‏إظهار الرسائل ذات التسميات رمضانيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رمضانيات. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 24 فبراير 2013

في ظلال معركة بدر

في ظلال معركة بدر
درس في الـــــــولاء

الأفكار تتغير مع عقارب الثواني ، والعواطف تتغير  مع عقارب الدقائق ،والعادات تتغير مع عقارب الساعات .
 الأفكار تتغير بسرعة لأنهها مرتبطة بالمعرفة والجهل ، وأداة المعرفة العقل الذي يربط بين الأسباب والمسببات ، وسيطرة الإنسان عليه قوية ، أما العواطف فتتغير ببطء ، لأن أداتها القلب الذي يتشرب المواقف ببطء ، وهو الذي يفرض سيطرته على الإنسان ، أما العادات فأداتها موقف المجتمع ، ذلك الموقف الذي تقل فيه سيطرة الفرد إلى حدها الأدنى ، فتغيير النفوس أصعب من تغيير العقول وكلاهما مقدمة لتغيير المجتمع .  لذا كانت معركة بدر يوم الفرقان ، يوم التفريق بين فكرتين ومجتمعين ، وأهم ما فيها من الفصل ، أنها كانت  فاصلة بين  الولاء للقبيلة والولاء للعقيدة .
 نستطيع أن نلخص الولاء بثلاث كلمات مجتمعات متكاملات ، إذا غابت واحدة منهن غاب الولاء ، وهن : المحبة والطاعة والنُصرة . فإذا قلت : أنا أحب الرسول وأطيع الرسول وأنصر الرسول فولاؤك للرسول . وإذا قلت أنا أحب الرسول وأطيع ـ مختارا ـ أبا جهل فإن ولاءك لأبي جهل ، وإذا قلت أنا أحب الرسول وأطيع الرسول ولكن في الحرب أقاتل في جيش أبي جهل فإن ولاءك لأبي جهل .
الولاء في الجاهلية كان للقبيلة ، وكانت رابطة عصبية الدم والقربى الرابطة الأقوى في المجتمع ، رابطة ما زالت من أقوى الروابط في المجتمعات العربية وبعد ألف وخمسمائة سنة ، وقد تبقى ، ولكن إذا تصادمت هذه الرابطة مع الأخوة الإسلامية ، فما سيكون الموقف ؟
يوم بدر كان يوم الفرقان ، فرَّق به بين الحق والباطل ، وبين رايتين ، وبين مجتمعين ، وبين مرحلتين .
كانت رابطة الدم من أقوى الروابط في الجاهلية ، والعصبية القبلية من محركات المجتمع الرئيسة ، لذا كان الجاهلي لا يعرف ولاء إلا لأسرته وعائلته وقبيلته  ، وجاء الإسلام ليدعو الناس إلى رابطة جديدة هي رابطة الأخوة في العقيدة ، وكانت معركة بدر اختبارا حقيقيا لهذا التغيير ، فهل نجح المسلمون في هذا الاختبار ؟
وقع بين يدي المسلمين سبعون أسيرا ، وشاور الرسول الكريم الصحابة في أمرهم ، فكان رأي عمر بن الخطاب أن تضرب أعناقهم ، واقترح أن يَضْرِبَ الأسير أحد أقرابائه  : " ولكن أرى أن تمكنني  من فلان (قريب لعمر) فأضرب عنقه ، وتمكن عليّاً من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه ، حتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين " .
كان أبو عزيز من مشركي قريش وحامل لوائهم ، وكان أخوه مصعب بن عمير من مسلمي المدينة ، وحامل لواء المسلمين ، وحدث أن وقع أبو عزيز في الأسر ، ورآه أخوه مصعب فقال لمن أسره : شدّ يدك به فإن أمّه ذات مالٍ ومتاعٍ كثير ، فقال أبو عزيز : يا أخي،هذه وساطتك بأخيك ؟ قال مصعب : إنه أخي في الله ولا أخوة في كفر ، وقد دفعت أمه فداءه أربعة ألآف درهم ، وهو أعلى فداء في أسرى بدر .
وهذا الرسول يقاتل عمّه العباس ، وأبو بكر يقاتل أباه أبا قحافة ، وهذا أبو عبيدة عامر بن الجراح الذي سمّاه الرسول r أمين الأمة ، والذي قال عنه عمر بن الخطاب : لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال أمثال أبي عبيدة عامر بن الجراح . يقاتل في معركة بدر في صف المسلمين ، ويقاتل أبوه في صف المشركين ، فيقتل أباه ، فتنزل آية من السماء تثني على الموقف الجديد : ] لا َتِجدُ قَوْمَاً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُونَ مَنْ حادَّ اللهَ ورسولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاَءَهُم .. [

العاشـر من رمضــان

العاشـر من رمضــان

هناك حروب مُذلّة وحروب مشرفة بغض النظر عن نتيجتها .
من الحروب المُذِّلة في تاريخنا المعاصر حرب حزيران 1967 ، حيث استطاع جيش العدو أن يحسم المعركة بست ساعات ، ويحول جيوش ست دول عربية إلى حمر مستنفرة فرت من قسورة . تلك حرب كان شعارها : برا ـ بحرا ـ جوا ، وكانت الإذاعات العربية تشجع جنودها في ساحة القتال ببث رسائل لرفع معنويات الجنود منها : الفنانة الفلانية معكم ، والمطرب الفلاني يدعو لكم ، والراقصة الفلانية تشد أزركم ، وانتهت الحرب وقد ضاع البر والبحر والجو .
حرب العاشر من رمضان 1400هـ أو السادس من تشرين ( أكتوبر ) 1973 كانت حربا مشرِّفة نوعاً ما ، ردَّت للجيوش العربية بعض كرامتها ، والجنود هم نفس الجنود ، فما الذي جرى ؟؟
 جاء في " منارات وليد الهودلي " القصة التالية :
قًبيل إعلان حرب العاشر من رمضان ، وبعد أن أحكمت الخطط العسكرية ، ووقف الجنود في الجبهات ينتظرون ساعة الصفر ، يومئذ كان الفريق سعد الدين الشاذلي يتفقد قادة الوحدات العسكرية ليطمئن على أدق التفاصيل ، دخل الشاذلي على الضابط " أحمد فوزي " المسؤول عن التوجيه المعنوي ، فوجده مستغرقا في إعداد خطبة نارية تلهب حماس الجند في المعركة ، وبدت على الضابط علامات الاضطراب والإرهاق ، فقد خانته قدراته الخطابية المشهودة ، فكان يكتب ويمزق ، يكتب ويمزق ، فقال له الفريق الشاذلي : أراك منهمكا ، ما أخبار معنويات الجنود ؟
أجاب الضابط :  المعنويات مرتفعة .
سأل الشاذلي :  فعلام أراك مرتبكا إذا ؟
رد الضابط :  منذ ساعات وأنا أحاول إعداد خطبة تلهب حماس الجنود ، وتبث فيه روح القتال والشجاعة ، ولكني كما ترى أكتب وأمزق ، لا أجد الكلمات المناسبة لمثل هذه المعركة .
فقال الفريق الشاذلي بصوت الواثق وبلهجة المحب : هل أدلك على خطبة من كلمة واحدة ، مختصرة وقوية ، محبوبة للجند ، يرددها اللسان بيسر ، وتصل إلى القلب وتفعل أعظم الأفعال ؟
فقال الضابط : أسعفني بها ، وأرحني من هذا العناء .
قال الشاذلي : قلت لك إنها كلمة واحدة ، إنها " الله أكبر " ، فهي نداء الانتصارات المجيدة ، وهتاف النصر المؤزر ، تملأ القلوب بعظمة الله ، فتطرد الخوف من النفوس ، وتجعل الجنود أسودا لا يخافون الموت .
قال الضابط فوزي وقد وجد ضالته : صدقت ، لا أدري كيف غابت عن بالي ، وقد ملئت السلة بالأوراق .
واتخذت الإجراءات اللازمة ، فتمَّ تركيب مُكبرات صوت على طول الجبهة بمعدل واحد في كل كيلومتر ، وأبلغت الإذاعة لكي تبث هذه الخطبة باستمرار ، وانطلقت ساعة الصفر مع صيحات " الله أكبر " في كل مكان ، فتقدم الجنود على وقعها أسودا يحطمون جدار بارليف ويعبرون القناة ، ويعيدون للأمة بعض كرامتها .
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته :
كان من ثمرات محنة 67 : أنها أيقظت في الناس المعنى الديني ، والرجعة إلى الله ، وبدأت حركة إيمانية قوية في القوات المسلحة ، فكان الحرص على إقامة الصلاة ، وقام وعاظ الأزهر بدورهم في التنبيه والإحياء ، فلا غرو أن كان شعار الحرب " الله أكبر ".

جنـــاحـــا المســـــلم

جنـــاحـــا المســـــلم

 أيها الفاني المغرور ، أتحب أن تتشبه بأمة الطيور التي تطير بجناحيها ، أم أنت مولع بأمة الدوابِّ التي تزحف على بطنها أو تمشي على أربع ؟! والله تعالى يقول : ]ومَا مِنْ دآبّةٍ في الأرْضِ ولا طائِرٍ يَطيِرُ بجناحيه إلا أُمَمٌ أمْثَالَكُمْ [ .
 يطير الطائر بجناحين فيرتفعَ في السماء ، ويحلق بعيدا في الأجواء ، فتغبِطه دواب الأرض التي تزحف نحو الجحور ، وقد خاب من دساها  ، والمسلم يطلب جناحين ليسمو بنفسه في ملكوت الله تعالى ، ويحرر نفسه من أدران الدنيا ، وشهوات النفس ، راجيا أن يحلق مع الملائكة أولي الأجنحة في ملكوت الله ،  قاصدا الوصول إلى الجنة ، وقد أفلح من زكاها . 
فما هما جناحا المسلم اللذان بهما يزكِّي نفسه لتعلو وتسمو لعلَّها تصل إلى ما أعده لها الله تعالى ؟!
إنهما صيام النهار وقيام الليل .
قال إسحاق بن سويد عن العُبَّاد : كانوا يرون السياحة : صوم النهار وقيام الليل .
وقال الرقاشي : بطول التهجد تقرّ عيون العابدين ، وبطول الظمأ تفرح قلوبهم عند لقاء رب العالمين .
وذكر ابن الجوزي أن رجلا ناحل الجسم دخل على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، فقال له عمر : مالك هكذا ؟ فقال الرجل : ذقت حلاوة الدنيا فرأيتها مرارة ، فاسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري .
وقال وهب بن منبه : قيام الليل يشرف به الوضيع ، ويُعز به الذليل ، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات ، وليس للمؤمن راحة دون دخول الجنّة .
وفي حديث رواه الحاكم في المستدرك ، وأبو يعلى في مسنده عن أبي أمامة ، حدثَ رجاء بن حيوة عن أبي أمامة ،  قال :
 أنشأ رسول الله r عزوا فأتيته فقلت : يا رسول الله ، أدع لي بالشهادة . فقال عليه الصلاة والسلام : " اللهم سلّمهم وغنِّمهم .
فغزونا فسلِمنا وغنمنا . ثم أنشأ رسول الله r غزوا آخر ، فقلت : يا رسول الله ، أدع لي بالشهادة . فقال عليه الصلاة والسلام : " اللهم سلمهم وغنمهم " .  فغزونا فسلمنا وغنمنا . ثم أنشأ رسول الله r غزوا ثالثا ، فقلت : يا رسول الله ، إني أتيتك مرتين تدعو لي بالشهادة فقلت : اللهم سلمهم وغنمهم ، فغزونا فسلمنا وغنمنا .ثم أتيته بعد ذلك في الرابعة فقلت : يا رسول الله ، مرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به ؟
قال عليه الصلاة والسلام : " عليك بالصوم فإنه لا مثيل له " .
فكان أبو إمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صياما ، فإذا رأى نارا أو دخانا في منزلهم عرفوا أنهم اعتراهم ضيف . ثم أتيته بعد ذلك فقلت : يا رسول الله ، إنك أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به ، فمرني بعمل آخر ينفعني الله به . قال r  :
ـ اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع لك بها درجة ، وحطّ عنك بها خطيئة
وقال الرسول r لأبي ذر : " يا أبا ذر ، لو أردت سفراً أعددت له عدة ، فكيف سفر يوم القيامة ؟ ألا أنبئك يا أبا ذر ، ما ينفعك ذلك اليوم ؟ قال : بلى ، بأبي وأمي . قال r : صم يوما شديد الحر ليوم النشور ، وصلِّ ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وحج حجة لعظائم الأمور ، وتصدق بصدقة على مسكين ، أو كلمة حق تقولها ، أو كلمة شر تسكت عنها .

الاثنين، 9 يوليو 2012

الفأر يستضيف الجمل ..



    

جاء يصلي التروايح  ، تأخر في بيته  حتى أقيمت صلاة فرض العشاء ، وقف أمام باب المسجد قام باتصال مهم وضروري ، ختم المكالمة، وترك الهاتف مفتوحا،  ودخل المسجد مسرعا ، نوى صلاة جماعة أدرك منها الركعة الأخيرة .. وقف يكمل صلاة الفرض ، لم يعرف كم ركعة صلى وكم ركعة أضاع ، لم يصلِّ ركعتي السنة ، دخل في صلاة التراويح مباشرة ، قطع الركعة الأولى ليرى من يتصل به  ..
في الركعة الثانية ، مد يده ووضع الهاتف في وضع رجّاج .. استراح بعد أول ركعتين كي يرد على المكالمات الفائتة .. انشغل عن الاصغاء للموعظة بحديث مع جاره ..
استراح بعد أربع ركعات ليدخن سيجارة ..
سأله صديق ناصح : ما هكذا القيام والخشوع ؟
فقال : اسمها صلاة التراويح ،  لكي يعمل فيها كل شخص ما يريحه .. !!
يقول ابن الثيّم الجوزية : يحكى أنَ فأرا رأى جملا و اعجبته هيبته و ضخامته ،  و قرَر بينه و بين نفسه أن يصاحبه فخرا لكي يقال الجمل صديق الفأر، وهو مثله يصبر على الماء مثل الجمل وأكثر ،  و يأخذ الحظ لنفسه في أعين الناس .
و بينما هما يمشيان وصلا إلى بيت الفأر،  و كما نعلم هو جحر أو شق في جدار فنظر إلى بيته و احتار.. كيف يعزمه؟؟ هل يدخل و يتركه خارجا ؟؟ ام يقول له تفضَل و أين؟؟
المهم.. نظر إليه الجمل ، و فهمه فقرَر أن يعطيه درسا فقال:
" إما أن تحب بقدرك ، أو تبني بيتا بقدر من تحب"
قصة جميلة فيها عبر ومعاني عميقة ، يأخد كلٌّ منا منها ما يشاء .  
لكن ابن القيًم كانت له نظرة أخرى ..نظرة خاصة بعالم فقيه..قال:
"و كذا الصلاة.. فإما ان تصلي صلاة تليق برب العالمين أو تعبد  ربا يليق بصلاتك"
قال رسول -^ -  : ( اذكر الموت في صلاتك ، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته ، وصلّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها  ) . السلسلة الصحيحة للألباني

الصيام والحرّ


اسم رمضان مشتق من الرمضاء وهي شدة الحرّ ، وفي الأخبار غالبا ما نجد الصيام مقترنا بالعطش الشديد ، فيقولون أظمأت نهاري ، وأحييت ليلي كناية عن الصيام والقيام ، وأول ما يقول الصائم عند الإفطار ابتلت العروق ، وذهب الظمأ ، وثبت الأجر ، وكأن أجر الصيام متعلق بالظمأ وجفاف العروق ، وكان السابقون يسمون الصيام في اليوم الحار صيام الهواجر وهي الأيام شديدة الحرارة البعيد ما بين طرفيها ، ذلك الصيام الذي كان دأب السابقين من الأبرار والصلحين ، يقول أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ : " لقد رأيتنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحرّ ، ،وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحرّ ، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله وعبد الله بن رواحة . ووصى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عند موته ابنه عبد الله : عليك بخصال الإيمان وسمّى أولها الصوم في شدة الحرِّ في الصيف ، وكانت إحدى الصالحات تتوخى أشد الأيام حرارة فتصومه ، فتلام في ذلك ، فترد عليهم : السعر إذا رخص اشتراه كل أحد ، تشير إلى أنها تؤثر العمل الذي لا يقدر عليه إلا القليل من الناس لشدته عليهم ، وهذا من علو الهمة في الصيام .
وكان ابو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يقول : " صوموا يوما شديداً حرُّه ليوم النشور ، وصلّوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور " .
ولن شدة العطش هي أشد ما يجد الصائم ولا يكون ذلك إلا في اليوم الشديد الحرارة ، كان جزاء الصائمين عند الله تعالى أن يدخلوا الجنة من باب الريان ، فإذا دخلوه أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه أحد غيرهم .
لعلنا نستطيع أن نلخص العلاقة بين الصيام والعطش بمعادلة من الدرجة الأولى مفادها :
درجة الصيام  = درجة العطش التي أصابته في نهاره .
ربنا ارفع درجاتنا ، وتقبل طاعاتنا ، واغفر لنا ولوالدينا ..

الصيام مفتاح التقوى ..


ـ  4  ـ

الصيام مفتاح التقوى .. 

جاء في كتاب " المحجة البيضاء " للكاشانيّ ، وهو أحد الكتب التي تشـرح وتلخص كتاب " إحياء علوم الدين " هذه الفقرة المختصرة عن الصيام :
" .. أما بعد،  فأعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن،  فبها أُخرج آدم عليه السلام وحواء من دار القرار إلى دار الذل والافتقار،  إذ نُهيا عن الشجرة ، فغلبتهما شهواتهما حتى أكلا منها ؛ فبدت لهما سوآتهما . والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات،  إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق إلى المنكوحات،  ثم تتبع شهوة الطعام والنكاح شدة الرغبة في الجاه والمال اللذين هما وسيلة إلى التوسع في المنكوحات والمطعومات،  ثم يتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ، ثم يتولد بينهما آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ، ثم يتداعى ذلك إلى الحقد والحسد والعداوة والبغضاء ، ثم يفضـي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء ، وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة ، وما يتولد منها من بطر الشبع والامتلاء...
ولو ذلل العبد نفسه بالجوع وضيق به مجاري الشيطان،  لأذعنت لطاعة الله عزّ وجلَّ، ولم تسلك سبيل البطر والطغيان ، ولم ينجرَّ به ذلك إلى الانهماك في الدنيا ، وإيثار العاجلة على العقبى ، ولم يتكالب كل هذا التكالب على الدنيا ، وإذا عظمت آفة شهوة البطن إلى هذا الحد وجب شرح غوائلها ، وآفاتها تحذيرا منها ووجب إيضاح طريق المجاهدة لها ، والتنبيه على فضلها ترغيبا فيها .. "
الصيام يكبح شهوة البطن ، فيقيد بقية الشهوات ، وشهر رمضان فيه تقيد مردة الشياطين ، تلك التي تنفخ في رماد الشهوات الكبرى .. 

من أنت في رمضان ؟


ـ  3  ـ

من أنت في  رمضان ؟   

جاء رمضان ، فهل أنت ممن يقولون أهلا بشهر الطاعات والبركات ، أم ممن يقولون جاء شهر الجوع والمنغصات  ؟
هل أنت ممن يقولون أهلا بشهر المواعظ واللطائف،  أم ممن يقولون أهلا بشهر  الكنافة والقطائف ؟!
هل أنت ممن يقولون أهلا بالشهر الفضيل ، أم ممن يقولون جاء شهر الفضائيات ..؟!
هل أنت ممن يستقبلون رمضان بإلغاء جميع القنوات الهابطة ، أم ممن يستقبلون رمضان بتركيب رأس جديد إضافي  للصحن اللاقط في بيتك  ؟!
هل أنت ممن يجعلون نهار رمضان صياما، وليل رمضان قياما في  بيوت الله ،  أم ممن يجعلون نهاره نوما ، وليله سهرا  في المقاهي  والمتنزهات ؟!
هل أنت في رمضان ممن يفرحون بافتتاح مسجد جديد ، أم أنت ممن يفرحون بافتتاح مقهى أو ملهى جديد  ؟!
هل أنت ممن يرون دقائق ما قبل الافطار غالية ، فيشغلونها بالدعاء وتلاوة القرآن ، أم أنت ممن يرون  أنها دقائق مملة ثقيلة ،  وخير طريقة لقتلها متابعة برامج المسابقات أو الفوازير السحيفة وما شابهها من التفاهات ؟!
رمضان جاء ليريك موقعك في الإسلام ، ويكشف لك درجتك في الإيمان ،  رمضان جاء ليقول لك من أنت ، وكم تساوي في ميزان التقوى !!  
ردد مع القرآن في كل لحظة من هذا الشهر قول الحق سبحانه وتعالى :
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ).

الصوم انعتـاق وانطـلاق ..!!


ـ  2  ـ

الصوم انعتـاق وانطـلاق  ..!!  
 
شهر رمضان نفحة قدسية ، وبركة ربانية ، تجدد فيه القلوب عهدها مع ربها ، وتجلو النفوس ما علق بها من صدأ المعاصي ، وتتهيأ الأرواح لمعراجها إلى ربها طاهرة زكية ، لتدخل جنة ربها راضية مرضية .. فالصيام  إرادة ، والإرادة أوّل شروط السيادة  .
ألا ترى أخي المسلم،  أن من عادات الفيل ، والفيل مركوب الملوك ، أن  يترفع عن الطعام  وهو جائع ، فيتوسل له صاحبه باللين والرفق  ومسح الظهر والأقدام  ، بينما الكلب  مضـرب المثل في الخسة ،  يلوّح له صاحبه بيد فارغة ، فيأتيه يتمسح  بحذائه ، ويتذلل له لكي يطعمه ..!!
 ألا ترى خيل السباق ،  تصوّم حتى تغدو ضامرة ، ثم ترسل في الميدان فتسبق الريح ، ولو كانت بطانـًا ما بلغت غايتها ، ولا سبقت غيرها .. !!
ألا ترى الطيور وقد تجوفت عظامها، وخف لحمها ، فترتفع في السماء تحلق في الفضاء ، بينما الخنزير  اكتنز  عظمه  وسمن لحمه ، فيعيش ويموت ولا يرفع رأسه ليرى السماء ولو مرّة .. !!
ألم تسمع  كيف جاع غاندي الهند حتى التصق جلده بعظمه ، ولكنه أشرق في تاريخ الهند رمز حرية وكرامة .. !!
وأخيرا ألم تر كيف صام الأسرى المجاهدون في سجون القهر وظلمة العزل ، فوحدوا الشعب وراءهم ، فأفطروا على الكرامة والحرية ..!!
في الصيام تصح الأبدان ، وفي الصيام يصحوا الضمير والوجدان ..
وفي الصيام تسمو الروح في سماء الوحي ،  وتصفو النفس من كدر  الشهوات ،  وتبلغ درجة التقوى ، أصل كل خير في نفس الإنسان .. 
وفي الصيام تزكية النفس والارتقاء بها نحو السكينة والطمأنينة ..
ربنا إليك أنبنا وعليك توكلنا ، فهب لنا من لدنك رحمة تلم بهاش عثنا في الدنيا ، وتجمعنا بحبيبنا محمد -^ - عند باب الريان ..  

ـ  1  ـ

جددوا النيّة  ..!!  
نبدأ صيامنا هذا العام بتجديد النية وتنقيتها وتحريرها ، لكي ننال في شهرنا هذا العتق من النار ، ويغفر الله لنا ذنوبنا ، قال سبحانه وتعالى : }وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظلمًا وَلَا هَضْمًا  { { طه: 112}  وفي الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -^ - : "  إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
وحصـر النبي -^ - صحة الأعمال الشـرعية كلها في النية فقال -^ -  فيما صح عنه من حديث عمر بن الخطاب: ( إنَّمَا الأعْمَالُ بَالْنيَاتِ، وَإنَّمَا لِكل امرئ مَا نَوَى.. (
يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله : " كم من عمل قليل عظمته النية ، وكم من عمل عظيم حقرته النيَّة" .  النيَّة أمرها عظيم لأنها عبادة قلبية لا يلتفظ بها المرء ، وعلى حسب النية تكون الفوارق في الأعمال بين العباد
ونعلم أن النية من أصول الإيمان ، والإيمان يبلى فيجب أن نجدده في كل حين ، وقبل كل عمل ، والإيمان يزيد وينقص ، فكيف نُخلص النية في الصيام لننل بذلك الدرجات الرفيعة في هذا الشهر الفضيل ؟!
أولا ـ الدعاء وقد كان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه( اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا ) .
ثانيا ـ إخفـــــاء العمل فكلما استتر العمل مما يشـرع فيه الإخفاء كان أرجى في القبول .
ثالثاـ استصغار العمل و النظر إلى أعمال الصالحين ممن هم فوقك من الصالحين .
رابعا ـ الخوف من عدم قبوله فلذلك تجدد النية وتصوب العمل وتقبل النقد .
خامسا ـ عدم التأثر من كلام الناس فرضا الله هو المقصود أولا .
سادسا ـ تذكر دائما أنك ستكون في القبر وحدك ولا ينفعك غير صالح العمل .
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ، وتقبل منا صيامنا وقيامنا .

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

العاشر من رمضان ..

العاشـر من رمضــان
جاء في سورة فاطر :  
[مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ]} فاطر }
وعند الحاكم عن عمر بن الخطاب :
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله
هناك حروب مُذلّة وحروب مشرفة بغض النظر عن نتيجتها .
من الحروب المُذِّلة في تاريخنا المعاصر حرب حزيران 1967 ، حيث استطاع جيش العدو أن يحسم المعركة بست ساعات ، ويحول جيوش ست دول عربية إلى حمر مستنفرة فرت من قسورة . تلك حرب كان شعارها : برا ـ بحرا ـ جوا ، وكانت الإذاعات العربية تشجع جنودها في ساحة القتال ببث رسائل لرفع معنويات الجنود منها : الفنانة الفلانية معكم ، والمطرب الفلاني يدعو لكم ، والراقصة الفلانية تشد أزركم ، وانتهت الحرب وقد ضاع البر والبحر والجو .
حرب العاشر من رمضان 1400هـ أو السادس من تشرين ( أكتوبر ) 1973 كانت حربا مشرِّفة نوعاً ما ، ردَّت للجيوش العربية بعض كرامتها ، والجنود هم نفس الجنود ، فما الذي جرى ؟؟
 جاء في " منارات وليد الهودلي " القصة التالية :
قًبيل إعلان حرب العاشر من رمضان ، وبعد أن أحكمت الخطط العسكرية ، ووقف الجنود في الجبهات ينتظرون ساعة الصفر ، يومئذ كان الفريق سعد الدين الشاذلي يتفقد قادة الوحدات العسكرية ليطمئن على أدق التفاصيل ، دخل الشاذلي على الضابط " أحمد فوزي " المسؤول عن التوجيه المعنوي ، فوجده مستغرقا في إعداد خطبة نارية تلهب حماس الجند في المعركة ، وبدت على الضابط علامات الاضطراب والإرهاق ، فقد خانته قدراته الخطابية المشهودة ، فكان يكتب ويمزق ، يكتب ويمزق ، فقال له الفريق الشاذلي : أراك منهمكا ، ما أخبار معنويات الجنود ؟
أجاب الضابط :  المعنويات مرتفعة .
سأل الشاذلي :  فعلام أراك مرتبكا إذا ؟
رد الضابط :  منذ ساعات وأنا أحاول إعداد خطبة تلهب حماس الجنود ، وتبث فيه روح القتال والشجاعة ، ولكني كما ترى أكتب وأمزق ، لا أجد الكلمات المناسبة لمثل هذه المعركة .
فقال الفريق الشاذلي بصوت الواثق وبلهجة المحب : هل أدلك على خطبة من كلمة واحدة ، مختصرة وقوية ، محبوبة للجند ، يرددها اللسان بيسر ، وتصل إلى القلب وتفعل أعظم الأفعال ؟
فقال الضابط : أسعفني بها ، وأرحني من هذا العناء .
قال الشاذلي : قلت لك إنها كلمة واحدة ، إنها " الله أكبر " ، فهي نداء الانتصارات المجيدة ، وهتاف النصر المؤزر ، تملأ القلوب بعظمة الله ، فتطرد الخوف من النفوس ، وتجعل الجنود أسودا لا يخافون الموت .
قال الضابط فوزي وقد وجد ضالته : صدقت ، لا أدري كيف غابت عن بالي ، وقد ملئت السلة بالأوراق .
واتخذت الإجراءات اللازمة ، فتمَّ تركيب مُكبرات صوت على طول الجبهة بمعدل واحد في كل كيلومتر ، وأبلغت الإذاعة لكي تبث هذه الخطبة باستمرار ، وانطلقت ساعة الصفر مع صيحات " الله أكبر " في كل مكان ، فتقدم الجنود على وقعها أسودا يحطمون جدار بارليف ويعبرون القناة ، ويعيدون للأمة بعض كرامتها .
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته :
كان من ثمرات محنة 67 : أنها أيقظت في الناس المعنى الديني ، والرجعة إلى الله ، وبدأت حركة إيمانية قوية في القوات المسلحة ، فكان الحرص على إقامة الصلاة ، وقام وعاظ الأزهر بدورهم في التنبيه والإحياء ، فلا غرو أن كان شعار الحرب " الله أكبر ".

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

بداية مشرقة لشهر رمضان

بداية مشرقة لهذا الشهر


يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
]  إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً [  { النساء: 31}وعن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  قال:( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر ) رواه  مسلم .
وأبو هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ هو نفسه الذي روى حديث الصيام وما فيه من وعد وبشرى :
عن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ  قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنب  )  .
وقد ورد أن الصيام وكذا الصلاة والصدقة كفارة لفتنة الرجل في أهله وماله وجاره، فعن حذيفة بن اليمان ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ـ :  ( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره،  تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ) .
وقد دلت النصوص على أن المغفرة الموعود بها الصائمون مشـروطة بأمور ثلاثة :الأول: أن يصوم رمضان إيماناً أي: إيماناً بالله ورسوله وتصديقاً بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر.الثاني: أن يصومه احتساباً طلباً للأجر والثواب إخلاصاً لوجه الله تعالى، لا رياء ولا تقليداً أو غير ذلك من المقاصد ، يصومه طيّبة به نفسُـه غير كاره لصيامه، ولا مستثقل لأيامه، بل يغتنم طول أيامه لعظم الثواب.الثالث:  أن يجتنب الكبائر،  والكبيرة هي كل ذنب رُتّب عليه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة، أو رُتب عليه غضب ونحوه، وذلك كالإشراك بالله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والزنا، والسحر، والقتل، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وشهادة الزور، واليمين الغموس، الغش في البيع، وسائر المعاملات، وغير ذلك.
فإذا صام العبد رمضان كما ينبغي، غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها، إذا اجتنب كبائر الذنوب، أو تاب مما وقع فيه منها .
 لنبدأ رمضان هذا العام  باجتناب كبيرة ، ونقدم التوبة عنها بين يدي هذا الشهر الفضيل طمعا في قبول هذا الشهر والخروج منه وقد غفر  الله لنا ما تقدم من ذنبونا ، والكبيرة التي يحسبها الناس صغيرة ويصرُّون عليها غفلة أو جهلا هي قطيعة الرحم ، لأنهم لا يعملون أن رحمة الله معلقة ومرتبطة بصلة الرحم .
رُوي أن أبا هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ جلس يحدث يوما عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  فقال : أُحرّج على كل قاطع رحم إلا قام من عندنا . فلم يقمْ أحدٌ إلا شابٌّ من أقصى الحلقة ، فذهب الشاب إلى عمته ، لأنه كان قد صارمها ( قاطعها ) منذ سنين ، فصالحها .
فقالت له عمّته: ما جاء بك يا بن أخي ؟ فقال: إني جلست إلى أبي هريرة صاحب رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فقال : أحرِّج على كل قاطع رحم إلا قام من عندنا . فقمت .
فقالت له عمته : ارجع إلى أبي هريرة واسأله لمَ ذلك .
فرجع إليه، وأخبره بما جرى له مع عمته، وسأله لمَ لا يجلس عندك قاطع رحم ؟
فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يقول : ( إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطعُ رحم ..)
فهيا نغتم شهر تصفيد مردة الشياطين  ، ونطلق سراح  الرحمة ونصل قريبا قاطعنا أو قاطعناه  ، ونقدم هذه التوبة بين يدي شهر التوبة ، لعل الله يرحمنا ويخرجنا من رمضان من المغفور لهم .