحب.
الثامنة: أن يبتليه في البرزخ بالفتنه الضغطه وهي عصر القبر له فيكفر عنه.
التاسعة: أن يبتليه الله في عرصات القيامه من اهوالها بما يكفر عنه.
العاشرة : أن يرحمه أرحم الراحمين0
قال ملك لوزيره: ما خير ما يرزق الإنسان قال الوزير: عقل يفكر به. قال الملك : فان لم يكن؟ قال: فأدب يتحلى به. قال الملك: فإن عدمه؟ قال: فمال يتعيش به. قال الملك: فإن عدمه؟ قال الوزير : فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد ..

أعزنا الله بالإسلام .. !!

أعزنا الله بالإسلام .. !! 

كشفت وسائل الإعلام التركية أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قدم للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ، خلال استقباله له فى أنقرة ، هدية تذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلاده . 
وقالت وسائل الإعلام إن أردوجان أراد من وراء هذه الهدية أن يلقن ساركوزى درسا فى كيفية التعامل مع الأمم الكبيرة بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا ، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين ، وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6 ساعات مما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى أن هدية أردوجان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثمانى سليمان القانوني عام 1526، ردا على رسالة استغاثة بعث بها فرنسيس الأول ملك فرنسا عندما وقع أسيرا فى يد الأسبان يطلب العون من الدولة العثمانية، وجاء فيها :
 " بسم الله العلي المعطي  المغني المعين.."   
بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات ، ..  وجميع أولياء الله .
أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين ، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين ، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم ، وولاية ذي القدرية ، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.
إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا .. وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم ( فرانقبان ) ، وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم ، وأنكم الآن محبوسون .. فلا عجب من حبس الملوك ، فكن منشـرح الصدر ، و لا تكن مشغول الخاطر . فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا ، وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة ، وسيوفنا مسلولة ، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته . وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا .

من عجائب عدل عمر

من عجائب عدل عمر   

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -  : "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا ، وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم،  فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتى برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر .
ومن دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب  فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصـر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: ادخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدّث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رؤوس الناس، ادخل أحلقك ، وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد ، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص في الدار ، ( الأصل في الحد أن يقام في العلن ، و من المألوف أن يُقام الحدُّ في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسـيء عزلك، تضـرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين ، وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر  جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.

عيد العلماء عند فساد الزمان .. !!


يقول الشيخ الطحان: ذكر لي بعض إخواننا عن شيخنا الصالح عبد الرحمن زين العابدين قصة عن شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبري، عليه رحمة الله (توفي سنة 1373هـ)، وكان شيخ الإسلام والمسلمين في آخر خلافة إسلامية انقضت، وهاجر من تركيا بعد سيطرة الكماليين عليها.هاجر إلى بلاد الشام ثم إلى مصـر وعاش غريبًا فريدًا حتى لقي ربه.
وعندما كان في بيروت جاءه بعض أصحابه ليسأله، وهو في الحقيقة يريد أن يعطيه، فجاءه في ليلة عيد الفطر ،وقال: تعلم أنني صاحب مكانة ووجاهة ، وجئت إلى هنا مهاجرًا، وسيدخل علي العيد ، وليس عندي شيء، فأريد أن تعطيني خمس ليرات ذهبية لأتوسع بها في يوم العيد ، وأصون وجهي أمام الناس.
يقول هذا الشخص: نظرت إلى الشيخ وقد احمرَّ وجهه،  وبدأت الدموع تسيل من عينيه كالمطر وهو يلتوي كالحية.
فقلت: أخبرني ماذا عندك، لم تفعل هكذا؟
فقال: يفرج الله. قلت: علمت حالك.
فقال الشيخ: سترنا الله في الدنيا، ونسأله أن يسترنا في الآخرة؛ والله ما عندي شيء أتعشاه في هذه الليلة فضلًا عن شيء أفطر به يوم العيد.
فقال: ما جئت لأسألك؛ أنا عندي عشر ليرات ذهبية ،وعلمت أنه سيدخل عليك العيد وهذا حالك بقرائن الأحوال، أتابعك من أيام.. وهذه خمس ليرات، نقسم العشـرة بيني وبينك.
فقال الشيخ: لا آخذها.
قلت: ولله إن لم تأخذها قتلت نفسـي ، وأخرج مسدسًا ووضعه على جبينه، أنت شيخ الإسلام ويدخل عليك العيد، وما عندك طعام تأكله؟!
يقول: حتى أخذها. وقلت له ليسهل عليه الأخذ: هي قرض ليست هدية؛ فإذا أيسـرت تُردّ، وإلا فالله يسامحك".

في العيد نخالف المتنبي ونتبع النبي .. !!

  

تعود كثير من الناس بعد انتهاء رمضان وقدوم العيد أن يتمثلوا ببيت المتنبي :
والبعض يحفظ بعض الأبيات من هذه القصيدة التي هجا بها المتنبي كافور الإخشيدي ، فيتركون ما ورد من أحاديث ، وأقوال تدعو إلى الفرح بالعيد ، ويتمسكون بهذه القصيدة التي هجا بها شاعر يقول ما لا يفعل ، ويهيم وراء مصلحته في كل واد ، عندما رفض كافور اعطاء المتنبي ولاية وقال له : أنت في حال الفقر وسوء الحال وعدم المُعين سَمَتْ نفسك إلى النبوة ، فإن أصبتَ ولاية وصار لك أتباع ، فمن يطيقك ؟
في عيد الفطر السعيد سنسعد ونُسعد من حولنا ، نعم سنفرح كما أمرنا رب العالمين في كتابه :
قال تعالى : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ   { { يونس: 58}
وكان لنا في رمضان موعظة ، وكان لنا فيه رحمة ، أن وفقنا  الله تعالى لنصوم نهاره ونقوم ليله ..
لذا في عيد الفطر السعيد سنفرح كما وعدنا رسول الله -^ -:  ( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ‏) .
سنفرح لأن هذا اليوم هو يوم توزيع الجوائز على الصائمين ..
سنفرح لأن القاعدة الشرعية تقول :  "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين"
،وما أجملها من فرحة عندما يهدينا خالقنا أجمل هدية ويعتقنا من النار .ولقد كان النبي   -^ -  وصحبه يلبسون أحسن الثياب ويفرحون بقدوم العيد ، ولا يعتبرون هذا اليوم تكريساً للأحزان كما يعتبره البعض ، إنما هو يوم للتعبير عن الفرحة والسعادة.
فهذا العيد موسم الفضل والرحمة ؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور ، قال العلماء: وشَرع النبي -^ -  إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد ، قال أنس رضي الله عنه : "قدم رسول الله -^ - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر".
وللعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر ، وبلوغ يوم الفطر بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى ، وامتن وأكرم ، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة  
وقال أعرابي يسخر من المتنبي :

ألا يا لعنةَ الله صبِّي
لئن كنت أنت نبي

على لحيةِ المتنِّبي
فلا شكَّ أن القرد  ربي

آيــات السَّـكينة

آيــات السَّـكينة  
في أشد المواقف التي مرّ بها المسلمون عند غزوة الأحزاب ، وقد اجتمعت عليهم العرب ، وخذلهم المنافقون والحلفاء ، كانوا يحفرون الخندق ويرتجزون كلمات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
فأنزلن سكينةً علينا
إن الأُلى قد بغوا علينا

ولا تصدقنا ولا صلينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
في ذلك الموقف الذي بلغت فيه القلوب الحناجر ، كانوا يسألون الله تعالى أن ينزل السكينة عليهم ، لأن السكينة علامة على رضا الله عز وجل عن عباده، وهي سمة العلماء والأولياء، حيث يستقر اليقين، ويثمر الخشوع، ويتجلى الوقار، وتثبت الأقدام ، وقال الشيخ ابن سعدي: السكينة: " ما يجعله الله في القلوب وقت القلاقل والزلازل والمفظعات مما يثبتها، ويسكنها ويجعلها مطمئنة، وهي من نعم الله العظيمة على العباد " .
وقال ابن القيم رحمه الله - «إن هذا الشيء الذي أنزله الله في قلب رسوله  -^ - و قلوب عباده المؤمنين يشتمل على ثلاثة معان: النور والقوة والروح، وذكر له ثلاث ثمرات: وذكر له ثلاث ثمرات: سكون الخائف إليه، وتسلي الحزين والضجر به، واستكانة صاحب المعصية والجرأة على المخالفة والإباء إليه . و كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ، و قد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه ، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه و طمأنينته ". وآيات السكينة في ستة مواقع  : 
الأول : قوله تعالى : } وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ {  { البقرة:248}  
الثاني : قوله تعالى : }  ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ  { { التوبة: 26 } . الثالث : قوله تعالى }:  إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا{  { التوبة: 40.}
الرابع : قوله تعالى : } هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ {  { الفتح:4} .
الخامس : قوله تعالى : } لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا {  { الفتح: 18}.
السادس : قوله تعالى : } إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ {  { الفتح:26}