الجمعة، 27 يوليو 2012

غلام الذي نزلت فيه آيات .. !!


نزلت في سورة النور براءة السيدة عائشة أم المؤمنين من فوق سبع سموات ، فكان ذلك النزول رفعة لها إلى يوم الدين .
وفي سورة التوبة نزلت التوبة على الثلاثة الذين خلفوا ، فكان خير يوم لهم منذ ولدتهم أمهاتهم .
ولكن هل نزلت آية لتبرئ غلام حدث صغير ، ومن هو ؟
جاء في تفسير سورة المنافقين أن سبب نزول قوله تعالى : }  لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَة لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْها الأذَلّ  .. { أن تلك عبارة قالها منافق عظيم النفاق هو عبد الله بن أبي ابن سلول  في رجلين اقتتلا  ، أحدهما غفاريّ ، والاَخر جُهَنِيّ ، فظهر الغفاريّ على الجُهنيّ ، وكان بين جُهينة والأنصار حلف، فقال: يا بني الأوس ، يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم ،  ثم قال: والله ما مثلنا ومَثَل محمد إلا كما قال القائل: «سَمّن كلبك يأكلك  ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ، فسعى بها بعضهم إلى نبيّ الله-^ -   .
من هو الذي سمع هذا الكلام وأسرع به إلى النبي -^ -   خوفا عليه ؟
إنه غلام اسمه زيد بن الأرقم الخزرجي ، فأبلغ زيد بهذا الكلام عمه ، فذهب عمه إلى الرسول -^ -  فأخبره ، فدعاه الرسول -^ -   فأخبره بما سمع ، ولكن بعدها جاء  ابن سلول فحلف  للرسول -^ -   ولمن معه أنه لم يقلها ، ولم يكن من ذلك شيئا ، فصدقه رسول الله -^ - وكذَّب زيد ، وقال بعض من عند رسول الله -^ -   : لعل الغلام أخطأ ، ولا يعقل ما يقول .فقال له عمه : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ، ومقتك !!
 فانطلق الغلام زيد كاسف البال مكسور الخاطر ، وقد كُذّب من الصحابة عند رسول الله -^ -   ونام في فراشه كما يفعل الأولاد إذا ما تعرضوا لإهانة .
 وظلّ زيد معتزلا في بيته ، حتى أنزل الله على نبيه سورة المنافقين ،  }  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ  .. {  فدعا صحابته ، وقرأها عليهم  ، فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشـراه،  فسبق أبو بكر عمر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها إلى شيء، وجاء النبي -^ - فأخذ بأذن زيد وقال: وَفَتْ أُذنكَ يا غُلامُ، إنَ اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعالى قَد صدّقَكَ وَعَذَرَكَ» .
وما نعرفه عن هذا الغلام الذي نزل فيه القرآن أنه نشأ يتيما في حجر  الصحابي عبد الله بن رواحة
، خير مدرسة وخير مربٍ ، وأنه تقدم للقتال يوم أحد فرده الرسول-^ - لصغر سنّه . وأنه غزا مع الرسول -^ -  تسع عشرة عزوة ، كان أولها الخندق ..  وأنه روى عن رسول الله -^ -  أحاديث كثيرة منها ..  
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -^ -   يَقُولُ : " اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ . اللَّهُمَّ ، آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا . اللَّهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا " . قَالَ زَيْدٌ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - ^ - يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُوهُنَّ . حديث صحيح .

موعظة من بلدي .. !!



خلال الثورة  الفلسطينية الكبرى والإضراب الكبير الذي بدأ عام 1936 شارك أهالي كفرمالك في حماية الثوار وإيوائهم وتقديم المساعدات لهم ، أثار هذا قوات الانجليز ، فانتقموا من الأهالي شـر انتقام ، وأذاقوهم عسف الاحتلال ، و في عام 1938 اشتد هجوم وعسف الإنجليز ضد القرية ، ففي تلك السنة حدثت تطويقتان ، واعتقل العشرات ، واستشهد رجلان من الأهالي على يد فرسان الانجليز  .
وفي ذات العام  اتهم الحاج عبد العزيز أبو محمد  بالتعاون مع المجاهدين ، وصدر قرار بهدم بيته ، وضعوا المتفجرات في البيت ونسفوه ، بعد الانفجار  ، اكتشف الأهالي أن الانفجار كان قويا ، وهدم بعض البيوت المجاورة ، ولكن شيئا غريبا شاهدوه بأم أعينهم ، الجدار الغربي للبيت بقي واقفا ولم يسقط رغم شدة الانفجار . . 
انتشر خبر نسف البيت واعتقال صاحبه ، وبلغ مسامع  زوجة عبد العزيز أبو محمد  التي كانت في عين سامية ، وعادت إلى القرية على جناح السرعة ، وقد سمعت أخبارا لا تسر عن زوجها وبيتها ، وعندما وصلت ، وجدت أهالي البلد في نواح وضجيج حول البيت المنسوف ، والبيت عند الفلاحين يعني الأمان والسكن ، وجدت البيت الذي يضرب الناس به المثل ذلك الوقت لاتساعه وجماله منسوفا ، والمفاجأة كانت أن ثلاث واجهات واقعة على الأرض ، ولكن الواجهة الغربية كانت واقفة لم تسقط ، وهذا عجيب ، فكيف تسقط جدران البيوت المجاورة ، ويبقى الجدار الغربي واقفا في البيت لم يسقط ، لا شك أن هناك شيئا حفظ الجدار ، وعندما شاهدت المنظر ، بدأت تزغرد بأعلى صوتها ،  استغرب الناس منها وظنوا أن صواب عقلها طار ، بيتها منسوف ، وزوجها مسجون ، والمرأة تزغرد ، فقالت لهم : " أزغرد لأن ربنا حمى الأمانة ، وما فضحنا مع الناس  "  .
وطلبت سُلّمما ، ووضعته على الواجهة الصامدة ، وأخرجت من طاقة في الجدار ثلاث علب معدنية ، فيها ذهب وأمانات لناس من القرى المجاورة ، كانوا قد أودعوها عند الحج عبد العزيز. فسبحان الله خير الحافظين حفظ الأمانة، لأن حفظ الأمانة أعظم شيء عند الله ، وعندما تضيع لا يبالي رب العالمين بزوال الأرض والسماوات ..
وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ^ قَالَ: ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا ، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا ، أَتْلَفَهُ اللهُ )  
وإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة  ….

اســجد واقترب .. !!

اســجد واقترب .. !!   

كان أحد الصالحين يقول لا أرفع من السجود حتى أرفع لله كل حاجتي ، فكم هي أطول سجدة سجدتها لله ، أخي المسلم ؟ التسبيحة تحتاج تقريبا لثانية واحدة ، ثلاث تسبيحات في السجدة تعني أنك سجدت ثلاث ثوان ، وأربع بأربع ، وخمس بخمس ، وربما خشع القلب وسجدت دقيقة ، أو دقيقتين أو عشر !! ولكن ما أطول سجدة سجدها الرسول ـ ^ ـ ؟!
 عَنْ أَبِي فِرَاسٍ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَادِمَ رَسُولِ الله ِ -^ -   وَمِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -^ -    فَآتِيهِ بِوضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَال لِي « سَلْني ». فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مَرَافَقَتَكَ في الْجَنَّةِ ، فَقَالَ: « أَوَ غَيْرَ ذلِكَ » قُلْتُ :هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : « فَأَعِنِّي عَلى نَفْسِكَ بَكَثْرَةِ السُّجُودِ » . أخرجه مسلم
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله -^ -   ، فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله قبض نفسه فيها، فدنوت منه، فرفع رأسه قال : من هذا ؟ قلت : عبد الرحمن، قال ما شأنك ؟ قلت : يا رسول الله سجدت سجدة حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني فقال : إن الله عز وجل يقول : من صلَّى عليك صليت عليه، ومن سلَّم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكراً "، قال الحاكم : هذا حديث صحيح .

الحشــرة المباركـــة .. !!

  

الفعل أوحى في القرآن الكريم  تكرر حوالي 41 مرة ، وعند تدبر الآيات التي ورد فيها نجد أمرين : الأول أن الوحي كان لمخلوقات عظيمة ومكرمة ، فهو للأنبياء والصالحين ، وللسماء والأرض ، ثانيا أن  الفعل أوحى اقترن بالنجاة وديمومة الحياة ، وما يلفت النظر أن حشـرة النحل كانت من بين المخلوقات التي أوحي لها ، فما علاقتها بالحياة على الأرض  ؟
من آيات الله الدالة على عظمته: أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيءٍ وجعله موزوناً، لئلا يطغى شيءٌ على شيء،  ويتجلى ذلك في أعظم مخلوقات الله سبحانه من المجرة الكبيرة حتى الحشـرة الحقيرة ..
يقول الشيخ راتب النابلسي : هذه الحشرات جعل الله تنفسها عن طريق أنابيب لا عن طريق الرئات، ولأن تنفسها عن طريق الأنابيب لا تنمو أكثر من حجمها الذي ترونه، ولو أن لها رئاتٍ لأصبحت بحجمٍ كبيرٍ أهلكت الإنسان، فالحشرات لها حدٌ تقف عنده، والنباتات لها حدٌ تقف عنده، والحيوانات لها حدٌ تقف عنده، والأسماك لها حدٌ تقف عنده، وبنية الجسم البشـري فيه حدودٌ، وفيه سدودٌ، وفيه مقاييس، وفيه ضوابط، وفيه موازين .يقول الله سبحانه وتعالى: }  وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ  {  {  الحجر :  19}
وقال العلماء : اذا اختفى النحل من وجهه الارض فسينتهي الانسان من بعده باْربع سنوات ، ذالك أن نهاية النحل تعني نهاية تلقيح النبات،  فإذا ما انتهى النيات ، انتهى الحيوان ، ثم ينتهي الإنسان ، فعندما تنتقل النحله من زهرة إلى زهرة بحثا عن الرحيق ، فإنها تلقح الأزهار التي تساعد على ظهور محاصيل الخضـروات والفواكه ، والإنسان اكبر خطر يهدد النحل بسبب استخدامه للمبيدات الحشرية ..
قال تعالى : } ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  { { الروم: 41} .

اقتلوه بالإهمال ..

  
في النت صفحات لا حصر له تسيء للإسلام ولأعلام المسلمين ..
وفي العالم معارض تتزايد كل يوم في نشر صور مسيئة للإسلام ومشايخ المسلمين ..
بعض المسلمين مختصين في النبش عنها من مزابلها ونشرها بحجة الوقوف أمامها
أحيانا خير وسيلة لمحاربة تلك المواقع هو إهمالها ..
وانتقال المسلم من الجدل إلى العمل هو إعراض عن اللغو .. قال تعالى :} وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ  { { القصص : 55}
وحذر الأوزاعي رحمه الله: ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل ). تلك حقيقة لا ريب فيها .. من يتفرغ للكلام والجدل.. يفوته الانجاز والعمل والجدل صراع لا منتصر فيه   ،  وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله ) .
 ولـذلك قـال الأمام الشافعي رحمه الله :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ

إن الجوابَ لِبَابِ الشَّـرِّ مفتاحُ
وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ
قال الأستاذ منصور مهران: وقفت على كتاب طُبع في مصـر يطعن في القرآن الكريم، لمؤلف مجهول، فاستعظمت ذلك وحملت الكتاب إلى الشيخ محمود شاكر، فأمرني بحمله إلى السيد أحمد صقر، وكان أمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، فلما ذهبت إليه قال لي: "لقد وقفنا على هذا الكتاب وسوف نقتله بالصمت"، واستشهد بالأثر المروي عن سيدنا عمر عندما غلا اللحم في زمانه قال: أرخصوه بالترك!.

من علامات السعادة والفلاح !!

 

قال الله تعالى: } يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ { {المائدة:54}.
وقال رسول الله -^ -   : ((ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ)).
وقال الإمام ابن القيم في (الفوائد): " من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.
 وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ.
استضافت  قناة اقرأ الوزير الإيطالي المسلم الفريدو  مايوليز ، فلاحظ العوضي أمرين ، الأول أنه عندما هبط في المطار اتصل بوالدته ، وعندما سأله عن ذلك فقال استجابة لأمر رسول الله -^ -   الذي يقدم بر الأم على كل شيء ، الأمر الثاني أن الشيخ انتظره لينزل مع ركاب الدرجة الأولى ، فإذا به يخرج مع ركاب الدرجة العادية ، ولما سأله : لماذا لم تركب في الدرجة الأولى كما حجرنا لك بصفتك وزيرا  ؟ فأجاب : عندما دعوتني لأقدم شهادتي على الإسلام ، لم آتِ بصفتي وزيرا بل داعيا إلى الله تعالى ، وتعلمت من قصص الصحابة أن من تواضع لله رفعه ، فأحببت أن أتواضع لله لكي تنفع كلماتي المسلمين .

لا شيء يبدأ من الصفر .. !!


   في لعبة كرة القدم  قبل أن ينزل اللاعب الاحتياطي يبدأ بالتسخين بضع دقائق قبل أن يرسله المدرب للملعب ، وهذه ممارسة حكيمة لا يعرفها بعض المصلين ، بعض الناس يأتي إلى الصلاة ، فيجلس أمام المسجد ، يتندر ويتحدث ، حتى إذا أقيمت الصلاة أسرع إلى الصفوف .
قال الشيخ صالح المغماسي : إن دخلت المسجد وصليت وفرغت من صلاتك ، وأردت أن تقرأ القرآن فإن الشيطان سيوسوس في صدرك ويقول : سيقيم الآن فلن يسعفك الوقت لقراءة القرآن . نعم فأغلبنا، إلا من رحم الله، لا يأتي إلا قبل الإقامة بدقائق معدودة ، فحاول أن لا تلتفت لما وسوس لك به الشيطان،  و أقرأ القرآن ولو آية واحدة، قبل أن يقيم المؤذن فأنت بذلك تدحر الشيطان ، وتقرأ القرآن ، وتؤجر من الرحمن ، نعم أقرأ أحيانا آية ، وفي الصلاة التي بعدها آيتان ، والصلاة التي بعدها ثلاث آيات حتى أصبحت أبكر للصلاة شيئا فشيئا لأني بالفعل شعرت بالأجر العظيم،  بل أصبحت أحيانا وخاصة حينما أكون خارجا ،وأسمع المؤذن أتوقف عند أول مسجد أقابله حتى يتسنى لي قراءة القرآن ، بينما كنت سابقا لا أقف إلا عند سماع الإقامة . 
قال ابن القيم رحمه الله: أن الله سبحانه قد خلق النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ، ولا بد لها من شيء تطحنه ،فإن وضع فيها حَبٌّ طحنته، وإن وضع فيها تراب طحنته، وإن وضع فيها حصى طحنته،   فالأفكار والخواطر  التي تجول في النفس هي بمنزلة الحَب الذي يوضع في الرحى، و تلك الرحى لا تبقى معطلة قط ، بل لا بد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حَبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره ، وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه ."
يخطأ من يقول بدأت من الصفر ، فمليون صفر تساوي صفرا ، والله تعالى وحده بدأ خلق الوجود من عدم ..

رب ذنب يدخلك الجنة .. !!

  

هناك صفة تلازم أغلب الناس ، و الفاشلون منهم خاصة،  فتراه يقص عليك قصة كان فيها شهما أو بطلا أو صاحب فضل ، ويظل يعيد ذات القصة لكل إنسان وفي كل مناسبة ، ويزيد عليها ، ولكنك نادرا ما تجد شخصا يعيد قصة كان فيها مخطئا أو جبانا أو مقصـرا ، وإذا ذكرها غيره أمامه  عبس وبسر وغضب وأنكر ، ولكن هل هذا هو منهج طالبي جنة الرحمن ؟!!
جاء في كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب قال ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله  ـ  :
" قَدْ يَعْمَلْ العَبْد ذَنبآً فَيَدْخُل بِهْ الجنَّة.. ويَعْمَلْ آلطَّآعَة فَيدْخُل بهَآ النَّآرْ !!
قَآلُوآ: وكَيْفَ ذَلِكْ ؟
قَآلْ: يَعْمَل آلذَّنبْ فَلَآ يَزَآلُ يَذْكُرْ ذَنْبَهُ .. فيُحْدِثْ لَه إنْكِسَآرآً وذُلَّآً ونَدمآً.. ويَكُونْ ذَلِك سَبَبْ نجَآتِه.. ويَعْمَلْ آلحسَنَة.. فَلَآ تَزَآلُ نَصْبَ عَيْنَيْه.. كُلَّمَآ ذَكَرْهَآ أوْرَثَتْهُ عَجَبآً وَ كِبرآً ومِنَّة.. فَتَكُون سَبَبَ هَلَآكِه..  ورُوِيَ عَنِ آلإمَآمْ مَآلِكْ أنَّه كَآنْ يَقُولْ:
( لَآ تَنْظُرُوآ فيْ ذُنُوبِ آلنَّآسْ كَأنَّكُمْ أرْبَآبْ وَأنْظُرُوآ إلى ذُنُوبِكُمْ كَأنَّكُمْ عَبِيدْ فَأرْحمُوآ أهْلْ آلبَلَآءْ ، وَأحمِدُوآ آلله عَلَى آلعَآفِيَة )
ما أروع ما قاله ابن القيم في هذا المقام: ..  وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما،
خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا. فإن المعجب لا يصعد له عمل. وإنك أن تضحك وأنت معترِف؛ خير من أن تبكي وأنت مُدلٌّ،  وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدلين (
وقد روي عن علي ـ رضي الله عنه ـ  أنه قال: سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك.
وقد لخص ابن عطاء ذلك في حكمه : " ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول. وربما قضى عليك بالذنب، فكان سببا في الوصول،  معصية أورثت ذلا  وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا " . .

الاثنين، 23 يوليو 2012

الكنود الجحود .. !!

 
قال تعالى : } إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ  {   { العاديات : 6 }
قيل الكنود  هو الذي يعدُّ المصائب، وينسى نعم ربه  ، والمراد بالإنسان هنا الجنس، أي أن جنس الإنسان، إذا لم يوفق للهداية فإنه (لكنود) أي كفور لنعمة الله عز وجل ، وأن جنس الإنسان لولا هداية الله لكان كنوداً لربه عز وجل، والكنود هو الكفر، أي كافر لنعمة الله عز وجل، يرزقه الله عز وجل فيزداد بهذا الرزق عتواً ونفوراً، فإن من الناس من يطغى إذا رآه قد استغنى عن الله، وما أكثر ما أفسد الغنى من بني آدم فهو كفور بنعمة الله عز وجل، يجحد نعمة الله، ولا يقوم بشكرها، ولا يقوم بطاعة الله لأنه كنود لنعمة الله"(22
يقال أن ملكا امر بتجويع عشرة كلاب شرسة ،  لكي يضع كل وزير يخطئ معها في السجن ، بعد مدة قام احد الوزراء بإعطاء رأي خاطئ للملك،  فأمر برميه للكلاب ، فقال له الوزير : أنا خدمتك عشر سنوات ، وأستحق ما يجري لي ، ولكن لي عندك طلب أن  أخدم الكلاب بدل حارسها عشرة أيام ، فوافق الملك على ذلك .ذهب الوزير الي حارس الكلاب، فقال له: أريد أن أخدم الكلاب فقط لمدة عشرة  أيام  فقال له الحارس : وماذا تستفيد ؟ فقال له الوزير : سوف اخبرك بالأمر مستقبلا . فقال له الحارس :  لك ذلك،  فقام الوزير بخدمة الكلاب عشـرة أيام ، يطعمها ويسقيها ، وتوفير لهم جميع سبل الراحة . وبعد مرور  عشـرة  ايام جاء تنفيذ الحكم بالوزير وزجَّ به في السجن مع الكلاب،  والملك ينظر إليه والحاشية فاستغرب الملك مما رآه،  وهو ان الكلاب جائعة وتناظر تحت قدميه ، فقال له الملك ماذا فعلت للكلاب ؟؟ فقال له الوزير:  خدمت هذه الكلاب عشـرة  أيام فلم تنس الكلاب هذه الخدمه ، وأنت خدمتك عشرسنوات فنسيت كل ذلك في لحظة .