الاثنين، 4 مارس 2013

كيف صار شيطان مكة بألف رجل مسلم ..!!


مما جاء في سيرة ابن هشام عما تلا غزوة بدر  :
عمير بن وهب الجمحي ـ رضي الله عنه ـ كان قبل عزوة بدر شيطانا من شياطين قريش ، ومن الذين يؤذون رسول الله ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  وأصحابه في مكة ، وكان أن وقع ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر بيد المسلمين ، فجلس يوما  مع عصبة من أهل قريش في الحجر ، ومعهم صفوان بن أمية ، فذكروا أصحاب القليب والأسرى فقال صفوان : والله ما في العيش بعدهم خير . فقال له عمير : صدقت والله ، أما والله لولا دَينٌ عليّ ليس له عندي قضاء ، وعيال أخشى عليهم الضيعة لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علّة ابني أسير بين أيديهم . فاغتنمها صفوان وقال : عليّ دينك أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا ، لا يسعني شيء وأعجز عنهم . فقال له عمير : اكتم عني شأني وشأنك . قال : أفعل .
ثم أمر عمير بسيفه فشُحِذَ له وسُمَّ ، ثم انطلق حتى أتى المدينة ، فبينما عمر بن الخطاب مع الصحابة في المسجد إذ نظر إلى عمير بن وهب وقد أناخ على باب المسجد متوشحا السيف ، فقال : هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب والله ما جاء إلا لشر ، وهو الذي حرش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على الرسولـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  وقال : يا رسول الله ، هذا عمير بن وهب ، قد جاء متوشحا سيفه . قال : فأدخله عليّ ، فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه وجمع ثياب عمير عند نحره ، فلما رآه رسول الله : أرسله يا عمر ، أدنُ يا عمير ، فدنا ثم قال : أنعموا صباحا . فقال رسول الله ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  : قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام تحية أهل الجنة . فقال : أما والله ، يا محمد ، إن كنت بها لحديث عهد . قال : فما جاء بك يا عمير ؟ قال : جئت لهذا الأسير الذي بين أيديكم فأحسنوا فيه . قال : فما بال السيف في عنقك ؟ قال : قبحها الله من سيوف ، هل أغنت عنا شيئا ؟ قال : أصدقني ما الذي جئت له ؟ قال : والله ما جئت إلا لذلك . قال : بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب الكليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين عليّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمّل لك بدينك وعيالك على أن تقتلني له ، والله حائل بيني وبينك . قال عمير : أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا من خبر السماء ، وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني إلى الإسلام . ثم شهد شهادة الحق ، فقال رسول الله : ( فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره ) ففعلوا .
ثم استأذن عمير الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  بالعودة على مكة ليدعو الناس فيها إلى الإسلام لعل الله يهديهم ، في تلك الأثناء وبينما كان عمير يتعلم الإسلام كان صفوان بن أمية يبشر قريش بخبر عظيم : أبشروا بواقعة تأتيكم الآن في أيان تنسيكم وقعة بدر ، فلما عاد عمير مسلما حلف صفوان أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع .
بقي أن نذكّر بأن عمير بن وهب رضي الله عنه ، هو الواحد من الأربعة الذين بعثهم عمر بن الخطاب مدد لعمرو بن العاص في مصر عندما طلب منه أربعة آلاف رجل  ، وحسبهم على عمرو أربعة آلاف كل رجل بألف .  

ليست هناك تعليقات: