الاثنين، 25 فبراير 2013

زيـــــــارة القبـــــــــــــور

زيـــــــارة القبـــــــــــــور

اسأل نفسك  :
عندما تمر بالمقابر هل تقف وتدعو لهم وتُقرئهم السلام أم تمرّ عنها مسرعا مرَّ الكرام ، ولا تلفت ؟ ولو سألت  : متى زرت مقبرة آخر مرّة ؟ لأجاب معظم الناس يوم جنازة فلان ، فترى الناس يعزفون عن زيارة المقابر بعد الجنائز ، ولم يكن هذا شأن الصالحين من قبل ، وديدن الزهاد الأتقياء .
ابن الجوزية في " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " يقول إن زيارة القبور مقصودها ثلاثة أشياء :
الأول: تَذكّر الآخرة ، والاعتبار ، والاتعاظ لقول الرسول r : " زوروا القبور ، فإنها تذكركم بالآخرة " .
الثاني : الإحسان إلى الميت ،  فلا يطول عهده به ، فيهجره ، ويتناساه ، كما إذا ترك زيارة الحيّ مدة طويلة تناساه ، فالميت أولى لأنه صار في دار قد هجر أهلها إخوانهم ، فإذا زاره وأهدى إليه هدية : من دعاء ، أو صدقة فرح بها كما يفرح الحيّ .
الثالث : إحسان الزائر إلى نفسه باتباع السنّة ، والوقوف عند ما شرعه الرسول r فيحسن إلى نفسه والمزور .
وقال الراوندي : من تذكر الموت لها عن اللذات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات .
وجاء في الأثر : أكثروا من ذكر هادم اللذات ، فما ذُكر في قليل إلا وكثَّره ، وما ذُكر في كثير إلا وقلَّله .
عامر بن قيس كان يقول : تعزى عن الدنيا بالقرآن ، فإنه من لم يتعزّ بالقرآن تقطعت نفسه على الدنيا حسرات .
وقال ابن الجوزي :
 اعلموا أن الشيطان لا يتسلط على ذاكر الموت ، وإنما إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة .
وما يثير الحزن في النفوس أنك تجد مقابر غير المسلمين نظيفة مرتَّبة ، أما مقابر المسلمين فعشوائية كثيرة الأوساخ ، تنبت الأشواك على القبور ، فلو أخذنا بوصية الرسول الكريم وزرنا قبور الأحبة ، ورفعنا في كل مرّة أذى ، لأصلحنا من هيئة المقابر ولعمرنا قلوبنا بذكر هادم اللذات ، فهل من مبادر ؟؟

يعزّي المعزِّي ثم يمضي لشأنه
ويسلو المعزَّى في ليالٍ قليلة


ويبقى المعزَّى في أحرُّ من الجمرِ
ويبقى المعزّى به في ظلمة القبر
ِ

ليست هناك تعليقات: