الثلاثاء، 26 فبراير 2013

أتريد رؤية الله ..!!


 
أتريد رؤية الله سبحانه وتعالى  ؟!
إذا كنت تطلب ذلك الدنيا فاعلم أنك تطلب ما طلبه قوم موسى عليه السلام ،  وانتظر بعدها صاعقة تأخذك فورا :﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تنْظُرون ، فلو كانت رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة في الدنيا لكان أولى الناس بها الأنبياء والرسل عليهم السلام ، واسمع لهذا الحوار الرباني في طور سيناء وقد تم ميقات الله تعالى لموسى عليه السلام :
﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
لماذا ينقلب السائل مصعوقا ؟! لأن الله سبحانه : ﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ . فالله تعالى أعظم وأجل من أن يُرى في هذه الدنيا الدنية التي لا تعدل عنده جناح بعوضة ، لذلك قال موسى عليه السلام لمّا أفاق :"سبحانك " تنزيها لله عن كل نقص.
ولكن الشوق يقتلك لرؤية وجهه الكريم !
لأنك إن سمعت عن رجل كثير الكرم جواد لأحببت أن تراه وتكلمه ، فوا شوقاه  لرؤية أكرم الأكرمين  وأجود الأجودين ، الله جلّ في علاه !!
ولو حدثوك عن رجل قوي ، ويأتي بالعجائب لبذلت مالا لكي تذهب وتشاهده ، فوا شوقاه لرؤية خالق الأقوياء  ،  قاصم الجبابرة ، الله جل في علاه !!
فمتى نراه جلّ في علاه !!
( واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ) هكذا أخبرنا الصادق الأمين ..
فهذا الغطاء الأول ، الذي يُكشف عن البصر :
﴿ لَقَدْ كُنْتَ ِفي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاَءَك فَبَصَرُكَ اليَوْمِ حَدِيدٌ
 وفي الحديث الذي يرويه البخاري :
[ ‏قال أناس يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال :‏ ‏هل ‏ ‏تضَّارون ‏ ‏في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا ، يا رسول الله .  قال : هل ‏ ‏تضَّارون ‏ ‏في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا : لا ، يا رسول الله . قال :  فإنكم ترونه يوم القيامة .. ]
الجسر الأول هو الموت ، والجسر الثاني هو اجتياز الصراط ودخول الجنة ..
أما الكفار المكذبين بيوم الدين ، فهم ﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فهم لا يستحقون هذه النعمة العظيمة ، فقد غفلوا عن آيات الله في الدنيا ولم يروها فلا حظ لهم في تلك الهبة التي لا وصف لعظمها :
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
وشتان بين الفريقين يوم القيامة كما توضح سورة القيامة  :
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22 )  إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23 ) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24 ) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ  ( 25)  

يا أرحم الراحمين ، نسألك بفضلك حسن الخاتمة ، ونسألك بعفوك جواز الصراط ، ونسألك أن تجعل كتابنا بيميننا مع الأبرار والصديقين ، ونسألك شربة من يد نبيك لا نظمأ بعدها أبدا ، وحياة لا نموت بعدها أبدا ، وسعادة لا نشقى بعدها أبدا ، ونظرة إلى وجهك الكريم لا نسأل بعدها شيئا .

ليست هناك تعليقات: