الجمعة، 27 يوليو 2012

أعزنا الله بالإسلام .. !!

أعزنا الله بالإسلام .. !! 

كشفت وسائل الإعلام التركية أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان قدم للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ، خلال استقباله له فى أنقرة ، هدية تذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلاده . 
وقالت وسائل الإعلام إن أردوجان أراد من وراء هذه الهدية أن يلقن ساركوزى درسا فى كيفية التعامل مع الأمم الكبيرة بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا ، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين ، وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6 ساعات مما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى أن هدية أردوجان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثمانى سليمان القانوني عام 1526، ردا على رسالة استغاثة بعث بها فرنسيس الأول ملك فرنسا عندما وقع أسيرا فى يد الأسبان يطلب العون من الدولة العثمانية، وجاء فيها :
 " بسم الله العلي المعطي  المغني المعين.."   
بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات ، ..  وجميع أولياء الله .
أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين ، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين ، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم ، وولاية ذي القدرية ، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.
إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا .. وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم ( فرانقبان ) ، وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم ، وأنكم الآن محبوسون .. فلا عجب من حبس الملوك ، فكن منشـرح الصدر ، و لا تكن مشغول الخاطر . فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا ، وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة ، وسيوفنا مسلولة ، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته . وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا .

من عجائب عدل عمر

من عجائب عدل عمر   

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -  : "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا ، وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم،  فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتى برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر .
ومن دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب  فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصـر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: ادخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدّث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رؤوس الناس، ادخل أحلقك ، وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد ، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص في الدار ، ( الأصل في الحد أن يقام في العلن ، و من المألوف أن يُقام الحدُّ في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسـيء عزلك، تضـرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين ، وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر  جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.

عيد العلماء عند فساد الزمان .. !!


يقول الشيخ الطحان: ذكر لي بعض إخواننا عن شيخنا الصالح عبد الرحمن زين العابدين قصة عن شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبري، عليه رحمة الله (توفي سنة 1373هـ)، وكان شيخ الإسلام والمسلمين في آخر خلافة إسلامية انقضت، وهاجر من تركيا بعد سيطرة الكماليين عليها.هاجر إلى بلاد الشام ثم إلى مصـر وعاش غريبًا فريدًا حتى لقي ربه.
وعندما كان في بيروت جاءه بعض أصحابه ليسأله، وهو في الحقيقة يريد أن يعطيه، فجاءه في ليلة عيد الفطر ،وقال: تعلم أنني صاحب مكانة ووجاهة ، وجئت إلى هنا مهاجرًا، وسيدخل علي العيد ، وليس عندي شيء، فأريد أن تعطيني خمس ليرات ذهبية لأتوسع بها في يوم العيد ، وأصون وجهي أمام الناس.
يقول هذا الشخص: نظرت إلى الشيخ وقد احمرَّ وجهه،  وبدأت الدموع تسيل من عينيه كالمطر وهو يلتوي كالحية.
فقلت: أخبرني ماذا عندك، لم تفعل هكذا؟
فقال: يفرج الله. قلت: علمت حالك.
فقال الشيخ: سترنا الله في الدنيا، ونسأله أن يسترنا في الآخرة؛ والله ما عندي شيء أتعشاه في هذه الليلة فضلًا عن شيء أفطر به يوم العيد.
فقال: ما جئت لأسألك؛ أنا عندي عشر ليرات ذهبية ،وعلمت أنه سيدخل عليك العيد وهذا حالك بقرائن الأحوال، أتابعك من أيام.. وهذه خمس ليرات، نقسم العشـرة بيني وبينك.
فقال الشيخ: لا آخذها.
قلت: ولله إن لم تأخذها قتلت نفسـي ، وأخرج مسدسًا ووضعه على جبينه، أنت شيخ الإسلام ويدخل عليك العيد، وما عندك طعام تأكله؟!
يقول: حتى أخذها. وقلت له ليسهل عليه الأخذ: هي قرض ليست هدية؛ فإذا أيسـرت تُردّ، وإلا فالله يسامحك".

في العيد نخالف المتنبي ونتبع النبي .. !!

  

تعود كثير من الناس بعد انتهاء رمضان وقدوم العيد أن يتمثلوا ببيت المتنبي :
والبعض يحفظ بعض الأبيات من هذه القصيدة التي هجا بها المتنبي كافور الإخشيدي ، فيتركون ما ورد من أحاديث ، وأقوال تدعو إلى الفرح بالعيد ، ويتمسكون بهذه القصيدة التي هجا بها شاعر يقول ما لا يفعل ، ويهيم وراء مصلحته في كل واد ، عندما رفض كافور اعطاء المتنبي ولاية وقال له : أنت في حال الفقر وسوء الحال وعدم المُعين سَمَتْ نفسك إلى النبوة ، فإن أصبتَ ولاية وصار لك أتباع ، فمن يطيقك ؟
في عيد الفطر السعيد سنسعد ونُسعد من حولنا ، نعم سنفرح كما أمرنا رب العالمين في كتابه :
قال تعالى : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ   { { يونس: 58}
وكان لنا في رمضان موعظة ، وكان لنا فيه رحمة ، أن وفقنا  الله تعالى لنصوم نهاره ونقوم ليله ..
لذا في عيد الفطر السعيد سنفرح كما وعدنا رسول الله -^ -:  ( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ‏) .
سنفرح لأن هذا اليوم هو يوم توزيع الجوائز على الصائمين ..
سنفرح لأن القاعدة الشرعية تقول :  "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين"
،وما أجملها من فرحة عندما يهدينا خالقنا أجمل هدية ويعتقنا من النار .ولقد كان النبي   -^ -  وصحبه يلبسون أحسن الثياب ويفرحون بقدوم العيد ، ولا يعتبرون هذا اليوم تكريساً للأحزان كما يعتبره البعض ، إنما هو يوم للتعبير عن الفرحة والسعادة.
فهذا العيد موسم الفضل والرحمة ؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور ، قال العلماء: وشَرع النبي -^ -  إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد ، قال أنس رضي الله عنه : "قدم رسول الله -^ - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر".
وللعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر ، وبلوغ يوم الفطر بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى ، وامتن وأكرم ، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة  
وقال أعرابي يسخر من المتنبي :

ألا يا لعنةَ الله صبِّي
لئن كنت أنت نبي

على لحيةِ المتنِّبي
فلا شكَّ أن القرد  ربي

آيــات السَّـكينة

آيــات السَّـكينة  
في أشد المواقف التي مرّ بها المسلمون عند غزوة الأحزاب ، وقد اجتمعت عليهم العرب ، وخذلهم المنافقون والحلفاء ، كانوا يحفرون الخندق ويرتجزون كلمات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
فأنزلن سكينةً علينا
إن الأُلى قد بغوا علينا

ولا تصدقنا ولا صلينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
في ذلك الموقف الذي بلغت فيه القلوب الحناجر ، كانوا يسألون الله تعالى أن ينزل السكينة عليهم ، لأن السكينة علامة على رضا الله عز وجل عن عباده، وهي سمة العلماء والأولياء، حيث يستقر اليقين، ويثمر الخشوع، ويتجلى الوقار، وتثبت الأقدام ، وقال الشيخ ابن سعدي: السكينة: " ما يجعله الله في القلوب وقت القلاقل والزلازل والمفظعات مما يثبتها، ويسكنها ويجعلها مطمئنة، وهي من نعم الله العظيمة على العباد " .
وقال ابن القيم رحمه الله - «إن هذا الشيء الذي أنزله الله في قلب رسوله  -^ - و قلوب عباده المؤمنين يشتمل على ثلاثة معان: النور والقوة والروح، وذكر له ثلاث ثمرات: وذكر له ثلاث ثمرات: سكون الخائف إليه، وتسلي الحزين والضجر به، واستكانة صاحب المعصية والجرأة على المخالفة والإباء إليه . و كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ، و قد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه ، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه و طمأنينته ". وآيات السكينة في ستة مواقع  : 
الأول : قوله تعالى : } وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ {  { البقرة:248}  
الثاني : قوله تعالى : }  ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ  { { التوبة: 26 } . الثالث : قوله تعالى }:  إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا{  { التوبة: 40.}
الرابع : قوله تعالى : } هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ {  { الفتح:4} .
الخامس : قوله تعالى : } لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا {  { الفتح: 18}.
السادس : قوله تعالى : } إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ {  { الفتح:26}

غلام الذي نزلت فيه آيات .. !!


نزلت في سورة النور براءة السيدة عائشة أم المؤمنين من فوق سبع سموات ، فكان ذلك النزول رفعة لها إلى يوم الدين .
وفي سورة التوبة نزلت التوبة على الثلاثة الذين خلفوا ، فكان خير يوم لهم منذ ولدتهم أمهاتهم .
ولكن هل نزلت آية لتبرئ غلام حدث صغير ، ومن هو ؟
جاء في تفسير سورة المنافقين أن سبب نزول قوله تعالى : }  لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَة لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْها الأذَلّ  .. { أن تلك عبارة قالها منافق عظيم النفاق هو عبد الله بن أبي ابن سلول  في رجلين اقتتلا  ، أحدهما غفاريّ ، والاَخر جُهَنِيّ ، فظهر الغفاريّ على الجُهنيّ ، وكان بين جُهينة والأنصار حلف، فقال: يا بني الأوس ، يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم ،  ثم قال: والله ما مثلنا ومَثَل محمد إلا كما قال القائل: «سَمّن كلبك يأكلك  ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ، فسعى بها بعضهم إلى نبيّ الله-^ -   .
من هو الذي سمع هذا الكلام وأسرع به إلى النبي -^ -   خوفا عليه ؟
إنه غلام اسمه زيد بن الأرقم الخزرجي ، فأبلغ زيد بهذا الكلام عمه ، فذهب عمه إلى الرسول -^ -  فأخبره ، فدعاه الرسول -^ -   فأخبره بما سمع ، ولكن بعدها جاء  ابن سلول فحلف  للرسول -^ -   ولمن معه أنه لم يقلها ، ولم يكن من ذلك شيئا ، فصدقه رسول الله -^ - وكذَّب زيد ، وقال بعض من عند رسول الله -^ -   : لعل الغلام أخطأ ، ولا يعقل ما يقول .فقال له عمه : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ، ومقتك !!
 فانطلق الغلام زيد كاسف البال مكسور الخاطر ، وقد كُذّب من الصحابة عند رسول الله -^ -   ونام في فراشه كما يفعل الأولاد إذا ما تعرضوا لإهانة .
 وظلّ زيد معتزلا في بيته ، حتى أنزل الله على نبيه سورة المنافقين ،  }  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ  .. {  فدعا صحابته ، وقرأها عليهم  ، فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشـراه،  فسبق أبو بكر عمر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي -^ - فأخذ بأذن زيد وقال: وَفَتْ أُذنكَ يا غُلامُ، إنَ اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعالى قَد صدّقَكَ وَعَذَرَكَ» .
وما نعرفه عن هذا الغلام الذي نزل فيه القرآن أنه نشأ يتيما في حجر  الصحابي عبد الله بن رواحة
، خير مدرسة وخير مربٍ ، وأنه تقدم للقتال يوم أحد فرده الرسول-^ - لصغر سنّه . وأنه غزا مع الرسول -^ -  تسع عشرة عزوة ، كان أولها الخندق ..  وأنه روى عن رسول الله -^ -  أحاديث كثيرة منها ..  
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -   يَقُولُ : " اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ . اللَّهُمَّ ، آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا . اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا " . قَالَ زَيْدٌ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - ^ - يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُوهُنَّ . حديث صحيح .

موعظة من بلدي .. !!



خلال الثورة  الفلسطينية الكبرى والإضراب الكبير الذي بدأ عام 1936 شارك أهالي كفرمالك في حماية الثوار وإيوائهم وتقديم المساعدات لهم ، أثار هذا قوات الانجليز ، فانتقموا من الأهالي شـر انتقام ، وأذاقوهم عسف الاحتلال ، و في عام 1938 اشتد هجوم وعسف الإنجليز ضد القرية ، ففي تلك السنة حدثت تطويقتان ، واعتقل العشرات ، واستشهد رجلان من الأهالي على يد فرسان الانجليز  .
وفي ذات العام  اتهم الحاج عبد العزيز أبو محمد  بالتعاون مع المجاهدين ، وصدر قرار بهدم بيته ، وضعوا المتفجرات في البيت ونسفوه ، بعد الانفجار  ، اكتشف الأهالي أن الانفجار كان قويا ، وهدم بعض البيوت المجاورة ، ولكن شيئا غريبا شاهدوه بأم أعينهم ، الجدار الغربي للبيت بقي واقفا ولم يسقط رغم شدة الانفجار . . 
انتشر خبر نسف البيت واعتقال صاحبه ، وبلغ مسامع  زوجة عبد العزيز أبو محمد  التي كانت في عين سامية ، وعادت إلى القرية على جناح السرعة ، وقد سمعت أخبارا لا تسر عن زوجها وبيتها ، وعندما وصلت ، وجدت أهالي البلد في نواح وضجيج حول البيت المنسوف ، والبيت عند الفلاحين يعني الأمان والسكن ، وجدت البيت الذي يضرب الناس به المثل ذلك الوقت لاتساعه وجماله منسوفا ، والمفاجأة كانت أن ثلاث واجهات واقعة على الأرض ، ولكن الواجهة الغربية كانت واقفة لم تسقط ، وهذا عجيب ، فكيف تسقط جدران البيوت المجاورة ، ويبقى الجدار الغربي واقفا في البيت لم يسقط ، لا شك أن هناك شيئا حفظ الجدار ، وعندما شاهدت المنظر ، بدأت تزغرد بأعلى صوتها ،  استغرب الناس منها وظنوا أن صواب عقلها طار ، بيتها منسوف ، وزوجها مسجون ، والمرأة تزغرد ، فقالت لهم : " أزغرد لأن ربنا حمى الأمانة ، وما فضحنا مع الناس  "  .
وطلبت سُلّمما ، ووضعته على الواجهة الصامدة ، وأخرجت من طاقة في الجدار ثلاث علب معدنية ، فيها ذهب وأمانات لناس من القرى المجاورة ، كانوا قد أودعوها عند الحج عبد العزيز. فسبحان الله خير الحافظين حفظ الأمانة، لأن حفظ الأمانة أعظم شيء عند الله ، وعندما تضيع لا يبالي رب العالمين بزوال الأرض والسماوات ..
وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ^ قَالَ: ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا ، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا ، أَتْلَفَهُ اللهُ )  
وإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة  ….

اســجد واقترب .. !!

اســجد واقترب .. !!   

كان أحد الصالحين يقول لا أرفع من السجود حتى أرفع لله كل حاجتي ، فكم هي أطول سجدة سجدتها لله ، أخي المسلم ؟ التسبيحة تحتاج تقريبا لثانية واحدة ، ثلاث تسبيحات في السجدة تعني أنك سجدت ثلاث ثوان ، وأربع بأربع ، وخمس بخمس ، وربما خشع القلب وسجدت دقيقة ، أو دقيقتين أو عشر !! ولكن ما أطول سجدة سجدها الرسول ـ ^ ـ ؟!
 عَنْ أَبِي فِرَاسٍ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَادِمَ رَسُولِ الله ِ -^ -   وَمِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -^ -    فَآتِيهِ بِوضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَال لِي « سَلْني ». فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مَرَافَقَتَكَ في الْجَنَّةِ ، فَقَالَ: « أَوَ غَيْرَ ذلِكَ » قُلْتُ :هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : « فَأَعِنِّي عَلى نَفْسِكَ بَكَثْرَةِ السُّجُودِ » . أخرجه مسلم
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله -^ -   ، فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله قبض نفسه فيها، فدنوت منه، فرفع رأسه قال : من هذا ؟ قلت : عبد الرحمن، قال ما شأنك ؟ قلت : يا رسول الله سجدت سجدة حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني فقال : إن الله عز وجل يقول : من صلَّى عليك صليت عليه، ومن سلَّم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكراً "، قال الحاكم : هذا حديث صحيح .

الحشــرة المباركـــة .. !!

  

الفعل أوحى في القرآن الكريم  تكرر حوالي 41 مرة ، وعند تدبر الآيات التي ورد فيها نجد أمرين : الأول أن الوحي كان لمخلوقات عظيمة ومكرمة ، فهو للأنبياء والصالحين ، وللسماء والأرض ، ثانيا أن  الفعل أوحى اقترن بالنجاة وديمومة الحياة ، وما يلفت النظر أن حشـرة النحل كانت من بين المخلوقات التي أوحي لها ، فما علاقتها بالحياة على الأرض  ؟
من آيات الله الدالة على عظمته: أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيءٍ وجعله موزوناً، لئلا يطغى شيءٌ على شيء،  ويتجلى ذلك في أعظم مخلوقات الله سبحانه من المجرة الكبيرة حتى الحشـرة الحقيرة ..
يقول الشيخ راتب النابلسي : هذه الحشرات جعل الله تنفسها عن طريق أنابيب لا عن طريق الرئات، ولأن تنفسها عن طريق الأنابيب لا تنمو أكثر من حجمها الذي ترونه، ولو أن لها رئاتٍ لأصبحت بحجمٍ كبيرٍ أهلكت الإنسان، فالحشرات لها حدٌ تقف عنده، والنباتات لها حدٌ تقف عنده، والحيوانات لها حدٌ تقف عنده، والأسماك لها حدٌ تقف عنده، وبنية الجسم البشـري فيه حدودٌ، وفيه سدودٌ، وفيه مقاييس، وفيه ضوابط، وفيه موازين .يقول الله سبحانه وتعالى: }  وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ  {  {  الحجر :  19}
وقال العلماء : اذا اختفى النحل من وجهه الارض فسينتهي الانسان من بعده باْربع سنوات ، ذالك أن نهاية النحل تعني نهاية تلقيح النبات،  فإذا ما انتهى النيات ، انتهى الحيوان ، ثم ينتهي الإنسان ، فعندما تنتقل النحله من زهرة إلى زهرة بحثا عن الرحيق ، فإنها تلقح الأزهار التي تساعد على ظهور محاصيل الخضـروات والفواكه ، والإنسان اكبر خطر يهدد النحل بسبب استخدامه للمبيدات الحشرية ..
قال تعالى : } ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  { { الروم: 41} .

اقتلوه بالإهمال ..

  
في النت صفحات لا حصر له تسيء للإسلام ولأعلام المسلمين ..
وفي العالم معارض تتزايد كل يوم في نشر صور مسيئة للإسلام ومشايخ المسلمين ..
بعض المسلمين مختصين في النبش عنها من مزابلها ونشرها بحجة الوقوف أمامها
أحيانا خير وسيلة لمحاربة تلك المواقع هو إهمالها ..
وانتقال المسلم من الجدل إلى العمل هو إعراض عن اللغو .. قال تعالى :} وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ  { { القصص : 55}
وحذر الأوزاعي رحمه الله: ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل ). تلك حقيقة لا ريب فيها .. من يتفرغ للكلام والجدل.. يفوته الانجاز والعمل والجدل صراع لا منتصر فيه   ،  وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله ) .
 ولـذلك قـال الأمام الشافعي رحمه الله :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ

إن الجوابَ لِبَابِ الشَّـرِّ مفتاحُ
وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ
قال الأستاذ منصور مهران: وقفت على كتاب طُبع في مصـر يطعن في القرآن الكريم، لمؤلف مجهول، فاستعظمت ذلك وحملت الكتاب إلى الشيخ محمود شاكر، فأمرني بحمله إلى السيد أحمد صقر، وكان أمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، فلما ذهبت إليه قال لي: "لقد وقفنا على هذا الكتاب وسوف نقتله بالصمت"، واستشهد بالأثر المروي عن سيدنا عمر عندما غلا اللحم في زمانه قال: أرخصوه بالترك!.