الأربعاء، 15 مايو 2013

أول من صام بالقضاء ..

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (*) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  } [ البقرة 183ـ184 ] .
جاء في الظلال : رخصّ الله سبحانه وتعالى للمريض والمسافر أن يفطرا في رمضان، ثم حببهم في اختيار الصوم مع المشقة - في غير سفر ولا مرض -: (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون). . لما في الصوم من خير في هذه الحالة، حيث يبرز عنصر تربية الإرادة, وتقوية الاحتمال, وإيثار عبادة الله على الراحة، وكلُّها عناصر مطلوبة في التربية الإسلامية. كما يبدو لنا منه ما في الصوم من مزايا صحية - لغير المريض - حتى ولو أحس الصائم بالجهد.
إلى أين يقودنا هذا الموضوع؟ إنه يقودنا إلى أول من صام في الفضاء . 
ولكن قبل ذلك هل تعلم أن المحطة الفضائية الدولية، تدور 16 دورة حول الأرض كل 24 ساعة !! وإذا أراد المسلم أن يصلي خمس صلوات في اليوم فعليه أن يصلي ثمانين مرّة، وإذا أراد أن يصوم فإن مدة الصيام عنده ساعة ونصف فقط ؟
هذه المسألة الفقهية ثارت في ماليزيا وليس في لجنة الإفتاء التابعة لرابطة العالم الإسلامي، فما قصتها ؟
في عام 2003 اشترت (كوالالمبور ) 18 طائرة روسية من طراز سوخوي، وعلى هامش الصفقة وافقت روسيا على إشراك علماء إندونيسيين في رحلة فضائية إلى المحطة الدولية،  الغاية منها إجراء تجارب علمية لمراقبة انعكاسات انعدام الجاذبية على خلايا مصابة بالسرطان، وتقرر أن يشترك في التدريب لتلك الرحلة رائدا فضاء من إندونيسيا هما:  شيخ مظفر شكور ( 35 سنة) وهو طبيب عام ، وفايز خالد ( 27 سنة ) وهو طبيب أسنان، وبعد انتهاء سنة من  التدريب تقرر أن يشارك واحد في الرحلة هو شيخ مظفر شكور .
وطُلب من شيخ شكور أن يستعد  للإقلاع على متن صاروخ ( سويوز )  الروسي من مركز (بايكونور) الفضائي الروسي في كازاخستان في العاشر من تشرين الأول 2007،  وكان توقيت الرحلة خلال شهر رمضان، وهذا يعني أن العالِم سيقضي تسعة  أيام من رمضان في الفضاء، فكيف يصوم ويصلي ؟؟
كان همّ هذا العالم المسلم أن لا يضيع عليه صيام رمضان حتى ولو كان في جوف السماء في رحلة تقطع مئات الآلاف من الكيلومترات لا ( 81) فقط .  ، يريد أن يحافظ على صيامه حتى وهو خارج نطاق الجاذبية، والأرض تبدو من نافذة المركبة كوكبا يسبح في ملكوت الله.
فأرسل شيخ شكور يستفتي في صيامه وصلاته في الفضاء،ورغب أن يكون أول مسلم يصوم في المدار حول الأرض، فقامت دائرة التنمية الإسلامية في ماليزيا بإعداد كُتيّب في عشرين صفحة وضَّحت فيه قواعد فقهية لروَّاد الفضاء، لكنَّ الكتيِّب حدد عدد صلوات رائد الفضاء المسلم بخمس صلوات كالمسلمين في الأرض، وان يكون توقيت الصلاة مطابقا لتوقيت محطة بايكونور على الأرض. وأوضح كتيِّب الإرشاد كيف يجب أداء الصلاة في الفضاء رغم انعدام الجاذبية فقال "بالإمكان الوقوف أو الركوع أو الجلوس وإذا لم يتسنَّ الجلوس فالتمدد".

ليست هناك تعليقات: