الثلاثاء، 14 مايو 2013

جـيران الله ... !!


جيران الله تعالى هم أيضا  أهل الرباط الأكبر ، فمن هم ؟؟
قال تعالى :
{ فِي بُيُوتٍ أّذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصََالِ (*) رِجَالٌ لاَ تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصّلاةِ وَإيتَاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (*) لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } ]النور:36-38. [
وعن أبي هريرة أن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ قال:
"  مُنْتَظِرُ الصَّلاةِ منْ بعد الصلاة، كفارس اشتدَّ به فرسه في سبيل الله على كَشْحِهِ تُصلِّي عليه ملائكة الله، ما لم يُحدث أو يقوم، وهو في الرّباط الأكبر" . [ مسند أحمد : إسناده صحيح ]

وقال الإمام  ابن رجب:
( وإنما كان ملازمة المسجد مكفراً للذنوب لأنه فيه مجاهدة النفس، وكفاً لها عن أهوائها فإنها تميل إلى الانتشار في الأرض لابتغاء الكسب، أو لمجالسة الناس ومحادثتهم، أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النزهة ونحو ذلك، فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله، مخالف لهواها وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد. )

كان زياد مولى ابن عباس-أحد العباد الصالحين- يلازم مسجد المدينة فسمعوه يوماً يعاتب نفسه ويقول لها: أين تريدين أن تذهبي! إلى أحسن من هذا المسجد!! أتريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان !!
وعَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ـ رَضِيِ اللهُ تِعَالى عَنْهُ ـ   عَنِ النَّبِيِّ ‏ ـ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ‏ ‏قَالَ: ‏
" إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ،إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ " .  [ الألباني: إسناده حسن ]

وأهم صفات الوتد القوة و الثبات، وأهم وظائفه التثبيت والرفع، فكيف هم ثابتون، وماذا يثبَّتون ؟
هم ثابتون على محبة الله تعالى فقلوبهم معلقة ببيت الحبيب، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى بظله يوم لا ظل إلا ظله : عن أبي هريرة عن النبي قال:  (سبعة يُظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه ) فذكر منهم ( رَجُـلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَــاجِد ) .
فلمَّا آثر طاعة الله تعالى، وغلب عليه حبه، صار قلبه معلقاً بالمساجد، ملتفتاً إليها يحبها ويألفها، لأنه يجد فيها حلاوة القُرب، ولذة العبادة، وأُنس الطاعة، ينشرح فيها صدره، وتطيب نفسه،وتقر عينه. فهو لا يحب الخروج منها، وإذا خرج تعلق بها حتى يعود إليها.
وفي الحديث: ( إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين حيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟) . [ الألباني: حسن صحيح ]

ليست هناك تعليقات: