الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

الرجل الذي اشترى جهنم ..

الرجل الذي اشترى جهنم 

يقول الله تعالى في سورة آل عمران :
[وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ] { آل عمران : 199 }
ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال : كان والله أفضل من أن يخدع ، وأعقل من أن يخدع . وقال عمر : لست بالخب ولا يخدعني الخب ) .
يحكى أن دجالا يتظاهر بلباس رجال الدين جاء إلى إحدى المدن في عصر صكوك الغفران،  فاجتمع الناس من العامة حوله يشترون بضاعته الغريبة، وفي كل يوم كانت سلعته تزداد رواجا ، وزار المدينة رجل حكيم مصلح، فأدهشه إقبال الناس على الدجال ، وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل الغريب، فأخبروه: إن هذا الرجل يحمل توكيلا من الله (استغفر الله العظيم) ، وهو يقوم الآن ببيع قطع من أراضي الجنة،ويمنح بذلك سندات،  ومن مات ومعه هذا السند، دخل الجنة وسكن الأرض التي اشتراها هناك .
احتار الرجل في كيفية إقناع هذا الكم الهائل من الناس ، بعدم صدق هذا الرجل ، وأن من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه ، إلا أنه وجد من يزجره ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه لأن بساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم إلى التصديق المطلق بهذا الدجال، .وفي النهاية اهتدى الرجل الحصيف إلى حل عبقري،  حيث تقدم إلى الرجل الذي يبيع قطعا في الجنة
.فقال: له كم سعر القطعة في الجنة ؟ فاخبره: إن القطعة بـ 100 دينار
فقال له: وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم )  تبيعها لي ؟؟
فاستغرب الرجل ثم قال: خذها بدون مقابل، فقال الرجل الحصيف: كلا،  لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك، وتعطيني سندا بذلك. فقال له: سأعطيك ربع جهنم بـ 100 دينار سعر قطعة واحدة في الجنة.
فقال له الرجل الحصيف: فإن أردت شراءها كلها؟ فقال الدجال: عليك أن تعطيني 400 دينار.
وفي الحال قام الرجل الحصيف بدفع الـ 400 دينار إلى الدجال، وطلب منه تحرير سند بذلك، وأشهد عدد كبيراً من الناس على السند، وبعد اكتمال السند قام الرجل الحصيف بالصراخ بأعلى صوته: أيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لأي شخص منكم بالدخول، إليها، لأنها صارت ملكي بموجب هذا السند،  أما انتم فلم يتبقى لكم إلا الجنة وليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشتروا.
عند ذاك تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول إلى النار، بسند الرجل الحصيف، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به.
قال الراوي قصصت هذه القصة على رجل كبير السن فقال لي: وهل تعجب من هؤلاء الناس. فقلت: نعم، أيوجد أناس بهذا المستوى من التفكير ؟
فقال: أغلبنا يمثل مستوى تفكيرهم غير أنهم أفضل نية منا .
 فقلت : كيف ؟ فقال : من يشرب الخمر هل يجدها ملقاة على الطريق أم يذهب لشرائها بماله الخاص؟! . فقلت:  بل يشتريها بماله الخاص .
فقال: ومن يقصد بيوت الهوى، ومن يلعب القمار، ومن يتعاطى المخدرات، ومن يضيع الأوقات في مشاهدة الحرام، كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري بها قطعا في جهنم.  بينما نترك الصلاة والصيام والذكر والقرآن وغير ذلك من العبادات رغم أننا لا ندفع شيئا من جيوبنا ولا نقبل أن نشتري الجنة بأرخص الأثمان وأيسر الأعمال، فمن أصلح هم أم نحن ؟؟
الله إن سلعتك غالية فلا تُزهدنا بها، وجنتك عالية فلا توهن هممنا في الوصول إليها، ولا تجعلنا ممن يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير .

قطع اللسان عن قطع اليد

قطع اللسان عن قطع اليد

قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
 منذ القديم وحتى اليوم  هناك من يعترض على تطبيق حد السرقة بقطع اليد، ويرى أن في ذلك تعسفا في الحكم  ، في القديم اعترض أبو العلاء المعري على هذا الحد قائلا:
يدٌ بخمسِ مئينَ عسجدٍ وُديت       ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقـض ما لنا إلا السكوت له     ونستجير بـمولانـــا من العار
فأجابه القاضي عبد الوهاب المالكي:
لما كانت أمينة كانت ثمينة ، فلما خانت هانت.
ورد عليه الإمام السخاوي:
عِزُّ الأمانة أغلاها، وأرخصها ذل الخيانة، فافهم حكمة الباري
وروي أن الشافعي رحمه الله أجاب بقوله :
هناك مظلومة غالت بقيمتها، وها هنا ظلمت هانت على الباري
وسمعت من داعية على قناة الفجر هو الدكتور صلاح سلطان الذي يعمل في أوقاف دولة  البحرين  أنه في السبعينات من القرن الماضي زار الملك فيصل ملك لسعودية منظمة الأمم المتحدة ، وكان قد أغضب الغرب بقطع إمدادات النفط عن الغرب خلال حرب رمضان ، فأراد رجال الإعلام إحراج الملك ، وقالوا بأن المملكة لا تحترم حقوق الإنسان وأكبر مثال على ذلك هو قطع أيدي الناس أمام الجمهور، وأن هذه همجية وتخلف، فقال الملك :
ـ ولكني سمعت أنه تحدث في أمريكيا جريمة سرقة في كل ثلاثين ثانية .
قالوا : صحيح ، ولكن السارق يوضع في السجن ولا تقطع يده كما تفعلون .
قال : وسمعت أن السجين في أمريكيا يكلف الدولة في كل عام ستين ألف دولار .
قالوا : هذا صحيح، فالسجين له حقوق عندنا .
قال : والدولة من أين تأتي بالمال ؟
قالوا:  من الضرائب .
قال : إذن فاللص يسرق المواطن الأمريكي مرتين ، مرّ من متجره ، ومرة من ضرائبه ، أما فلا بلادنا فنقطع في كل عام خمس أو ست أيدي ، ونترك أبواب متاجرنا مفتوحة لا نخشى اللصوص عندما نذهب للصلاة ، وهذه الحياة الآمنة بفضل إيماننا بقوله تعالى :
( ولكم في القصاص  حياة  يا أولي الألباب "  
روي أن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عين والياً، وأراد أن يمتحنه، فقال: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ فقال : أقطع يده ، قال : إذاً فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك ، قال له : يا هذا إن الله استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم ، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفةً ، فإن وفينا لهم ذلك تقاضينا منهم شكْرها ، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية .

زمامير المونديال

زمــامير المونديـال      

يقول الحق جل وعلا :
[وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ] { البقرة : 148}
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم"، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟! قال: "فمن؟!"..
كان الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  يحرص على أن يكون المسلم عزيزا مستقلا، لا تابعا وإمعة ، وقد حذر من اليوم الذي يقلد فيه المسلمون غيرهم على غير هدى ، حتى أنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلوه وراءهم ، وتبرز هذه الصفة في قصة الأذان .
كان المسلمون في أول عهدهم بالإسلام يجتمعون للصلاة في مواعيدها، من غير دعوة، فلما كثروا، وزاد عددهم، فكر الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  في طريقة يدعو بها الناس إلى الصلاة، فاقترح عليه بعض المسلمين أن يرفع راية في موعد الصلاة، فإذا رآها المسلمون أقبلوا، فلم يعجبه ذلك، فقال بعضهم : نستعمل البوق لننادى به على الصلاة كما تفعل اليهود، فلم يعجبه ذلك أيضًا .
فقال آخرون : نستعمل الناقوس (الجرس الكبير)، فندقه ليعلم المسلمون أن موعد الصلاة قد حان . فلم يعجبه ذلك .
واقترح آخرون أن تشعل نار كما تفعل المجوس ، فلم يعجبه ذلك . وانفض المسلمون من عنده وهم كيفية الدعوة للصلاة تشغل بالهم وتحتل تفكيرهم، فباتوا يفكرون في الطريقة المناسبة للدعوة إلى الصلاة .
وكان أحد الصحابة وهو "عبد الله بن زيد" ـ رضي الله عنه ـ موجودا بينهم ، وكان مسلمًا مؤمنًا، يحب الله ورسوله، ويتقى الله في أعماله .
عن عبد الله بن زيد قال: طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا في يده. فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى. قال: تقول: "الله أكبر الله أكبر إلى قوله ...  لا إله إلا الله"،
فلما أصبحت أتيت رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  فأخبرته بما رأيت. فقال: "إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتًا منك، قال: فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أرى. قال: فقال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  : "فلله الحمد" رواه أحمد: حسن صحيح.
وذكرت بعض الروايات أن أربعة عشر صحابيا رأوا ذات الرؤية . 
في مونديال جنوب إفريقيا ظهر بوق طويل اسمه " الفوفوزيلا" وهو بوق يصدر صوتا يشبه صئي الفيل ، يستخدمه أهل تلك البلاد عند الدعوة إلى الاجتماع .
العجيب أن عددا من كبار رجال الأعمال الإسرائيليين في جنوب إفريقيا استغل تعلق المشجعين هناك بالبوق المعروف باسم «فوفوزيلا» ليستحوذوا على سوق تصنيع هذه الأبواق، وطرح العشرات منها إلى السوق الجنوب إفريقية وبيعها بأسعار متميزة تؤدي إلى انتشاره بين المشجعين.
ولأن شركة " كوكا كولا"  من أكبر الشركات العالمية دعما لدولة اليهود  فقد قامت بجعل هذا البوق  جوائز تحت علب مشروباتها ، والأعجب أن أبناء المسلمين اتخذوا هذا البوق الذي هو من رموز اليهود أداة للزعق في ليالي المونديال ونهاره، ثم صاروا يزعقون به في كل مكان .
في الهند قاطع الهنود مطاعم ماكدونالدز لأنه يستخدم السمن البقري، و هو محرم في شريعتهم ، و حكمت لهم محكمة في كاليفورنيا بتعويضات، و اعتذرت ماكدونالدز للهنود ، أما في بلادنا حيث الغثائية صفة لازمة لبعض الناس فقد اتخذ بعض الشباب بوق اليهود مزمارا من مزامير الشيطان يتفاخرون بالنفخ فيه ، ويقضون به مضاجع الناس ، ويشوشون عليهم صلاتهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .  

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

المدكر المعاق ..

يسـرنا القـرآن للذكــر ..    

يقول الله تعالى في سورة القمر :
[وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ]  { القمر : 17 }
ويقول الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  ( إن لله أهلين من الناس، فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته ) رواه أحمد .
خلال شهر أيار من عام 2010 بثت قناة الفجر ضمن مسابقة "  الأحفظ  " التي يتبارى فيها حفظة كتاب الله ما أعتبر  معجزة قرآنية أو ما سماه مقدم البرنامج " جند من جنود الله " .
وكانت هذه الآية هي الشاب المتسابق أحمد مسلم أحمد عيد ، فهو شاب معاق عقليا ، لا يعرف يمينه من شماله، ولا يستطيع أن يتدبر لبس قميصه إذا خلعه، ولا يستطيع الإجابة على أي سؤال حتى لو كان عن عمره ، وعندما سأله مقدم البرنامج  : هل تعرف أحكام التجويد ؟  صار يردد آخر مقطع من السؤال مثل الطفل الصغير  : آه.. آه .. أحكام التجويد.
وعندما سأله : هل تحفظ القرآن ؟
أجاب بكلمتين : القرآن حافظ . وكأنه يقول أن القرآن هو الذي يحفظني فأنا شاب معاق لا أستطيع أن أحفظ شيئا .
والمعجزة أن هذا الشاب كما شاهده الملايين، وما زالت الحلقة  محفوظة على الشبكة العنكبوتية يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، ويستطيع أن يكمل التلاوة من أي مكان تطلبه منه في سور القرآن الكريم، وفوق ذلك يستطيع أن يذكر لك اسم السورة ورقم الآية لأي آية تتلوها عليه بلسان طلق لا تردد فيه ولا تلعثم ، والأغرب من ذلك أنه يميّز الآيات المتشابهات من حيث الموقع والسورة ،فعندما سأله المذيع : ذلكم خير لكم إن كنتم لا تعلمون ، في أي السور وردت .
أجاب الشاب أحمد : في الصف وفي الجمعة
وعندما سأله : أين وردت " هم فيها خالدون "
فأجاب: في البقرة، آل عمران ، الرعد ، يونس ، المجادلة ..
فسبحان الله العظيم يضع سرّه في أضعف خلقه، وهذا المثال وغيره من حفظة القرآن. ثم شاهدنا في ذات البرنامج بعد شهر معجزة مماثلة لشاب من المغرب، يدعى الحبيب المومو وكانت الإعاقة عند الحبيب أشد وأقوى ، ورغم ذلك فهو يحفظ القرآن .
تصديقا لقول الله تعالى في سورة القمر  :
﴿وَلَقَدْ يَسَّـرْنَا الْقُـرْآنَ لِلذِّكْـرِ فَهَـلْ مِنْ مُدَّكِـر
وقال المفسرون أي هَوَّنَّا قِرَاءَته ويسرنا تلاوته على الألسن ، وجعلنه الله سهلا للحفظ، وهذا التيسير للفهم والحفظ لكي يتعظ الناس مما جاء به من مواعظ ، ولكي ينزجر الناس عن نواهيه .  
وكان  الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ  يقول: "لعل وجه تكرير تيسير القرآن للذكر في هذه السورة الإشعار بأنه منَّة عظيمة،  لا ينبغي لأحد أن يغفل عن شكرها" 
وليس هناك كتابا يُقرأ كله ظاهرا إلا القرآن الكريم، فنجد الطفل الصغير والأعجمي وغيرهما، يقبل على حفظ القرآن، فييسر الله له ذلك، رغم أنه لا يعرف من العربية شـيئاً لا قراءة ولا كتابة.
وذلك وجه من وجوه حفظ الله تعالى للقرآن، فقد مرت قرون، واندلعت حروب، ودالت دول، وتعرض كل شيء في بلاد المسلمين تقريبا للتدمير والتخريب والتشويه، إلا القرآن الكريم بقي محفوظا برعاية الله تعالى .
اللهم احفظنا بالقرآن، وجملنا بأخلاق القرآن، واجعله قائدنا إلى الجنان ..  

خاتم الشهداء

خاتم الشــهداء  ..!!    
جاء في القرآن الكريم إشارة إلى علامات الساعة الكبرى ، منها قوله سبحانه  في سورة الأنعام :
﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَـا خَيْـرًا قُلِ انْتَظِـرُوا إِنَّا مُنْتَظِـرُونَ  [ الأنعام : 158]
وفي الحديث الشريف المروي عن حذيفة بن أسيد الغفاري تفصيلا لهذه العلامات، قال:
اطلع النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ علينا ونحن نتذاكر. فقال :ما تذاكرون ؟ قالوا: نذكر الساعة. قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها،ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم،ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرِهم " [صحيح مسلم]
ويحذر الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  من أخطر هذه العلامات ألا وهو الدجال ، وكان يعوذ في صلاته من فتنة الأعور الدّجال . فلم كان أخطر هذه الفتن ولم تكن فتنة في الأرض ، منذ ذرأ الله ذرية آدم ، أعظم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال؟
والسبب بسيط لأنه يملك جميع وسائل الفتنة النفسية والعقلية والمادية ..  .
فهو يأتي بعد سنوات من القحط والمحل فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت وتجري بين يديه كنوز الأرض وخيراتها ، فيراه الناس مسبب الرزق والرفاهية .
وهو حاكم متسلط معه الجنة والنار ، الجنّة لأتباعه والنار لأعدائه .
ومعه دابة تسمى الجسَّـاسة ، وسميت كذلك لأنها تجسٌّ الأخبار كما جاء في الحديث الشريف . ثم هو يخدع الناس فيريهم أنه قادر على بعث آبائهم وأجدادهم حيث تتمثل الشياطين بصورهم  يتبعه كل كافر ومنافق و يتبعه اليهود من بلاد فارس .
جاء في الحديث الشريف (.... إن معه نهرا من ماء ونهرا من نار، فأما الذي ترون أنه نار(فهو ) ماء. وأما الذي ترون أنه ماء( فهو) نار؛ فمن أدرك ذلك منكم،فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار. فإنه سيجده ماء )  [ صحيح مسلم ]
ثم يخرج رجل مؤمن شاباً ممتلئاً شباباً من المسلمين متوجها نحو الدجال فيتلقاه جيش الدجال فيأخذونه إلى الدجال ‏فإذا رآه المؤمن  ، قال : ( يا أيها الناس هذا الدجال ‏الذي ذكر رسول الله ‏ ‏ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  فيأمر‏ الدجال‏ ‏به‏ ‏فيُشبح، ‏ ‏فيقول: ( خذوه ‏ ‏وشجوه)‏ ‏فيوسع ‏ ‏ظهره وبطنه ضربا .قال: ويقول له : ‏( ‏أوما تؤمن بي ؟) فيرد المؤمن : ( أنت ‏ ‏المسيح الكذاب )
فيأمر الدجال به ‏فينشر‏ ‏بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي‏ الدجال ‏ ‏بين القطعتين ثم يقول له : ( قم )‏ وفي رواية يقول : (يقول انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري ) فيبعثه الله ‏فيستوي قائما فيقول له الدجال : (أتؤمن بي ؟ )فيقول: ( ما ازددت فيك إلا بصيرة ) ثم يقول المؤمن : ( يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس ) فيأخذه الدجال‏ ‏ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا ،فلا يستطيع إليه سبيلا قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة و‏ ‏هذا الرجل أعظم الناس شهادة عند رب العالمين .
أعظم الناس شهادة هو ذلك المؤمن الصادق القوي الذي يغلق بدمه فتنة الكافرين للمؤمنين، فيكون دمه الشمع الأحمر الذي أغلق ذلك الباب، مثل قتيل الأعور الدجال . 

الابتسامة المحرّمة

الابتسـامة المحرَّمـة    

يقول الله تعالى قي سورة الروم :
[لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ۞  بِنَصْـرِ اللَّهِ يَنصُـرُ مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الرَحيمُ ] { الروم : 5 }
 وعلمنا رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : " تبسمك في وجه أخيك صدقـة .. "
الابتسامة صدقة كما الدرهم صدقة واللقيمة صدقة،  وكلاهما يفتح قلوب الناس بالمحبة وألسنتهم بالخير . ولكن لو أنك يوما ذهبت إلى عملك ولم تبتسم لأحد عند تحية الصباح، ولم تبتسم لأحد سائر اليوم، وبقيت عبوستا قمطريرا، فما سيحدث ؟
سيعرف أصحابك وزملاؤك أنك واقع في مصيبة تمنعك من الابتسام كعادتك ، وهكذا من يحمل همّ الأمة مثل نور الدين زنكي الملقب بالشهيد ،ولقِّب بالشهيد  رغم أنه مات على فراشه ، لكثرة ما كان يطلب الشهادة ، وكان من دعائه : اللهم خذني شهيدا وافتح على المسلمين . 
أرسل الخليفةُ من مِصرَ إلى نور الدين محمود الشهيد يستنجده ويستغيثُه لحماية مصر وأعراض المسلمات فيها، وأرسل مع وفد البريد خصلات من شعر نسائه يستثير بها نخوة نور الدين ، فأرسل نور الدين ثلاث حملاتٍ متتابعات، وكان في الحملات الثلاث المجاهد صلاح الدين الأيوبي .
وفي الحملة الأخيرة استقرّ الأمر لنور الدين في مصر، وأصبح صلاح الدين نائبه في حكمها، فقام الصليبيون بإنزال جنودهم على سواحل مصر، وتقدمت جيوشهم فحاصرت مدينة دمياط شمالي القاهرة، وطال الحصار واشتدَّ على المسلمين فيها، وكانت أخبار الحصار تصل تباعا لنور الدين في دمشق، فيتمزق قلبه خوفا وألماً على المسلمين المحاصرين .
وجاء رمضان ، وكان من عادة نور الدين ـ رحمه الله ـ أن يذهب إلى المسجد الأموي عصر كل يوم : يؤدي الصلاة ، ويستمع إلى بعض العلماء يرْوون أحاديث الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َـ  بعد الصلاة، وحدث أن قرأ أحد العلماء أحاديث مسلسلة الإسناد في فضل التبسُّم، وهي أحاديث قالها الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  مبتسما ، فتلقاها عنه المسلمون مبتسمين ، وكان كلما قرأها قارئ لهم يبتسم ويبتسمون، أما السلطان نور الدين فبقي مكتئبا حزينا؛ فقال له الشيخ : يا مولاي ، أقرأ أحاديث رسول الله مسلسلة بالتبسم ، ويبتسم الناس ، وتبقى أنت مكتئبا لا تبتسم ؟
فأجاب رحمه الله: إني لأستحي من الله أن يراني مبتسما، والمسلمون يحاصرهم عبّاد الصليب !
وكان من عادته أيضا أن يذهب مبكّرا إلى  الجامع الأموي قبيل أذان الفجر يقرأ القرآن ، ويصلي ما تيسر له إلى أن يشقَّ الفجر ، وذات يوم وجد الشيخ الذي كان يدرِّس عن الابتسام يعترضه في طريقه ، فسأله : ما شأنك؟
فقال له الشيخ: رأيت سيدي رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في المنام فقال لي: بشّر نور الدين بأن الله فرّج عن المسلمين في دمياط، ورفع عنهم الحصار.
فقلت له: يا سيدي يا رسول الله، اذكر لي علامة أقولها لنور الدين يصدقني إذا بشّرته؛ فقال لي:
قل له : بعلامة ما سجدتَ على (تل حارم .
وكان لتلك السجدة قصة عند نور الدين .
فنزل نور الدين عن فرسه، وسجد مرّغ وجهه بالتراب، وقال:
 اللهم انصر دينك، ولا تنصر نور الدين، ومن نور الدين حتى تنصره!!  

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

رهبان الليل فرسان النهار ...

رهبان الليل فرسـان النهار

يبين الله سنته في تداول الأيام بين الناس :
[..وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ] { آل عمران: 140} .
أول معركة بين المسلمين والروم في أرض فلسطين كانت معركة أجنادين عام 13 هـ في عهد أبي بكر، والتي وقعت جنوب شرق بيت المقدس قرب بلدة بيت جبرين، هذه المعركة أذهلت قادة الروم حتى أن قائد جيشهم الملقب   ( القبقلار) طلب من حراسه أن يلفوه بثوب كي لا يرى سيوف المسلمين تصله، ولم ينفعه .
ومعركة اليرموك الحاسمة وقعت بعد معركة أجنادين بثلاث سنين في عهد عمر بن الخطاب عام 15 هـ ، وبين المعركتين تبادل الطرفان العيون كل طرف يحاول استكشاف ما عند خصمه .
بُعيد معركة  أجنادين دعا  أحد قادة الروم ويدعى ( ماهان ) رجلاً من نصارى العرب، فقال له:
ـ  ادخل في معسكر هذا القوم، فانظر ما هديهم، وما حالهم، وما أعمالهم، وما يصنعون، ثم ائتني فأخبرني بما رأيت.
وخرج الرجل من معسكر الروم حتى دخل معسكر المسلمين فلم يستنكروه؛ لأنه كان رجلا من العرب، لسانه عربي ووجهه عربي، فمكث في معسكرهم أياما ينظر أحوال المسلمين .
وعندما عاد ليخبر (ماهان) ما رأى ، وجد أحد الأعيان يخطب في جمع يترأسه ماهان ،  ومما قال الخطيب " إنهم ( أي الروم ) وصلوا من المعاصي مبلغاً لا يطاق وشربوا الخمر وانتشر الزنا ، حتى حُكي أن احدهم قال انه عاش دهراً طويل فلم يرَ مثل ما يحصل الآن.  فقال له القائد ماهان كيف ذلك ؟ , قال أنا رجل لي مئة  شاة ولي ابن يرعاها فلما رآها رجالك سرقوها ونهبوها، حتى أتت زوجتي مع ابنتي تشتكي لقائدهم،  فـادخلها لبيته والغلام ينتظر في الخارج،  فلما قلق على أمه وأخته دخل فإذا بالرجل يعمل الفاحشة مع آمه وهي تبكي،  فـلم يستطع السكوت وأراد أن يقتل القائد فقتله الجنود ، ولما أردت أنا الدفاع عن شرفي قطعوا يدي، فـثار من كان يستمع . وقالوا له : من هذا القائد فـأشار إلى احد العظماء لديهم فـقاموا وقتلوه وسط الصيحات.  
وبعد حين هدأ الجمع ، وطلب القائد( ماهان) من جاسوسه العائد  أن يقصَّ عليه ما رأى من أحوال المسلمين، فقال  :
جئتك من عند قوم يقومون الليل، ويصومون النهار، ويوفون بالعهد ، ويأمرون بالمعروف ،وينهون عن المنكر، رهبان بالليل فرسان بالنهار، يريِّشون النبل ويبرونها ويثقفون القنا ، ولو حدثت جليسك حديثاً ما فهمه عنك لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر، لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ، ولا يدخلون إلا بسلام ، يقضون على من حاربوا حتى يأتوا عليه ويتناصفون بينهم لو سرق مَلِكُهم لقطعوا يده، ولو زنا لرجموه؛ لإيثارهم الحق على الهوى، وإتباعهم إياه.
فلما انتهى الرجل العربي من كلامه قال القائد الرومي: لئن كان هؤلاء القوم كما تزعم،وكما ذكرت لبطنُ الأرض خير من ظهرها لمن يريد قتالهم.
وهي النظرية التي لخصها الفاروق (رضي الله عنه) في كتاب وجهه إلى سعد بن أبي وقاص أحد قادته الكبار، وهو بطل القادسية فكان مما قاله " أما بعد فإني آمرك ومن معك بتقوى الله على كل حال،  فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم،  فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصـر المسلمون بمعصية عدوهم، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإذا تساوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا نُنصر عليهم بفضلنا، لم نغلبهم بقوتنا " .

الأحد، 2 أكتوبر 2011

سيد الشهداء بعد حمزة ...

سـيد الشـهداء   
يقول الله تعالى في كتابه العزيز منذرا القوم الظالمين في الدنيا والآخرة :
 [إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۞ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ]{ آل عمران }
في هذه الآية جمع الله تعالى  بين النبين أشرف الخلق ، واهل الأمر بالقسط والعدل بين الناس ، وفيها تبيان أن الذين يقتلون النبين والآمرين بالقسط خاسرون في الدنيا والآخرة .
ولا يخفى على أحد أن الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر أصل الجهاد في سبيل الله ، وهو درجات أعلاها أمر اهل الحكم والسلطان الظالمين، وذلك لأن قدرتهم على إلحاق الأذى بأعدائهم متوفرة بسبب سلطانهم، وهذا ما عرفه الرسول عليه السلام بأنه افضل الجهاد .
 عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ : أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  قال:
( أفضل الجهـاد كلمة عدل عند سلطان جـائر أو أمير جـائر ) . .
ويظهر جور وظلم الحاكم عندما يقتل من يأمره بالقسط ، ليسكت صوت الحق بين الناس ويؤدب من يخرج عليه .
عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  :
( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطَّلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه، فقتلـه) .
فكل من يقتله أمير ظالم لأنه أمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فهو بدرجة حمزة بن أبي طالب، وذلك لمكانة هذا العمل في إقامة العدل بين الناس، وتخليص الناس من شر ذلك الظالم كما بينت الآية ، وفي قصة سعيد بن جبير مع الحجاج ما يدل على ذلك ، ونستمع للحوار بينهما :
الحجاج: اختر لنفسك قتلة أقتلك بها؟
سعيد: أختر أنت يا حجاج.. فو الله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة، خذها مني يا عدو الله حتى تتلاقي يوم الحساب: اللهم اقصم أجله، ولا تسلطه علي أحد يقتله من بعدي'
وصعدت دعوة سعيد إلي السماء، فلقيت قبولا واستجابة من الله والواحد القهار.
فلقد أصيب الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير بمرض عضال أفقده عقله، وصار كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكان كلما أفاق من مرضه قال بذعر: مالي ولسعيد بن جبير .
وبعد فترة قصيرة من قتل سعيد بن جبير مات الحجاج الثقفي شر موته، وتحققت دعوة سعيد فيه، فلم يسلطه الله على أحد يقتله من بعده. 
وصدق رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ  إذ يقول:
(  ثلاثة لاترد دعوتهم:الصائم حتي يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين ) .
فهذا مسك دم المجاهد الآمر بالقسط بين الناس سكبه أمام الحجاج فأغلق باب ظلمه للناس ، فاستحق بذلك أن يحمل رتبة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله،سيد الشهداء .
اللهم ألهمنا صبر المؤمنين، ويقين المرسلين، وتوفنا مع الأبرار الصالحين، واجعل لنا من لدنك وليّا نصيرا .