الثلاثاء، 14 مايو 2013

شتوة المساطيح والماء الطهور ..!!

يقول الحقُّ ـ جلَّ شأنه ـ  في كتابه العزيز :
{ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا (*) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيـرًا (*) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا }  [ الفرقان : 48ـ 50]
الفلاحون في بلادنا يسمُّون أول المطر (شتوة المساطيح )؛ لأنهم كانوا إذا ما جادت السماء بباكورة نعمتها، هبُّوا إلى الزبيب والقطين المنشور (المسطوح ) على أسطح البيوت، وجمعوه بسرعة كبيرة خوف أن يتلفه الماء المنهمر،  وكانوا  بهذه الشتوة الأولى يتوسمون خيراً بموسم طيب وقريب.
فكيف كان الرسول ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ يستقبل أول المطر،  وهل في ذلك سرٌّ كشفه العلم الحديث ؟
في حديث يرويه أنس حديث أنس ـ رَضِيِ اللهُ تِعَالى عَنْهُ ـ   قال: "أصاَبَناَ وَنَحْنُ مَعَ رَسُول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ مَطَرٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسِلَّم ـ فَحَسَرَ ثَوْبَهُ عَنْهُ حَتّى أَصَابَهُ، فَقُلْناَ: ياَ رَسُولَ الله لِمَ صَنَعْتَ هذَا؟ قالَ: لأنّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبّهِ".
يقول الإمام النووي معلقا على هذا الحديث :
" أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها. وفي هذا دليل أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر واستدلوا بهذا أنه من الممكن استخدامه في ملامسة الجسد للاستشفاء".
فأين الشفاء في أول المطر الذي يكون عادة محملا بالغبار ويسقط كالوحل ؟
عند سقوط بواكير المطر على الأرض؛ نشم في الجو رائحة تشبه رائحة التبن الطازج في بيادر الحصاد، هذه الرائحة ناتجة عن غاز مشهور اليوم يسمى غاز الأوزون.
هذا الغاز يتكون في طبقات الجو العليا بتأثير الأشعة الفوق البنفسجية في النهار، حيث يشكل واقيا من أشعة الشمس الضَّارة، ويختفي خلال الليل، فسبحان الذي قدَّر وهدى!! غاز الأوزون هذا أثقل من الهواء حيث يتكون من ثلاث ذرات أكسجين، لذا يهبط نحو سطح الأرض، وعندما يختلط ببخار الماء في طبقات الجو يكوِّن مركبًا يسمى ( هيدروجين بروكسيد)، وهو الذي يعطي الجو تلك الرائحة المنعشة عند نزول المطر .
حديثا اكتشف العلماء أن الأوزون هو علاج الفقراء، لأنه دواء شديد الفعالية ضد عدد كبير من الأمراض الخطيرة، وهو بذات الوقت مطهر ومعقم مثالي لغرف العمليات، وبرك السباحة ومياه الشرب .
والأهم من ذلك أن أحدى وسائل استخدامه كعلاج طريقة تسمى : ( الماء المُؤَّوزن) حيث يتم خلط الماء بالأوزون، ويستخدم هذا الماء المشبع بالأوزون كحمام خارجي لعلاج الجروح والحروق والتهابات الجلد .
فسبحان الله تعـالى الذي أوحى لرسوله الكريم كتابا لا تفنى معجزاته .

ليست هناك تعليقات: