الاثنين، 9 يوليو 2012

اجْــلِدْ شـيطانك بركعتين


ـ  6 ـ

اجْــلِدْ شـيطانك بركعتين

يقول تعالى في كتابه العزيز :
} اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {  { العنكبوت :   45} .
ذكر الدكتور خالد الجبير علاجا فعالا لشيطان النفس ، جرّبه الكثير من الناس فوجدوه شافعا نافعا ،هذا العلاج هو جلد الشيطان بركعتين نافلتين ،  جاءه رجل فقال له : يا شيخ ، أنا تركت كل شيء من الحرام إلا الدخان ؟ فقال له : أنت تريد أن تتوب ؟ فقال : إلا الدخان ، لا أستطيع أن أتوب منه . فقال الشيخ : اسمع ، بعد كل سيجارة تدخنها ، تقوم وتتوضأ حتى لو كنت متوضئا، وتصلي ركعتين . قال : بسيطة ، إذا كان الأمر ركعتين .
يقول الشيخ بعدها قابلني  هذا الشاب وهو يضحك ، فسألته عن حاله والدخان ، فقال : والله يا شيخ أول يوم خمس سجائر ، من ثلاثين سيجارة لخمس سجائر ، كلما نويت إخراج سيجارة لتدخينها ، يقول لي الشيطان ، لماذا عليك أن تدخن ، وتتعب نفسك بالوضوء والصلاة وركعتين ؟! فأقوم بتأخيرها ، وفي اليوم التالي تنقص أكثر ، وبأمر الله لم أكمل أسبوعا إلا وقد انقطعت عن الدخان .
وروى الشيخ أن شابا طلب أن يركب معه لكي يروي له قصة ، فقال : يا دكتور سمعت عن علاج جلد الشيطان ، وكان الشيطان يلهيني عن صلاة الفجر ، يبول في أذني فيصير النوم أحب شيء لي في الدنيا ، ولما سمعت الشـريط عن جلد الشيطان ، فعقدت العزم وعاهدت الله تعالى إن فاتتني صلاة الفجر أن أصلي لله تعالى مئة ركعة في ذلك اليوم تطوعا . ولي الآن سنة ونصف لم تفوتني صلاة الفجر يوما ، وصرت أصل المسجد قبل الآذان بعشـر دقائق حتى أن المؤذن أعطاني مفتاح المسجد ، وقال لي : أنت راعي طاعة .

صلّى جماعــة وحــده ..!!!


ـ  5  ـ

صلّى جماعــة وحــده  ..!!! 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَصَلاةُ الْفَجْرِ , وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهَا ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " .  وللصالحين قديما وحديثا عجائب في الحرص على صلاة الجماعة منها هذا الخبر ، فهل من معتبر ومشمِّر؟! 
في مقابلة أجراها الدكتور محمد العوضي مع الداعية لطفي العمدوني ، أحد نشيطي الثورة التونسية ، الذي اعتقل وهو طالب في كلية الشـريعة ، وأمضـى في السجن 18 عاما ، تحدث المعتقل عن الأساليب التي كان يتبعها أعوان النظام في محاربة الإسلام ، وكيف كان يتنافس السجانون على التفنن في  التنكيل بالمساجين ،  ومن أقبحها منع المساجين من صلاة الفجر حاضرا وصلاة الجماعة، فكانوا يمنعون المعتقلين من الصلاة قبل العدد ، والعدد يأتي في الساعة الثامنة صباحا وقت الضحى ، وكان المخالف يُهاجم بالكلاب البوليسية والهراوات ، وتفنن بعض الجلاوزة في قمع أهل الصلاة ، فكانوا يمنعون صلاة الجماعة بأي حال من الأحوال،  وأصر أحد الأخوة على صلاة الجماعة ، وكانت له قصة غريبة .
" .. أحد الأخوة ضربوه من أجل  صلاة الجماعة ، وحينما علموا إصراره وضعوه في غرفة لا يوجد فيها أي شخص يصلي ، فمارس الدعوة ، وتفاجأ  حراس السجن بأن  هناك من يصلي معه جماعة ،  فكان كالتحدي بينه وبينهم ، وحينما يئسوا من الضـرب ولم يرجعه ذلك عن صلاة الجماعة ، وضعوه مع مساجين الحق العام ( المدنيين ) فدعا أشخاصا ثم أمّهم بالصلاة ، فنكّلوا بمساجين الحق العام ، ثم بعد ذلك نقلوه إلى غرفة وحبسوه وحده ، فأقسم أمامهم وقال :
 " .. أقسم بالله ، سأصلي جماعة ، ولو كنت وحدي ، سأصلي تحت المصباح ، ويكون ظلّي على يساري ، وسأنوي صلاة الجماعة مع ظلّي ، وسيكتبها الله صلاة جماعة .. " ..
وأقسم أحد السامعين للقصة ، أن لا يصلي بعد اليوم إلا جماعة ، مهما كانت الظروف ..

الصيام مفتاح التقوى ..


ـ  4  ـ

الصيام مفتاح التقوى .. 

جاء في كتاب " المحجة البيضاء " للكاشانيّ ، وهو أحد الكتب التي تشـرح وتلخص كتاب " إحياء علوم الدين " هذه الفقرة المختصرة عن الصيام :
" .. أما بعد،  فأعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن،  فبها أُخرج آدم عليه السلام وحواء من دار القرار إلى دار الذل والافتقار،  إذ نُهيا عن الشجرة ، فغلبتهما شهواتهما حتى أكلا منها ؛ فبدت لهما سوآتهما . والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات،  إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق إلى المنكوحات،  ثم تتبع شهوة الطعام والنكاح شدة الرغبة في الجاه والمال اللذين هما وسيلة إلى التوسع في المنكوحات والمطعومات،  ثم يتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ، ثم يتولد بينهما آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ، ثم يتداعى ذلك إلى الحقد والحسد والعداوة والبغضاء ، ثم يفضـي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء ، وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة ، وما يتولد منها من بطر الشبع والامتلاء...
ولو ذلل العبد نفسه بالجوع وضيق به مجاري الشيطان،  لأذعنت لطاعة الله عزّ وجلَّ، ولم تسلك سبيل البطر والطغيان ، ولم ينجرَّ به ذلك إلى الانهماك في الدنيا ، وإيثار العاجلة على العقبى ، ولم يتكالب كل هذا التكالب على الدنيا ، وإذا عظمت آفة شهوة البطن إلى هذا الحد وجب شرح غوائلها ، وآفاتها تحذيرا منها ووجب إيضاح طريق المجاهدة لها ، والتنبيه على فضلها ترغيبا فيها .. "
الصيام يكبح شهوة البطن ، فيقيد بقية الشهوات ، وشهر رمضان فيه تقيد مردة الشياطين ، تلك التي تنفخ في رماد الشهوات الكبرى .. 

من أنت في رمضان ؟


ـ  3  ـ

من أنت في  رمضان ؟   

جاء رمضان ، فهل أنت ممن يقولون أهلا بشهر الطاعات والبركات ، أم ممن يقولون جاء شهر الجوع والمنغصات  ؟
هل أنت ممن يقولون أهلا بشهر المواعظ واللطائف،  أم ممن يقولون أهلا بشهر  الكنافة والقطائف ؟!
هل أنت ممن يقولون أهلا بالشهر الفضيل ، أم ممن يقولون جاء شهر الفضائيات ..؟!
هل أنت ممن يستقبلون رمضان بإلغاء جميع القنوات الهابطة ، أم ممن يستقبلون رمضان بتركيب رأس جديد إضافي  للصحن اللاقط في بيتك  ؟!
هل أنت ممن يجعلون نهار رمضان صياما، وليل رمضان قياما في  بيوت الله ،  أم ممن يجعلون نهاره نوما ، وليله سهرا  في المقاهي  والمتنزهات ؟!
هل أنت في رمضان ممن يفرحون بافتتاح مسجد جديد ، أم أنت ممن يفرحون بافتتاح مقهى أو ملهى جديد  ؟!
هل أنت ممن يرون دقائق ما قبل الافطار غالية ، فيشغلونها بالدعاء وتلاوة القرآن ، أم أنت ممن يرون  أنها دقائق مملة ثقيلة ،  وخير طريقة لقتلها متابعة برامج المسابقات أو الفوازير السحيفة وما شابهها من التفاهات ؟!
رمضان جاء ليريك موقعك في الإسلام ، ويكشف لك درجتك في الإيمان ،  رمضان جاء ليقول لك من أنت ، وكم تساوي في ميزان التقوى !!  
ردد مع القرآن في كل لحظة من هذا الشهر قول الحق سبحانه وتعالى :
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ).

الصوم انعتـاق وانطـلاق ..!!


ـ  2  ـ

الصوم انعتـاق وانطـلاق  ..!!  
 
شهر رمضان نفحة قدسية ، وبركة ربانية ، تجدد فيه القلوب عهدها مع ربها ، وتجلو النفوس ما علق بها من صدأ المعاصي ، وتتهيأ الأرواح لمعراجها إلى ربها طاهرة زكية ، لتدخل جنة ربها راضية مرضية .. فالصيام  إرادة ، والإرادة أوّل شروط السيادة  .
ألا ترى أخي المسلم،  أن من عادات الفيل ، والفيل مركوب الملوك ، أن  يترفع عن الطعام  وهو جائع ، فيتوسل له صاحبه باللين والرفق  ومسح الظهر والأقدام  ، بينما الكلب  مضـرب المثل في الخسة ،  يلوّح له صاحبه بيد فارغة ، فيأتيه يتمسح  بحذائه ، ويتذلل له لكي يطعمه ..!!
 ألا ترى خيل السباق ،  تصوّم حتى تغدو ضامرة ، ثم ترسل في الميدان فتسبق الريح ، ولو كانت بطانـًا ما بلغت غايتها ، ولا سبقت غيرها .. !!
ألا ترى الطيور وقد تجوفت عظامها، وخف لحمها ، فترتفع في السماء تحلق في الفضاء ، بينما الخنزير  اكتنز  عظمه  وسمن لحمه ، فيعيش ويموت ولا يرفع رأسه ليرى السماء ولو مرّة .. !!
ألم تسمع  كيف جاع غاندي الهند حتى التصق جلده بعظمه ، ولكنه أشرق في تاريخ الهند رمز حرية وكرامة .. !!
وأخيرا ألم تر كيف صام الأسرى المجاهدون في سجون القهر وظلمة العزل ، فوحدوا الشعب وراءهم ، فأفطروا على الكرامة والحرية ..!!
في الصيام تصح الأبدان ، وفي الصيام يصحوا الضمير والوجدان ..
وفي الصيام تسمو الروح في سماء الوحي ،  وتصفو النفس من كدر  الشهوات ،  وتبلغ درجة التقوى ، أصل كل خير في نفس الإنسان .. 
وفي الصيام تزكية النفس والارتقاء بها نحو السكينة والطمأنينة ..
ربنا إليك أنبنا وعليك توكلنا ، فهب لنا من لدنك رحمة تلم بهاش عثنا في الدنيا ، وتجمعنا بحبيبنا محمد -^ - عند باب الريان ..  

ـ  1  ـ

جددوا النيّة  ..!!  
نبدأ صيامنا هذا العام بتجديد النية وتنقيتها وتحريرها ، لكي ننال في شهرنا هذا العتق من النار ، ويغفر الله لنا ذنوبنا ، قال سبحانه وتعالى : }وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظلمًا وَلَا هَضْمًا  { { طه: 112}  وفي الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -^ - : "  إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
وحصـر النبي -^ - صحة الأعمال الشـرعية كلها في النية فقال -^ -  فيما صح عنه من حديث عمر بن الخطاب: ( إنَّمَا الأعْمَالُ بَالْنيَاتِ، وَإنَّمَا لِكل امرئ مَا نَوَى.. (
يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله : " كم من عمل قليل عظمته النية ، وكم من عمل عظيم حقرته النيَّة" .  النيَّة أمرها عظيم لأنها عبادة قلبية لا يلتفظ بها المرء ، وعلى حسب النية تكون الفوارق في الأعمال بين العباد
ونعلم أن النية من أصول الإيمان ، والإيمان يبلى فيجب أن نجدده في كل حين ، وقبل كل عمل ، والإيمان يزيد وينقص ، فكيف نُخلص النية في الصيام لننل بذلك الدرجات الرفيعة في هذا الشهر الفضيل ؟!
أولا ـ الدعاء وقد كان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه( اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا ) .
ثانيا ـ إخفـــــاء العمل فكلما استتر العمل مما يشـرع فيه الإخفاء كان أرجى في القبول .
ثالثاـ استصغار العمل و النظر إلى أعمال الصالحين ممن هم فوقك من الصالحين .
رابعا ـ الخوف من عدم قبوله فلذلك تجدد النية وتصوب العمل وتقبل النقد .
خامسا ـ عدم التأثر من كلام الناس فرضا الله هو المقصود أولا .
سادسا ـ تذكر دائما أنك ستكون في القبر وحدك ولا ينفعك غير صالح العمل .
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ، وتقبل منا صيامنا وقيامنا .

الثلاثاء، 24 يناير 2012


قال سبحانه : [ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] { البقرة : 148}
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْظُرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوِ الدَّجَّالَ فَشَّـرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ.أخرجه الترمذي (2306) قال هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ
بينما كان الأحنف بن قيس ،وكنيته أبو بحر،  يطوف بالبيت العتيق  في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، إذ لقي رجلا كان سفير  رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  لقومه  يوم دعاهم للإسلام ، فأخذ بيد ه ، وقال: ألا أبشرك ؟
قال الأحنف بن قيس : بلى .
قال سفير رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  : ألا تذكر يوم بعثني رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  إلى قومك لأدعوكم إلى الإسلام ؟
قال الأحنف : وكيف أنسى يوما ولدت فيه ، واتبعت الخير والنور !
وكان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  قد بعث رجلا من أصحابه إلى غربي اليمامة قبل وفاته بسنوات قليلة يدعوهم إلى الإسلام  ولكن القوم سكتوا وترددوا ، فبادرهم الأحنف وكان فتى حدث السِّن،  فقال :
ـ يا قوم ، ما لي أراكم مترددين تقدمون رجلا وتؤخرون أخرى ؟ والله إن هذا الوافد خير ، إنه يدعوكم إلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملائمها (ما يجلب اللوم منها) ، ووالله ما سمعنا منه إلا حُسناً ، فأجيبوا داعي الخير والهدى تفوزوا بخير الدارين .
فأسلم القوم ومعهم الأحنف بن قيس ، ووفد كبار القوم على الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ، غير أن الأحنف لم يفد معهم لحداثة سنّه .
فقال السفير : لما رجعت إلى النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  أخبرته بمقالتك ، فقال : اللهم اغفر للأحنف .
فكان الأحنف يقول : ما من شيء من عملي أرجى ـ أعظم أجرا وأكثرا أجرا ـ لي في يوم القيامة من دعوة النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  عندي من ذلك .
وقال وهيب بن الورد : إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
والمسابقة إلى الخيرات خلق لا يتصف به إلا المؤمن الصادق , والمسارعة إلى أعمال البر طبع لا يتخلق عليه إلا من وهبه الله تعالى رجاحة في العقل وانشراحا في الصدر وسلامة في القلب .

الكلمة الطيبة شجرة طيبة ..


يقول الله تعالى :
[وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ]  { التوبة:71 }
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول :
(( لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ))

اليوم نقول : وماذا ينفع الكلام . آه لو يجدي الكلام !!
وقديما قالوا : ربّ كلمة قلبت همّة ، وربّ همّة أحيت أمّة .
وكان معاوية يقول : ما زلت أطمع في الخلافة مذ قال لي رسول الله r : " إن ولّيت فأحسن " . 
الكلمة الحق كالبذرة ، حيثما رميتها نفعت ولو بعد حين ، فإن تناولها طير عابر فهي لك صدقة ، وإن جرَّها نملٌ غابر فهي له غذاء ، وإن دفنت في أرض القلوب الطيبة أخرجت شجرة طيبة .
فقل كلمة الحق في كل حال ، وتلطّف في وضعها بين أيدي  الناس ، ولا تقذفها في وجوههم .
بشر الحافي من كبار الزهاد وأئمة الصلاح ، كان في أول حياته صاحب لهو وشرب ، يجمع رفقاء السوء في بيته فيسهرون ويشـربون ، وذات يوم مرّ رجل صالحٌ بداره ، فسمع أصوات المعازف واللهو في الدار ، فدقَّ الباب ، فخرجت إليه جارية ، فقال : صاحب هذه الدار حرّ أم عبد ؟ فقالت : بل حرّ  ، فقال : صدقت لو كان عبدا لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب . ومضى في سبيله . فلما عادت الجارية سألها بشر عن الطارق فأخبرته ما كان منه ، فلحق بشر بالرجل حافيا حتى أدركه ، فقال له : أنت الذي وقفت بالباب ، وخاطبت الجارية ، فقال : نعم ، فقال بشر أعد عليّ الكلام ، فأعاده عليه ، فمرَّغ بشر خديه بالتراب ، وقال : بل عبد . ثم هام على وجهه حافيا حاسرا حتى عُرف بالحافي ، وقيل له ذات يوم : لم لا تلبس نعلا ؟ قال : لأني ما صالحني مولاي إلا وأنا حافٍ . فلا زال على هذه الحالة حتى مات .
وجاء في كتاب ( التبصرة لابن الجوزي  ) :
تعلّق رجل بامرأة ومعه سكين ، لا يدنو منه أحد إلا عقره ، وكان شديد البدَن ، فبينما الناس كذلك و المرأة تصيح ، مرّ بشر بن الحارث ، فدنا منه وحكّ كتفه بكتف الرجل ، فوقع الرجل إلى الأرض ، ومرّت المرأة  ومرّ بشر ، فدنوا من الرجل ، وهو يرشح عرقاً ، فسألوه : ما حالك ؟ قال : لا أدري ، ولكن حاكني شيخ وقال : إن الله ـ عزّ وجلّ ـ ناظرٌ إليك وإلى ما تعمل ، فضعفت لقوله وهبته هيبة شديدة لا أدري من ذلك الرجل . فقالوا له : ذلك بشر بن الحارث ، فقال : واسوأتاه كيف ينظر إليّ بعد اليوم ؟ وحمّ من يومه .. 
ورُوي أن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مرّ  ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة ، فإذا فتيان فسّاق قد اجتمعوا يشربون ، وفيهم مغنٍ يقال له زاذان ، يضرب ويغني ، وكان له صوت حسن . فلما سمع ذلك قال ابن مسعود : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله ، ومضى ، فسمع زاذان قوله فقال : من كان هذا ؟ قالوا : إنه عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله r ، فقام وضرب بالعود على الأرض فكسره . 
الفضيل بن عياض ، شيخ الحرم المكي ، ومن أكابر الصالحين والعباد ، ولد في سمرقند عام  105 هـ وتوفي في مكة عام 187هـ ، كان قاطع طريق قبل أن يتوب ، وكان يعشق جارية ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تاليا يتلو : ] أَلَمْ يَأْنِِ لِلَذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهم لِذكْرِ اللهِ [ فلما سمعها قال : بلى يا رب ، قد آن ، فرجع فأوى إلى خربة ، فسمع بعض الناس يخوفون بعضهم بالفضيل ، فقال : والله إني تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام .

لا تبخل بكلمة الحق ...

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

عواقب إطلاق البصر

النظر ة سهم الشيطان ..
يقول الله تعالى مخاطبا عباده المؤمنين :
قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].
في صحيح البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاء)).
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ  قَالَ: ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)).
   جاء في الأثر : أن مَنْ غضَّ البصر ، وترك النظر ، جعل الله في قلبه حلاوة لا يدركها إلا من عرفها .
 هكذا يكافئ الله سبحانه من غض البصـر عن النساء العفيفات الطاهرات اللواتي يجعلن من حمرة الحياء في وجوههن زينة ، فما تكون عقوبة الناظر في وجوه الزانيات المتبرجات اللواتي ينصبن شباكهن لكل ناظر !؟ يدعونه بنظرات فاضحات إلى الزنا والعياذ بالله ، نساء في كامل زينتهن يتصدرن لوحات الإعلان ، ونساء كاسيات عاريات يملأن شاشات التلفاز ، والإعلانات تملأ الطرقات ، والتلفاز شباك مفتوح على فيح نار جهنم ليل نهار ، ولا مناص للمسلم من السير في الطرقات ، أو الجلوس في البيت ، وإذا كان النظر لسائر النساء زنا بالعين وإثم بالقلب ، فماذا يكون عقاب النظر والتحديق في وجوه المومسات ؟

  روى البخاري ومسلم ، واللفظ له ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ  عن النبي r قال : لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم وصاحب جريج ، وكان جريج رجلاً عابداً ، فاتخذ صومعة فكان فيها ، فأتته أمه ، وهو يصلي .
فقالت  :  يا جريج .
فقال : يا رب أمي وصلاتي !
 فأقبل على صلاته ، فانصرفت . فلما كان من الغد أتته ، وهو يصلي .
 فقالت : يا جريج .
فقال :  يا رب أمي  وصلاتي !
 فأقبل على صلاته ، فانصرفت  .
فلما كان من الغد أتته ، وهو يصلي ،
 فقالت : يا جريج .
  فقال : أي رب أمي وصلاتي !
 فأقبل على صلاته .
فقالت : اللهم لا تُـمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات  .
قتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته ، وكانت امرأة بغيٌّ يتمثل بحسنها ، 
فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم .
فتعرضت له فلم يلتفت إليها ، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته ،  فأمكنته من نفسها فوقع عليها ، فحملت ،  فلما ولدت ،
قالت  : هو من جريج .
 فأتوه فاستننزلوه , وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه .
فقال : ما شأنكم ؟
قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك .
 فقال : أين الصبي ؟
فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أصلي . فصلى فلما انصرف أتي الصبي فطعن في بطنه وقال : يا غلام من أبوك ؟
 قال : فلان الراعي.  فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به .
 وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب .
 قال : لا أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا .

بطاقة عضوية في حزب الشيطان ..

بطاقة عضوية في حزب الشيطان


 [ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ  إِنَّ "كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً  ]  { النساء: 76 }
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "  إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ "
بعض الأسئلة ملغومة ومفخخة ، تجيب عليها بداهة فتجد نفسك قد تورطَّت فيما لا يحمد عقباه ، وهي أسئلة استدراجية ليس الغاية منها الجواب بل ما بعد الجواب من مقاصد ، ومثل هذه الأسئلة  :
ـ أيهما أكثر وأقوى في هذا العالم الخير أم الشر ؟
سألت هذا السؤال لعدد كبير من الناس من مختلف الثقافات والمنابت ، من المسلمين وغير المسلمين ، فأجاب أغلب الناس  : الشر طبعا .
ولم يكن سؤالي إلا بعد قراءة تقرير صحفي عن زمرة ( عبدة الشيطان ) ، فعلمت أن هذا السؤال هو بطاقة العضوية في هذه الزمرة الضالة ، التقرير كان يتحدث عن شاب لبناني انضم إلى عبدة الشيطان ثم فرّ منها قبل أن يرتكب جريمة شنعاء .
بدأت قصة الشاب مع الزمرة بأن تعرف على شباب من جيله دعوه إلى حفلة رقص صاخبة ، ثم توالت الدعوات وتوالت الحفلات ، ودخل في دهاليز الانحراف من الخمر إلى الزنى إلى المخدرات ، وذات يوم عرض عليه أحدهم أن يعرفه على شخص سماه " الأستاذ " يأتي بالعجائب ويقوم بالغرائب ، وتعرف الشاب على الأستاذ في إحدى شقق العاصمة بيروت ، وصار يزوره لما رأى عنده من المدهشات ، فكان الأستاذ يخرج نفسه من النافذة ويعود ، ويرتفع في سماء الغرفة ، وتلك من الأعمال التي يتقنها السحرة ، دهش الشاب ، وخبل الأستاذ عقله ، وبعد لقاءات وتوطد العلاقة بين الشاب والأستاذ ، سأل الأستاذ الشاب : أيهما أقوى في عالمنا الخير أم الشر ؟؟
أجاب الشاب بثقة : الشر طبعا .
فقال الأستاذ : إذا كان الخير من الله والشر من الشيطان ، فالشيطان في عالمنا أقوى من الله ، ألا يقول المنطق ذلك ؟
قال الشاب : هذا غريب ولكنه المنطق .
واصل الأستاذ : والمنطق أيضا يقول أن على الإنسان أن يعبد الأقوى ، فلا طائل من عبادة الضعيف المغلوب على أمره .
واستمر الحوار حتى دخل الشاب في زمرة عبدة الشيطان ، وتعلم من أستاذه أن دين عابد الشيطان أن يحرم الحلال ويحلل الحرام ، ولا تكون عبدا للشيطان حتى تخالف كل ما جاءت به الأديان . وصار الشاب يعبد مع رفاقه الشيطان حتى تجاوز كل محظور .
وكان أن طلب منهم الأستاذ التحضير لاحتفال كبير ستكون فيه طقوس كبيرة لعبادة الشيطان ، وعرض عليهم فيلما صوَّره عبد الشيطان في إحدى الدول الغربية لتقليد طقوسه في يوم الاحتفال ، وكان الفيلم يظهر عبدة الشطان وقد تجمعوا في أحد المقابر المهجورة ، وهناك أشعلت النيران ، ودقت الموسيقى الصاخبة ، وقدمت الخمور والمخدرات ، وكان أن جاء أحد الشباب بأخته ، وأدخلها في الحفلة وهي تصرخ وتصيح من الخوف ، ثم قام الأخ باغتصاب أخته ، أمام الحفل ، وتوالى عليها الحضور ، ثم قتلوها وقطعوا جسدها وألقوه في النار بين صرخات الذهول والانتعاش ، بعد الفيلم شرح الأستاذ عن إخلاص جماعة الفيلم للشيطان ، وتفاخر بجرأتهم ، وحدث أن طلب من الشاب أن يكون هو من يحضر أخته لتكون القربان ، هنا ارتعش الشاب خوفا ، وقد كانت تربطه بأخته علاقة حميمة ، فوعد ، ولكنه هرب من الجماعة وكشف أمرها واعتقلت السلطات عناصرها ، ثم أهملت القضية لأن بعض أعضاء الجماعة كانوا من أبناء كبار القوم في لبنان . 
سألت مرة صديق ذات السؤال ، فأجاب الإجابة المعهودة ، فقلت له :
ـ حيث تعيش ، هل يخرج أغلب الناس في بلدكم صباحا للعمل أم للسرقة ؟
و هل أغلب الأولاد في بلدكم أولاد زواج أم أولاد زنى ؟!
فقال : للعمل طبعا .
فقلت : كيف تقول إذن أن الشر أقوى ، وأكثر ، والكسب خير والسرقة شرّ ، والزواج خير و الزنى شرّ ؟!
فأجاب : إذن ، لماذا يجيب الناس بأن الشر أغلب وأقوى ؟
قلت : لأن الشر يطفو أمام الناس كما يطفوا السمك الميت على سطح البحر فيظن الجاهل أن السمك الميت أكثر من السمك الحي