الاثنين، 9 يوليو 2012

عندما يكون الحاكم أعبد الناس .. .. !!



عندما يكون الحاكم أعبد الناس  .. .. !!   

يُعدُّ جامع (بايزيد) من أكبر وأفخم وأجمل الجوامع الموجودة في (اسطنبول) والساحة القريبة. أخذت اسمها منه فهي (ساحة بايزيد) وتقع جامعة اسطنبول بالقرب من هذا الجامع.
باني هذا الجامع هو : السلطان (بايزيد الثاني) (1447م 1512م) ابن السلطان (محمد الفاتح) ، وهو والد السلطان (سليم الأول) الملقب بـ (ياووز) ، أي هو جد السلطان سليمان القانوني.
كان هذا السلطان تقياً ورعاً ، والقصة التالية من كتاب  روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي ،  تشير إلى ذلك :
عندما أُكمل بناء جامع بايزيد وتم فرشه ، جاء يوم افتتاحه بالصلاة فيه ، ولكن من سيقوم بإمامة المصلين في هذه الصلاة ؟ أيؤم الناس الإمام المُعيَّن لهذا الجامع ؟ أم شيخ الإسلام ؟ أم أحد العلماء المعروفين ؟ لم يكن أحد يعلم ذلك ، وكان الجميع في انتظار من يتقدم إلى الإمامة.
عندما اصطفت الصفوف وقف إمام الجامع وتوجَّه إلى المصلين قائلاً لهم : ليتقدم للإمامة من لم يضطر طوال حياته لقضاء صلاة فرض ، أي : من صلى الصلوات الفرض في أوقاتها طوال حياته.
دهش الحاضرون من هذا الشـرط ، وبدأ بعضهم يتطلع لبعض ، وبعد انتظار دقيقة ، أو دقيقتين شاهد المصلون السلطان (بايزيد الثاني) وهو يتقدم للإمامة بكل هدوء ، ثم يكبر لصلاة الجماعة بكل خشوع.
أجل كان السلطان هو الشخص الوحيد من بين الحاضرين الذي لم تفته أبداً أي صلاة من صلوات الفرض ، ثم يكبر لصلاة من صلوات الفرض ، لذا لقبه الشعب بـ (السلطان الولي).
خليفة أكبر وأعظم دولة في التاريخ رغم انشغاله الدائم ، لم تفته الصلاة يوما ، فما حجتنا نحن الذين نبحث عن وسيلة لقتل الفراغ ؟! 

أبلغ دروس الشعراوي ..



أبلغ دروس الشعراوي ..    

وكأن رسولنا الأمين الصادق الصدوق أحسَّ بهممة الشك التي ستخرج من أفواهنا ، أو بنظرة الريبة التي تلوح في أعيننا ، فأراد أن يقسم ، يقسم لأنه سيُعلمنا بحقائق خارجة عن منطق البشر  ، ولكنها منسجمة تماما مع منطق وحي السماء ..
  فكيف سيصدق صاحب عقل يربط الأشياء بأسبابها أن شيئا إذا أخذت منه لا ينقص ؟
وكيف سيصدق أن رجلا ظُلم ظلما واضحا ، فسكت وصبر فزاده الذلُّ عزّا ؟!
 وكيف سيصدق أن رجلا ذكيا أبدع طُرقا في كسب المال كان هذا الإبداع سببا في فقره ؟!  
أليست هذه المعادلات مقلوبة !
كان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ، :  مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا ، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا " . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ
كان  الشعراوي في سيارته عائداً إلى المنزل بعد ان ألقى محاضرته اليومية حول تفسير معاني القرآن الكريم ، وحضرها علية القوم ورؤوسهم ، وجمع غفير معجب بالشيخ ، فجأة طلب الشعراوي من السائق أن يعود به إلى المسجد ، وأن ينتظره هناك ، طال انتظار سائق للشعراوي فشعر بالقلق عليه، لذلك قرر السائق دخول المسجد ليطمئن على أحوال الشيخ الجليل، بحث عنه في مختلف أنحاء المسجد فلم يجده ، فساوره القلق مرة أخرى، وفي النهاية نزل السائق إلى المغاسل ،  ولدهشته وجد الشيخ الشعراوي رافعاً جلبابه ينظف الحمامات، وعندما سأله السائق عن سبب قيامه بتنظيف المغاسل والمرافق الصحية أجاب الشيخ - رحمه الله - بأنه شعر بالخيلاء في لحظة ضعف بعد تقبيل الناس يده، فأراد ان يروِّض نفسه على التواضع ..  ومن تواضع لله رفعه ، اللهم ارفع درجته ، وانفعنا بمواعظه ، وتوفنا غير مفتونين .

من عجائب الصــالحات



من عجائب الصــالحات  
زار ابن بطوطة مدينة بلخ ، وهي مدينة تبعد عن مزار الشريف بحوالي عشرين كم ، وقال عنها : عروشها غير عامرة، ومن رآها ظنها عامرة لإتقان بنائها وكانت ضخمة فسيحة، ومساجدها ومدارسها باقية الرسوم حتى الآن ونقوش مبانيها مدخلة بأصبغة اللّازورد، والناس ينسبون اللّازورد إلى خراسان، ..  وخرب هذه المدينة تنكيز اللّعين وهدم من مسجدها نحو الثّلث بسبب كنز ذكر له أنه تحت سارية من سواريه، وهو من أحسن مساجد الدنيا وأفسحها .. وذكر لي بعض أهل التاريخ أن مسجد بلخ بنته امرأة كان زوجها أميرا بلخ لبني العباس يسمّى داود بن علي  ، فاتفق أن الخليفة غضب مرة على أهل بلخ لحادث أحدثوه فبعث إليهم من يغرمهم مغرما فادحا، فلما بلغ إلى بلخ أتى نساؤها وصبيانها إلى تلك المرأة التي بنت المسجد، وهي زوج أميرهم، وشكوا حالهم وما لحقهم من هذا المغرم، فبعثت إلى الأمير الذي قدم برسم تغريمهم بثوب لها مرصع بالجواهر قيمته أكثر مما أمر بتغريمه، فقالت له: اذهب بهذا الثوب إلى الخليفة، فقد أعطيته صدقة عن أهل بلخ لضعف حالهم.
فذهب به إلى الخليفة، وألقى الثوب بين يديه، وقصّ عليه القصة فخجل الخليفة، وقال: أتكون المرأة أكرم منا؟ وأمره برفع المغرم عن أهل بلخ، وبالعودة إليها ليردّ للمرأة ثوبها، واسقط عن أهل بلخ خراج سنة! فعاد الأمير إلى بلخ ، وأتى منزل المرأة ، وقص عليها مقالة الخليفة ورد عليها الثوب، فقالت له: أوقع بصر الخليفة على هذا الثوب؟ قال: نعم، قالت: لا ألبس ثوبا وقع عليه بصر غير ذي محرم مني!! وأمرت ببيعه، فبني منه المسجد والزاوية ورباط في مقابلته مبنيّ بالكذّان، وهو عامر حتى الآن، وفضل من الثوب مقدار ثلثه، فذكر أنها أمرت بدفنه تحت بعض سواري المسجد ليكون هنالك متيسّرا إن احتيج إليه خرّج، فأُخبر تنكيز بهذه الحكاية، فأمر بهدم سواري المسجد فهدم منها نحو الثلث،وبخارج بلخ قبر يذكر أنه قبر عكّاشة بن محصن الأسدي صاحب رسول الله -^ - الذي يدخل الجنة بلا حساب كما وبشره الرسول -^ -   .

صفيّة ..أو الرؤيا الصافية


ـ  13  ـ

صفيّة ..أو الرؤيا الصافية

زواج الرسول -^ - من أم المؤمنين صفية بنت حيي بن الأخطب زعيم بني النضير،  حيّر المشككين  بالإسلام ، فكيف تتزوج امرأة من رجل قتل أباها وأخاها  وزوجها وكثيرا من قومها ، ثم تكون أخلص النساء  له ؟!
قالت صفية بنت حيي في وجع النبي -^ -  الذي توفي به : والله يا نبي الله لوددت أن الذي بكَ بي. فغمزها أزواجه; فَأبْصَـرَهُنَّ. فقال: "مَضْمَضْنَ". قُلْنَ: من أي شيء؟ قال: "مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِهَا، وَاللهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ".  
قالت صفيّة : لم يكن أحد من أبي وعمي أحب إليهما مني، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إلا أخذاني دونه، فلما قدم -^ -  قباء   غدا إليه أبي وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فوالله ما جاآنا إلا مع مغيب الشمس. فجاآنا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما نظر إلي واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟!
قال: نعم والله ! قال: تعرفه بنعته وصفته؟
قال : نعم والله ! قال: فماذا في نفسك منه؟  قال: عداوته والله ما بقيت .
وقد رأت صفية رضي الله عنها في منامها كأن قمر السماء قد سقط في حجرها ، فقصت رؤياها على ابن عمها فلطم وجهها ، وقال: أتتمنين ملك يثرب أن يصير بعلك ؟!
فما كان إلا مجيء رسول الله   -^ -  وحصاره إياهم، وأُخذت هي مع الأسرى، فاصطفاها الرسول -^ - لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: (اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك)، فقالت: " يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك ، وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي ". ثم إن النبي -^ - أعتقها وتزوّجها، وجعل عتقها صداقها

كفــر ذبابة


ـ  12  ـ

كفــر ذبابة 
" ..  زعموا أن ذبابة سوداء كانت من حمقى الذبان، وقعت مرة على وجه امرأة زنجية فجعلت تقابل بينها وبين المرأة ، وقالت: إن هذا لمن أدل الدلائل على أن العالم فوضى لا نظام فيه.. عبث في عبث.. ولا ريب أن الأنبياء قد كذبوا الناس إذ كيف يستوي في الحكمة خلقي (أنا) وخلق هذه الذبابة الضخمة التي (أنا) فوقها؟
ثم نظرت ليلة إلى السماء فرأت النجوم متلألئة والقمر بينها فقالت: وهذا دليل آخر على ما تحقق عندي من فوضى العالم وكذب الأديان.. وإلا فكيف يستوي في الحكمة وضعي (أنا) في الأرض ورفع هذا الذبان الأبيض ويعسوبه الكبير إلى السماء ؟
ثم انتقلت إلى مزرعة فشاهدت بقرة ضخمة فقالت: هذا أكبر دليل على فوضى الدنيا فهاتان ذبانتان استقرتا على وجه البقرة وظلتا تأكلان من جسمها حتى سمنتا والناس ـ الأغبياء الجهلة بالعلم الذباني ـ يحسبانهما عينان .. و (أنا) أمضيت اليوم بطوله ألسع وأعض لأحاول أن أجعل لنفسي مكانا بينهما فلم أفلح.. فهل يستوي في الحكمة رزقي (أنا) ورزقهما ؟
ثم رأت خنفساء تدب على الأرض فنظرت إليها باستعلاء وقالت: تمام هذا لا يصلح دليلا على الكفر؛ فإني (أنا) خير منها فلي أجنحة و (أنا)  خفيفة .. ثم تناهى إلى سمعها حديثا بين الخنفساء وأختها: إذا لم يجد المخلوق أنه خلق كما يشتهي فليكفر كما يشاء، فلماذا لم نكن كهذا الجاموس العظيم ؟؟ وما بيننا من فرق إلا أنه وجد من ينفخه ولم نجد..
هنا أعجبت الذبابة بفطنة الخنفساء وقالت: هذا دليل عقل هذه العاقلة.. إنها لتمشي متثاقلة مشية الوقور مثقلة بأفكارها..
ظلت الذبابة تدندن : أنا أنا أنا أنا ... فانتقلت من كفر إلى كفر حتى لكأن الكون كله كان في معركة مع ذبابة ثم جاءت الحقيقة إلى هذا الإلحاد الأحمق.. فبينا الذبابة واقفة على ظهر حائط وقد أكلت من القمامة ما أكلت معجبة بنفسها تحك ذراعيها ببعضهما ـ
دنت بطة صغيرة قد انفلقت عنها البيضة أمس فمدت منقارها فالتقطتها..
ولما انطبق المنقار عليها قالت: آمنت أنه لا إله إلا الذي خلق البطة ...
هذه القصة من كتاب وحي القلم للرافعي ، كتبها لأناتورك الذي توفي عام 1938 ، بتشمع الكبد بسب افراطه في تناول الكحول .. والعبرة في عموم اللفظ لا في خصوص السبب ..!!

درس في الاقناع النبوي


ـ  11  ـ

درس في الاقناع النبوي  
في يوم من الأيام .. وفي خيمة أعرابي في الصحراء ، جعلت امرأة تتأوه تلد ، وزوجها عند رأسها ينتظر خروج المولود ،اشتد المخاض بالمرأة حتى انتهت شدتها وولدت ، لكنها ولدت غلاماً أسود !!  نظر الرجل إلى نفسه، ونظر إلى امرأته فإذا هما أبيضان ،  فعجِبَ كيف صار الغلام أسود !!  أوقع الشيطان في نفسه الوساوس ..  لعلَّ هذا الولد من غيرك !!  لعلَّ رجلا أسود زنى بها فحملت منه  .. لعلَّ .. !!اضطرب الرجل وذهب إلى المدينة النبوية .. حتى دخل على رسول الله -^ -  وعنده أصحابه ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :" أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ -^ - فَقَالَ : إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلامًا أَسْوَدَ ، وَإِنِّي أَنْكَرْتُهُ أَيِ اسْتَنْكَرْتُهُ بِقَلْبِي ،وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِمُسْلِمٍ وَهُوَ حِينَئِذٍ يَعْرِضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ.
نظر النبي -^ -  إليه .. وكان قادراً على أن يسمعه موعظة حول حسن الظن بالآخرين .. وعدم اتهام امرأته ..  لكنه أراد أن يمارس معه في الحل أسلوباً آخر .. أراد أن يجعل الرجل يحل مشكلته بنفسه .. فبدأ يضرب له مثلاً يقرب له الجواب ..  فما المثل المناسب له ..؟ هل يضرب له مثلاً بالأشجار ؟ أم بالنخل ؟ أم بالفُرْس والروم ؟  نظر إليه -^ - فإذا الرجل عليه آثار البادية .. وإذا هو مضطرب تتزاحم الأفكار في رأسه حول امرأته ..
  فَقَالَ النَّبِيُّ  -^ -: هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " مَا أَلْوَانُهَا ؟" قَالَ : حُمْرٌ .  قَالَ : " هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ ؟  أي رمادي أو سكني اللون  " قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : " فَأَنَّى تَرَى ذَلِكَ ؟
يعني : ما دام أنها كلها حمر ذكوراً وإناثاً .. وليس فيها أي لون آخر .. فكيف ولدت الناقة الحمراء ولداً أورق .. يختلف عن لونها ولون الأب ( الفحل ) .. فكَّر الرجل قليلاً .. ثم قَالَ : نَزَعَهُ عِرْقٌ.. يعني قد يكون من أجداده من هو أورق .. فلا زال الشبه باقياً في السلالة .. فظهر في هذا الولد ..
قَالَ : " وَلَعَلَّ هَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ "  سمع الرجل هذا الجواب .. فكر قليلاً فإذا هو جوابه هو .. والفكرة فكرته .. فاقتنع وأيقن .. ومضى إلى امرأته ..

عمكم الكذاب


ـ  10   ـ

عمكم الكذاب

كثبرا ما نسمع شخصا يقول : جربني فقط وسترى ما أفعل ..
أو يقول : لو أن لي مثل مال فلان لفعلت كذا وكذا ..
أو لو  أني تعرضت لمثل ما مرَّ بك لصبرت وما سقطت مثل سقوطك ..
أبو الحسن سمنون بن حمزة الخواص توفي سنة  910 م صوفي شاعر، كان معاصروه يلقبونه بسمنون المحب، وذلك لأنه كان ينسج غزلياته وينظم مشعره في محبة الله تعالى، عاش في بغداد وصحب جلَّ مشايخها  وأكابر صالحيها، كان سمنون ينسج في المحبة الالهية غزلياته حتى أصبح معروفاً بتخصصه في المحبة، متفرداً في الحديث عنها بلسان العاشق، لدرجة أنه اختص باسم "المحب" دون سائر شعراء الصوفية ممن عاصروه. كما أنهم وصفوا كلامه بأنه أحسن كلام، ولكن "سمنون المحب" لم يكن لقب شاعرنا الوحيد، فهناك لقب آخر أطلقه هو على نفسه هو "سمنون الكذاب" ووراء ذلك قصة يرويها المؤرخون، وتبدأ ببيتين من الشعر أنشدهما سمنون يوما يطلب من الله امتحان إيمانه على النحو التالي:
وليس لي سواك حظٌ
إن كان يرجو سواكَ قلبي

فكيفما شئت فامتحنِّي
لا نلتُ سُؤلي ولا التمنِّي
ويقال أنه لم يكد ينشد بيتيه هذين، حتى ابتلي باحتباس البول وذاك هو الامتحان، وأخذ يتلوَّى من الألم، ويدور في الكتاتيب، يرجوا الصبية أن يدعوا الله أن يعجل بشفائه قائلاً: ادعوا لعمكم الكذاب، اشارة إلى تراجعه عما قاله في بيتيه، وإظهاره للجزع، والتأدب بآداب العبودية. وعندما أطلق بوله قال: يا رب تبت إليك ، أي تبت عن طلب الامتحان .
قال رَسُولَ اللَّهِ -^ - : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُ فَاصْبِرُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " .

المناعة ضد الحرام


ـ  9  ـ

المناعة ضد الحرام   

بعض الناس تعود أن يشرب القهوة مرّة ، إذا جئته بقهوة  محلاة رفضها تلقائيا
وبعض الناس لم يبتلَ بالتدخين ، فإذا استنشقه سعل وأخرجه قبل أن يصل جوفه ..
 ولكن هل يمكن لبعض الناس أن يكون لديهم مناعة ضد  خبيث الطعام ، بحيث يرفضه إذا ما ذاقه او دخل جوفه لأنه حرام لا يحلُّ للجسد الطيّب ؟؟
 عمر بن الخطاب أرسل يوما غلامه ليأتيه بالحليب من إبله، فرجع فشـرب فاستنكر عمر طعم الحليب، وقال: من أين جئتني بهذا الحليب؟! قال: والله، أرسلتني إلى إبلك فوجدت الراعي قد أبعد بها، وأدركت إبل الصدقة في الطريق فحلبوا لي منها.
 وكذلك الصديق ، جاء غلام له بطعام، فأكل، فاستنكر الطعام فسأل: من أين جئتني بهذا الطعام؟ قال: تكهنت في أيام الجاهلية لرجل، وما أنا والله بكاهن، فلم آخذ منه شيئاً، فلقيني فأعطاني حلواني، فاشتريت لك به، وحلوان الكاهن لا يجوز، وكان هذا في الجاهلية، والإسلام يجبُّ ما قبله، ولكنه أخذ شيئاً بغير مقابل، وهو محرم، وما أدرى الصديق بحرمة هذا الطعام؟ أنها حساسية وشفافية النفس الزكيّة ، فيحس أن هذا الطعام طيب أم لا، لأن الجسم كله طيب، فلما أكل غير الطيب لم يتلاءم معه، وهذا مثل جهاز كهربائي لو وصلت إليه تياراً بقوة مائتين وعشرين فولتاً، وهو مصمم ومعد ليستقبل مائة وعشـرة (فولت)، ماذا يصير فيه؟ والجسم الذي نما وترعرع على الطيب صار كله طيباً، ولا يقبل إلا ما كان من جنسه.
وفي الحديث الصحيح: (كل جسم نبت من الحرام فالنار أولى به )، وفي قوله -^ -: ( غذِّي بالحرام) مسئولية كبرى على الآباء للأبناء، فليتق الله كل أب في أسرته، في أبنائه، فلا يطعمهم الحرام؛ لأنه إذا غذِّي بالحرام، كان هذا الجسم نابتاً بالحرام، فإذا كبر ودعا فقد لا يُستجاب له، فيحرم بذلك سبل التوفيق لرضوان الله تعالى .  

آيات وأحاديث للبيع ..!!


ـ  8  ـ

آيات وأحاديث للبيع ..!!    

آية واحدة ورد فيها اللعن مرتين في القرآن الكريم هي قوله تعالى :
} إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{. {البقرة:159} .
كما أن التهديد بالويل مرتين جاء لنفس السبب :
} فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ  {{ البقرة : 79 }
وتلك وظيفة الأمة الملعونة وأتباعها عبر العصور ، ويظهر  من الآيتين  أيضا أن سبب تحريف كلمات الله وتبديل الحقائق هو الكسب المادي في الدنيا ، و شراء الذمم ، وشراء الأيمان ..
قالت صحيفة "روزاليوسف" المصرية إن جهازاً رقابياً كبيراً يقوم بالتحقيق فيما يعرف بـ"فضيحة تغيير مناهج التعليم" التي كُلفت بها سوزان مبارك خبراء إسرائيليين مقابل 300 مليون دولار، وكشفت عن تعهد سوزان مبارك للخبراء الإسرائيليين بالضغط على كل من وزير التربية والتعليم ومفتي الديار المصرية ووزير الأوقاف لتنفيذ خطة تغيير المناهج ، على أن تتم طباعة الكتب الجديدة دون وجود الأحاديث والآيات القرآنية والدروس التاريخية التي تهاجم اليهود .
وأضافت الصحيفة أن خطوات تنفيذ خطة سوزان مبارك والخبراء الإسرائيليين بدأت عام 1998، بعقد اجتماع مع وفد إسرائيلي متخصص في اللغة العربية والدين الإسلامي وعلم النفس الاجتماعي، تابعين لجامعة "القدس" "وتل أبيب" و"بار إيلان و شرح الوفد الإسرائيلي لسوزان مبارك قيامهم على مدار خمس سنوات بدراسة أهم أسباب رفض المصريين التطبيع مع إسرائيل، منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979، وأنهم وجدوا أن مناهج التاريخ والدين التي تدرس في المدارس المصرية في مراحل التعليم الثلاث الأولى هي السبب الرئيس في عدم تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل.
وذكرت أن بنيامين بن إليعازر القيادي بحزب العمل الإسرائيلي خلال زيارته السرية القصيرة لمبارك في فيلته بشرم الشيخ عقب تنحيه عن الرئاسة، طلب أن يرد مبارك لإسرائيل مبلغ الـ 300 مليون دولار فطلب مبارك مهلة لبحث إمكانية القيام بذلك، لكن مجريات الأحداث تسارعت ودخل السجن مع أبنائه.

أعظـم الطاعـات بـرّ الأمهـات


ـ  7  ـ

أعظـم الطاعـات بـرّ الأمهـات 

قال الْبُخَارِيُّ : عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : " إِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَنِي ، وَخَطَبَهَا غَيْرِي فأَحَبَّتْ أَنْ تَنْكِحَهُ ، فَغِرْتُ عَلَيْهَا ، فَقَتَلْتُهَا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : تُبْ إلى اللَّهِ ، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ مَا اسْتَطَعْتَ . فذهب الرجل فتبع عطاءُ بن يسار ابنَ عباس وهو أحد طلابه فَسَأَلْ ابْنَ عَبَّاسٍ: يا بن عم رسول الله ،  لِمَ سَأَلْتَهُ عَنْ حَيَاةِ أُمِّهِ ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ " .
جاء في كتاب البر والصلّة لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ :
غير خافٍ على عاقل لزوم حق المُنعِم ، ولا منعم بعد الحق سبحانه على العبد كالوالدين ، فقد حملت الأم بحمله أثقالا كثيرة ، ولقيت وقت وضعه مزعجات مثيرة ، وبالغت في تربيته وسهرت في مداراته ، وأعرضت عن جميع شهواتها إيثارا له ، وقدمته على نفسها في كل حال.
والعاقل يعرف حق المُحسن ويجتهد في مكافأته. وجهل الإنسان بحقوق المنعم من أخس صفاته ، فإذا أضاف إلى جحْدِ الحق المقابلة بسوء الأدب ، دلَّ على خبث الطبع ولؤم الوضع وسوء المنقلب ، وليعلم البارَّ بالوالدين أنه مهما بالغ في برهما لم يفِ بشكرهما ، ومنها تقديم أمرهما على فعل النافلة ، واجتناب ما نهيا عنه ، والإنفاق عليهما ، والتوخي لشهواتهما ، والمبالغة في خدمتهما ، واستعمال الأدب والهيبة لهما ، فلا يرفع الولد صوته على صوتهما ، ولا يحدق إليهما ، ولا يدعوهما باسمهما ، ويمشي وراءهما ، ويصبر على ما يكرهه مما يصدر عنهما .