الجمعة، 27 يوليو 2012

من علامات السعادة والفلاح !!

 

قال الله تعالى: } يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ { {المائدة:54}.
وقال رسول الله -^ -   : ((ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ)).
وقال الإمام ابن القيم في (الفوائد): " من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.
 وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ.
استضافت  قناة اقرأ الوزير الإيطالي المسلم الفريدو  مايوليز ، فلاحظ العوضي أمرين ، الأول أنه عندما هبط في المطار اتصل بوالدته ، وعندما سأله عن ذلك فقال استجابة لأمر رسول الله -^ -   الذي يقدم بر الأم على كل شيء ، الأمر الثاني أن الشيخ انتظره لينزل مع ركاب الدرجة الأولى ، فإذا به يخرج مع ركاب الدرجة العادية ، ولما سأله : لماذا لم تركب في الدرجة الأولى كما حجرنا لك بصفتك وزيرا  ؟ فأجاب : عندما دعوتني لأقدم شهادتي على الإسلام ، لم آتِ بصفتي وزيرا بل داعيا إلى الله تعالى ، وتعلمت من قصص الصحابة أن من تواضع لله رفعه ، فأحببت أن أتواضع لله لكي تنفع كلماتي المسلمين .

لا شيء يبدأ من الصفر .. !!


   في لعبة كرة القدم  قبل أن ينزل اللاعب الاحتياطي يبدأ بالتسخين بضع دقائق قبل أن يرسله المدرب للملعب ، وهذه ممارسة حكيمة لا يعرفها بعض المصلين ، بعض الناس يأتي إلى الصلاة ، فيجلس أمام المسجد ، يتندر ويتحدث ، حتى إذا أقيمت الصلاة أسرع إلى الصفوف .
قال الشيخ صالح المغماسي : إن دخلت المسجد وصليت وفرغت من صلاتك ، وأردت أن تقرأ القرآن فإن الشيطان سيوسوس في صدرك ويقول : سيقيم الآن فلن يسعفك الوقت لقراءة القرآن . نعم فأغلبنا، إلا من رحم الله، لا يأتي إلا قبل الإقامة بدقائق معدودة ، فحاول أن لا تلتفت لما وسوس لك به الشيطان،  و أقرأ القرآن ولو آية واحدة، قبل أن يقيم المؤذن فأنت بذلك تدحر الشيطان ، وتقرأ القرآن ، وتؤجر من الرحمن ، نعم أقرأ أحيانا آية ، وفي الصلاة التي بعدها آيتان ، والصلاة التي بعدها ثلاث آيات حتى أصبحت أبكر للصلاة شيئا فشيئا لأني بالفعل شعرت بالأجر العظيم،  بل أصبحت أحيانا وخاصة حينما أكون خارجا ،وأسمع المؤذن أتوقف عند أول مسجد أقابله حتى يتسنى لي قراءة القرآن ، بينما كنت سابقا لا أقف إلا عند سماع الإقامة . 
قال ابن القيم رحمه الله: أن الله سبحانه قد خلق النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ، ولا بد لها من شيء تطحنه ،فإن وضع فيها حَبٌّ طحنته، وإن وضع فيها تراب طحنته، وإن وضع فيها حصى طحنته،   فالأفكار والخواطر  التي تجول في النفس هي بمنزلة الحَب الذي يوضع في الرحى، و تلك الرحى لا تبقى معطلة قط ، بل لا بد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حَبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره ، وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه ."
يخطأ من يقول بدأت من الصفر ، فمليون صفر تساوي صفرا ، والله تعالى وحده بدأ خلق الوجود من عدم ..

رب ذنب يدخلك الجنة .. !!

  

هناك صفة تلازم أغلب الناس ، و الفاشلون منهم خاصة،  فتراه يقص عليك قصة كان فيها شهما أو بطلا أو صاحب فضل ، ويظل يعيد ذات القصة لكل إنسان وفي كل مناسبة ، ويزيد عليها ، ولكنك نادرا ما تجد شخصا يعيد قصة كان فيها مخطئا أو جبانا أو مقصـرا ، وإذا ذكرها غيره أمامه  عبس وبسر وغضب وأنكر ، ولكن هل هذا هو منهج طالبي جنة الرحمن ؟!!
جاء في كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب قال ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله  ـ  :
" قَدْ يَعْمَلْ العَبْد ذَنبآً فَيَدْخُل بِهْ الجنَّة.. ويَعْمَلْ آلطَّآعَة فَيدْخُل بهَآ النَّآرْ !!
قَآلُوآ: وكَيْفَ ذَلِكْ ؟
قَآلْ: يَعْمَل آلذَّنبْ فَلَآ يَزَآلُ يَذْكُرْ ذَنْبَهُ .. فيُحْدِثْ لَه إنْكِسَآرآً وذُلَّآً ونَدمآً.. ويَكُونْ ذَلِك سَبَبْ نجَآتِه.. ويَعْمَلْ آلحسَنَة.. فَلَآ تَزَآلُ نَصْبَ عَيْنَيْه.. كُلَّمَآ ذَكَرْهَآ أوْرَثَتْهُ عَجَبآً وَ كِبرآً ومِنَّة.. فَتَكُون سَبَبَ هَلَآكِه..  ورُوِيَ عَنِ آلإمَآمْ مَآلِكْ أنَّه كَآنْ يَقُولْ:
( لَآ تَنْظُرُوآ فيْ ذُنُوبِ آلنَّآسْ كَأنَّكُمْ أرْبَآبْ وَأنْظُرُوآ إلى ذُنُوبِكُمْ كَأنَّكُمْ عَبِيدْ فَأرْحمُوآ أهْلْ آلبَلَآءْ ، وَأحمِدُوآ آلله عَلَى آلعَآفِيَة )
ما أروع ما قاله ابن القيم في هذا المقام: ..  وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما،
خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا. فإن المعجب لا يصعد له عمل. وإنك أن تضحك وأنت معترِف؛ خير من أن تبكي وأنت مُدلٌّ،  وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدلين (
وقد روي عن علي ـ رضي الله عنه ـ  أنه قال: سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك.
وقد لخص ابن عطاء ذلك في حكمه : " ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول. وربما قضى عليك بالذنب، فكان سببا في الوصول،  معصية أورثت ذلا  وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا " . .

الاثنين، 23 يوليو 2012

الكنود الجحود .. !!

 
قال تعالى : } إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ  {   { العاديات : 6 }
قيل الكنود  هو الذي يعدُّ المصائب، وينسى نعم ربه  ، والمراد بالإنسان هنا الجنس، أي أن جنس الإنسان، إذا لم يوفق للهداية فإنه (لكنود) أي كفور لنعمة الله عز وجل ، وأن جنس الإنسان لولا هداية الله لكان كنوداً لربه عز وجل، والكنود هو الكفر، أي كافر لنعمة الله عز وجل، يرزقه الله عز وجل فيزداد بهذا الرزق عتواً ونفوراً، فإن من الناس من يطغى إذا رآه قد استغنى عن الله، وما أكثر ما أفسد الغنى من بني آدم فهو كفور بنعمة الله عز وجل، يجحد نعمة الله، ولا يقوم بشكرها، ولا يقوم بطاعة الله لأنه كنود لنعمة الله"(22
يقال أن ملكا امر بتجويع عشرة كلاب شرسة ،  لكي يضع كل وزير يخطئ معها في السجن ، بعد مدة قام احد الوزراء بإعطاء رأي خاطئ للملك،  فأمر برميه للكلاب ، فقال له الوزير : أنا خدمتك عشر سنوات ، وأستحق ما يجري لي ، ولكن لي عندك طلب أن  أخدم الكلاب بدل حارسها عشرة أيام ، فوافق الملك على ذلك .ذهب الوزير الي حارس الكلاب، فقال له: أريد أن أخدم الكلاب فقط لمدة عشرة  أيام  فقال له الحارس : وماذا تستفيد ؟ فقال له الوزير : سوف اخبرك بالأمر مستقبلا . فقال له الحارس :  لك ذلك،  فقام الوزير بخدمة الكلاب عشـرة أيام ، يطعمها ويسقيها ، وتوفير لهم جميع سبل الراحة . وبعد مرور  عشـرة  ايام جاء تنفيذ الحكم بالوزير وزجَّ به في السجن مع الكلاب،  والملك ينظر إليه والحاشية فاستغرب الملك مما رآه،  وهو ان الكلاب جائعة وتناظر تحت قدميه ، فقال له الملك ماذا فعلت للكلاب ؟؟ فقال له الوزير:  خدمت هذه الكلاب عشـرة  أيام فلم تنس الكلاب هذه الخدمه ، وأنت خدمتك عشرسنوات فنسيت كل ذلك في لحظة .

.محنة واختبار . !!

 مما ذكره  عائض القرني في كتاب لا تحزن :
أخبرني أحدُ أعيانِ مدينةِ الرياضِ أنه في عام 1376 هـ ، ذهب مجموعةٌ من البحارةِ من أهلِ الجبيلِ إلى البحرِ ، يريدون اصطياد السمكِ ، ومكثوا ثلاثة أيام بلياليهنَّ لم يحصلُوا على سمكةٍ واحدةٍ ، وكانوا يصلون الصلواتِ الخمس ، وبجانبهم مجموعةٌ أخرى لا تسجدُ للهِ سجدةً ، ولا تصلّي صلاةً ، وإذا هم يصيدون ، ويحصلون على طلبِهم من هذا البحرِ ، فقال بعضُ هؤلاءِ المجموعةِ : سبحان اللهِ ! نحن نصلي للهِ عزَّ وجلَّ صلاةٍ ، وما حصلْنا على شيءٍ من الصيدِ ، وهؤلاء لا يسجدون للهِ سجدةً وها هو صيدُهم !! فوسوس لهم الشيطانُ بتركِ الصلاةِ ، فتركُوا صلاة الفجرِ ، ثم صلاة الظهرِ ، ثم صلاة العصرِ ، وبعد صلاةِ العصـرِ أتوْا إلى البحرِ فصادُوا سمكةً ، فأخرجُوها وبقرُوا بطنها ، فوجدُا فيها لؤلؤةً ثمينةً ، فأخذها أحدُهم بيدِه ، وقلَّبها ونظر إليها ، وقال : سبحان اللهِ ! لما أطْعنا الله ما حصلنا عليها ، ولما عصيناه حصلْنا عليها !! إن هذا الرزق فيه نظرٌ . ثم أخذ اللؤلؤة ورمى بها في البحرِ ، وقال : يعوضُنا اللهُ ، واللهِ لا آخذُها وقد حصلتْ لنا بعد أن تركْنا الصلاة ، هيا ارتحلُوا بنا من هذا المكان الذي عصينا الله فيه ، فارتحلُوا ما يقاربُ ثلاثة أميالٍ ، ونزلُوا هناك في خيمتِهم ، ثم اقتربُوا من البحرِ ثانية ، فصادُوا سمكة الكنعد ، فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة في بطنِ  تلك السمكةِ ، وقالوا : الحمدُ للهِ الذي رزقنا رزقاً طيباً . بعد أنْ بدؤوا يصلُّون ويذكرون الله ويستغفرونه ، فأخذوا اللؤلؤة .
فانظرْ كيف كان منْ ذي قبل ، في وقت معصيةٍ ، وكان رزقاً خبيثاً ، وانظر كيف أصبح الآن في وقتِ طاعةٍ ، وأصبح رزقاً طيباً . قال تعالى :
} وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إلى اللّهِ رَاغِبُونَ { { التوبة : 59 }
إنه لطفٌ اللهِ ، ومن ترك شيئاً للهِ عوَّضه اللهُ خيراً منه .

احذروا أول خطوات الفتنة .. !!


أول علم ألقاه الله سبحانه وتعالى إلى آدم كان تعليمه الأسماء على حقيقتها ، وأول خطوة للشيطان في إغواء آدم أن قام بتحريف الأسماء فسمَّى الشجرة المحرمة بشجرة الخلد ،  }  قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى [ { طه:120} فقد سَـمَّى الشجرة المحرمة ((شَجَرَةِ الْخُلْدِ)) أي من أكل منها خَلد ولم يمت، وخاطب في آدم وحواء، "غريزة" جعلها الله أصلية في النفس الإنسانية، وهي:الرغبة في الخلود } هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ {وغريزة التملك } وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى {. وجنود الشيطان من بعده سلكوا مسلكه ، فيسمون الأشياء بغير اسمها ، فيحتالون على المعاصى بأدنى الحيل ، واليهود قديما وحديثا أتقنوا هذه الصنعة . فيحتالون ويسمون الأشياء بغير اسمها طلباً لجوازها وحلها ..
وعدّ الرسول -^ -  هذه من علامات الساعة ، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول -^ -  :( لا تَذهب الليالي والأيام حتى تَشْرَب فيها طائفة من أمتي الخمر يُسمونها بغير اسمها ).
 ونلاحظ كيف يُسمّى الربا في أيامنا  : الفوائد أو العوائد البنكية ، والزنا ممارسة الحب ، واللواط والسحاق مثلية جنسية ، والكذب دبلوماسية ...  
 أما الرشوة فصار لها معجم من التسميات الباطلة قديما وحديثا ، فهي اليوم : الإكرامية ، أو فنجان قهوة ، أو هدية للأولاد ،أو  بدل مكالمات ،وقديما كان يطلق على الرشوة " صب الزيت في القنديل" ومن ثَمَّ قيل: "صّبَّ في قنديله زيتاً" إذا رشاه. وسموا الرشوة " قَنْدَلَة "، كما تُسمى البَرْطلَة. وفي ذلك يقول الشاعر :
إذا ما "صُبَّ في القنديل زيت"
"فَبَرْطِلْ" إِن أردتَ الأمرَ يَمْشي

تَحَوَّلَت القضية لِلْمُقَنْدِلْ
فما يَمْـشـــــي إذا مـــــــــا تُبَرْطِـــلْ
فاحذروا من أول خطوات الشيطان ، تلك هي لعبة الأسماء التي بدأت مع آدم عليه السلام .

سميع قريب مجيب .. !!

   

يقول الشيخ خالد   الوهيبي: هذه قصة فيها عبرة وقد حصلت لي شخصيا ، ولم ينقلها لي أحد: في يوم الأربعاء 22/4/1423هـ في صلاة الظهر في الحرم المكي، وتحت حجرة المؤذنين أشار إليّ أحد الإخوة بعد إقامة الصلاة إلى سد الفرجة بجانبه، فتقدمت، وبعد الفراغ من الصلاة تأخرت إلى الخلف قليلا لأتربع وآخذ راحتي في التسبيح، فنظرت إلى الرجل وإذا هو رث الهيئة كأنه من فقراء الحرم، وإذا عليه مظهر السكون والخشوع ، وقد وضع يديه على فخذيه ويدعو ربه على استحياء، فأدخلت يدي إلى جيبي إلى دراهم مربوطة من فئة ريال وخمسة ريالات وعشرة ، فأخرجت خمسة ريالات ، فقبضتها في يدي واقتربت منه، ثم مددت يدي للسلام عليه وهي بيدي، فسلم علي وأحس بالمال في يدي فنزع يده من يدي وقال: شكرا، جزاك الله خيرا، ولم يعرف كم المبلغ؟؟ فقلت: أما تقبلها؟؟
فلم يرد علي فأحسست أنه من الذين يتعففون ولم يقبلها، فرددتها في جيبي ، وتأخرت قليلا وأديت السُنّة، وإذا بالرجل يلتفت علي مرارا كأنه ينتظرني لأفرغ من صلاتي!!فلما فرغت جاء بجانبي وسلم علي.
وقال: كم أعطيتني؟؟قلت: أنا أعطيتك.. وأنت رددتها، وما عليك سواء كانت ريالا أو مئة!!فقال: أسألك بالله كم أعطيتني؟ قلت: لا تسألني بالله انتهى ما بيني وبينك!!قال: أنا سألت ربي خمسة ريالات، فكم أعطيتني؟قلت: والله الذي لا إله إلا هو إن الذي أعطيتك خمسة ريالات، فبكى الرجل. فقلت: هل تحتاج إلى أكثر؟؟ قال: لا!! ثم قال: سبحان الله، كنت أنت تضع الدراهم في يدي وأنا ما زلت أسأل ربي!!فقلت: لماذا إذًا رددتها؟؟قال: لم أكن أتوقع سرعة الاستجابة بهذه الصورة. فقلت له: سبحان الله!!
إن الله سميع قريب مجيب، ولن ينزل هو ليعطيك ما سألت، ولكنه سيسخر لك من عباده من يقضي لك حاجتك!!!فأعطيته الخمسة ريالات ورفض أن يأخذ غيرها.فسبحان الله العظيم: }  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { { البقرة : 186 }

الهم المزدوج .. !!

قرينان في الهمّ    .. !!   
كان للرسول -^ -  دعوات لا يدعهن منها :
عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -^ -   : ( يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ) .
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تفسيره القيم:
فاستعاذ من ثمانية أشياء كل اثنين منها قرينان:فالهمُّ والحزن قرينان،  وهما من آلام الروح ومعذباتها والفرق بينهما: أن الهم توقع الشـر في المستقبل والحزن التألم على حصول المكروه في الماضي أو فوات المحبوب ، وكلاهما مؤلم، وعذاب يرد على الروح فإن تعلق بالماضي سُمي حزنا وإن تعلق بالمستقبل سمي همًّا.
والعجز والكسل قرينان ، وهما من أسباب الألم لأنهما يستلزمان فوات المحبوب ، فالعجز يستلزم عدم القدرة ، والكسل يستلزم عدم إرادته ، فتتألم الروح لفواته بحسب تعلقها به والتذاذها بإدراكه لو حصل.
والجبن والبخل قرينان، لأنهما عدم النفع بالمال والبدن ، وهما من أسباب الألم لأن الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة لا تنال إلا بالبذل والشجاعة،  والبخل يحول بينه دونها أيضا فهذان الخلقان من أعظم أسباب الآلام.
وضلع وقهر الرجال قرينان ، وهما مؤلمان للنفس معذبان لها أحدهما قهر بحق وهو ضلع الدين ـ والمراد به هنا ثقل الدين وشدته وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء ولا سيما مع المطالبة ـ  والثاني قهر بباطل وهو غلبة الرجال وأيضا فضلع الدين قهر بسبب من العبد في الغالب وغلبة الرجال قهر بغير اختياره.
وعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -   أَكْثَرَ مَا يَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ قَالَ ‏"‏ إِنَّهُ مَنْ غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ ‏"‏ ‏.

الوصيّــة .. !!

الوصيّــة .. !!   

إن الوصية تختلف باختلاف الأحوال عند أصحاب المذاهب الأربعة، فقد تكون واجبة إذا كان الشخص عليه حق شرعي يخشى ضياعه إن لم يوص به كوديعة أو أمانة يجب أداؤها، أو عليه دين لا يعلمه غيره، أو كان حقاً لله تعالى كزكاة.
وقد تكون مندوبة كأن يوصي الشخص بجزء مأذون فيه من أمواله للأقارب غير الوارثين ، أو الفقراء، أو إعانة على خير كطلبة العلم الشرعي.
وقد تكون محرمة كما إذا كان يترتب عليها إضرار بالورثة، كما في قصة النعمان بن بشر
اراد زوجها اعطاء احد الابناء - وهو النعمان بن بشر - قطعة ارض دون اخوته فطلبة منه ان يشهد الرسول عليه السلام على هذه العطية. عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أباه وهب له بعض من ماله فقالت امي: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي، وأنا غلام فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إن أم هذا، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول -^ -: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: "أكلهم وهبت لهم مثل هذا قال: لا، قال:" فلا تشهدني إذا، فإني لا أشهد على جور "أخرجه مسلم ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً ، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ ، فَيُخْتَمُ بَشَرِّ عَمَلِهِ ، فَيَدْخُلُ النَّارَ; وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً ، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيُدْخُلُ الْجَنَّةَ " . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ }تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ % وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ { أخرجه أبو داود والترمذي

لا تنسَ فضل الله ..









تأمل قول الله تعالى : }إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً  {ولم يقل: ( إما شاكراً وإما كافراً )، أو لم يقل: ( إما شكوراً وإما كفوراً  ) ؟! الأصل أن الله عز وجل أرادنا أن نكون: إما شكوراً، أي كثيري الشكر، لكن الواقع أيضاً أسفر عن أن هذا الإنسان حينما يشكر يشكر قليلاً، ولكن حينما يكفر يكفر كثيراً، ولذلك قال الله في آية أخرى: }  وقليلٌ مِنْ عِبَادِيَ الَّشكور { .
  إن الإنسان الشاكر قليل، بينما الإنسان الكفور كثير، والإنسان الشاكر هو قليل من حيث العدد ، ومن حيث النوعية أيضاً. فنحن بحسب الظاهر نشكر الله، ولكن هذا الشكر حتى من حيث النوعية قليل وضعيف، ومن حيث العدد أيضاً قليل وضعيف. فأنت في الغالب لا تستحضر نعمة ربك عليك، بل بالعكس أنت تستحضر ما منعه الله عنك.
النبي دانيال من أنبياء بني إسرائيل  ، كان ممن تم أسرهم ونقلهم إلى العراق إبان السبي البابلي لبيت المقدس وتدميرها على زمن نبوخذ نصـر.كان البابليون يبقون عليه حيّا لأنهم كان يتمطرون به، إذ أنه كلما أخرجوا جسده للعراء تمطر السماء ، فكانوا يعتبرونها علامه مقدسة شريفة بينهم.عندما تم أسر دانيال ونقله إلى بلاد مابين النهرين في بابل هو ورجال بني إسرائيل كان الغرض من ذلك التسلية بهم اذ كان البابليين يحفرون حفرا كبيره،  و يضعون فيها رجلا من بني إسرائيل ، و يطلقون عليه اسدين - نمرين - ليأكلانه . وكانت هذه عادة البابليين بالتسلية . وهذا ما لم يحدث مع دانيال إذ أنهم عندما وضعوه في الحفرة و أطلقوا عليه الأسود قام الأسدان باللعب معه و التمسح به، و كأنما يطلبان العفو منه . وعندما حاول البابليون اعادة الكرة حدث نفس الأمر فعلموا أن هذا الرجل مبارك ، وأنه نبي و أكرموه و قدسوه
قال علماء تلك القرية فنقش دانيال صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمة، كي يذكرها ليل نهار ، ولكي  لا ينسى نعمة الله عليه في ذلك .