الأربعاء، 15 مايو 2013

مات الدين .. عاش الدين

داود عليه السلام كان أول من جمع بين النبوَّة والمُلك في بني إسرائيل، أي جمع بين الدين والحكم به، وذلك أن الله سبحانه آتاه الملك والحكمة بُعيد انتصاره على جالوت ، قال تعالى :
{ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِـينَ }  [  البقرة : 251 ]

روي أن داود النبي (عليه السلام) مر بغلمان يلعبون وينادون أحدهم  بـ (يا مات الدين) فيجيب منهم غلام، فدعاهم داود (عليه السلام) فقال: يا غلام ما اسمك؟
قال: مات الدين.
فقال له داود (عليه السلام): من سماك بهذا الاسم؟
فقال: أمي.
فانطلق داود (عليه السلام) إلى أمه فقال لها: يا أيتها المرأة ما اسم ابنك هذا؟
قالت: مات الدين.
فقال لها: ومن سماه بهذا؟
قالت: أبوه.
قال: وكيف كان ذاك؟
قالت: إنَّ أباه خرج في سفر له، ومعه قوم، وهذا الصبي حمْلٌ في بطني، فعاد القوم ولم يَعُد زوجي، فسألتهم عنه، فقالوا: مات.
فقلت لهم: فأين ما ترك؟
قالوا: لم يخلِّف شيئاً.
فقلت: هل أوصاكم بوصية؟
قالوا: نعم زعم أنك حبلى، فما ولدت من ولد :جارية أو غلام فسمِّيه مات الدين، فسمّيته.
قال داود (عليه السلام): وتعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك؟
قالت: نعم.
قال: فأحياء  هم  أم  أموات؟
قالت: بل أحياء.
قال: فانطلقي بنا إليهم.
ثم مضى معها فاستخرجهم من منازلهم، وجعل يسأل كل واحدٍ على حدة،في أي يوم مات؟ وفي أي سنة؟ وفي أي شهر؟ وأين مات؟  وما لباسه ؟ وما سبب موته؟  ومن أول من وصل إليه؟ ومن دفنه؟  ..ومثل تلك الأسئلة الدقيقة، فوقع الرجال في أقوالهم، وأقرّ أحدهم بأن أصحابه قتلوا والد الغلام،  ولما استخرج منهم أنهم قتلة والد الصبي، أثبت عليهم المال والدم،  فأوقع بهم القصاص ، وأقام العدل ، وأحيا الدين، وقال للمرأة: سمي ابنك هذا .. عاش الدين .

ليست هناك تعليقات: