الثلاثاء، 26 فبراير 2013

من يتقِ الله يجعل له مخرجا ..


متى يبحث الإنسان عن مخرج ؟
أصحاب المغارة لما سدَّت صخرة بابها ، وعلموا أن لا حيلة لهم بحثوا عن مخرج ، صاحب الدَّين الثقيل الذي أغلقت عليه أبواب الرزق يبحث عن مخرج ، وكل من يقع في ضيق يبحث عن مخرج ، فهل يجرِّب طريق التقوى أم طريق المعصية ؟؟   
هذا تاجر تجمعت عليه الديون من كل جانب ، وكسدت بضاعته على كل حال ، وضاقت عليه الدنيا حتى لا يكاد يجد مخرجا ، فماذا يفعل بالعادة ؟
يبدأ بالكذب في أقواله ، وبإخلاف مواعيده ، ويأخذ يغش في بيعه ، ظنَّا منه أن في ذلك منجاته ، فيكون قد خسر الدنيا والآخرة .
وأعرف طالبا في امتحان التوجيهي استعصت عليه الإجابة ، وعقد الشيطان على عقله ، فبدأ بالسباب والشتائم ، ونطق بكلمة الكفر . وربما تعرفون أمثلة كثيرة من واقع الحال ، عند الحواجز ، وعند اختناقات السير ، فالمخرج عند أشباه هؤلاء هو الكفر والعصيان ، وشعار أمثال هؤلاء " مسبة الدين في وقتها تسبيح " والعياذ بالله .
الله  جلّ وعلا في سورة الطلاق يقول :
﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا( 2)  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ( 3 )
وجاء في نفس السورة :
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا  ( 4 )
ذكر الأستاذ عمر خالد في أحد دروسه القصة التالية  : 
كان لي صديق يعمل في إحدى الفنادق الكبيرة بالقاهرة،وكان من ضمن مهام مهنته أن يُعدَّ لحفلات تُرتكب فيها محرمات،وبينما هو يعد قائمة بالمطلوب لإحدى هذه الحفلات،نظر أمامه فإذا بالشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- يتناول الطعام أمامه في المطعم، فتيقظ ضميره وشعر أنه يأتي مُحرَّماً ،فما كان منه إلا أن ترك ما بيده وذهب إليه يسأله،هل ما أفعله بوظيفتي حلال أم حرام؟ فقال له:" إنه حرام"،فقال له "فماذا أفعل ؟" فقال له:" اتركها"،فرد الشاب "إن لي زوجة وأولادا،فمن أين سنجد قوتنا؟"،فردَّ عليه الشيخ الجليل:" بابني إنه (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)"،فقال له:" إذن أظل بوظيفتي حتى أجد غيرها ثم أتركها"،فرد الشيخ الشعراوي بحزم:" يا بني إنه يقول:من يتقِ الله (أولاً) يجعل له مخرجاً (بعد ذلك)...فكيف تريده أن يجعل لك مخرجاً وأنت لم تتقه؟"
فظل الشاب يفك
ِّر حتى هداه الله تعالى إلى كتابة الاستقالة والتوكل عليه سبحانه،ولكنه قبل أن يتمَّ كتابتها إذا بمدير سلسلة الفنادق التي ينتمي إليها هذا الفندق يتصل به ويقول:"أريد أن أخبرك بشيء،فردَّ الشاب وأنا أيضاً أريد أن أخبرك بشيء-يعني الاستقالة- ولكن المدير قال له: "سأقول لك أنا أولاً: لدينا وظيفة شاغرة لمدير فرعنا بالمدينة المنورة وقد اخترتك لها،فما رأيك؟!!!"

ويقول الدكتور "عبد الله الخاطر" الذي كان يعيش في انجلترا لدراسة الدكتوراه:
"التقيت بشاب إنجليزي يعيش في جنوب لندن،وقد أسلم حديثاً،وبعد إسلامه بثلاثة أسابيع عثر على وظيفة ، فحاول غيره من الشباب المسلمين أن يحذروه من أن يقول أنه قد أسلم حين يذهب للمقابلة الشخصية،حتى لا يكون ذلك سبباً في عدم قبوله،فيتأثر نفسياً فيرتد عن دينه،إلا أن هذا الشاب توكل على ربه ولم يخشهم،فذكر لأصحاب العمل أنه قد أسلم وكان اسمه"رود"، فأصبح "عمر"، وقال لهم أيضاً بفخر:"لقد غيرت ديني واسمي وأريد وظيفة تتيح لي وقتاً للصلاة، فما كان منهم إلا أن قبلوه في تلك الوظيفة!!! وكان الأمر أعجب عندما قالوا له:" إننا نريد في هذه الوظيفة رجلاً عنده القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وأنت عندك قدرة عظيمة جداً في اتخاذها،فقد غيرت اسمك ودينك وهذا إنجاز كبير!!!

ليست هناك تعليقات: