الثلاثاء، 5 مارس 2013

الخبيئــــة ....

الخبيئــــة ....

قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _:
(من استطاع منكم أن يكون له خِبْءٌ من عملٍ صالحٍ فليفعل) .
وروى الإمام الذهبي: أن الشيوخ والمعلمين كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.
فما هي الخبيئة ؟
الخبيئة من العمل الصالح هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي ، إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء, حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد, غير الله سبحانه, وهي من زاد الصالحين يدعون الله بها إذا ضاقت الأمور ولا فارج لها إلا الله ، كما ورد في الحديث الشريف عن النفر الثلاثة الذين دخلوا الغار، فانحدرت عليهم صخرة وسدت باب الغار، فقالوا : لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم .
فالدعاء كلم طيب، والعمل الصالح يرفعه ..
كانت خبيئة الأول سهر ليلة في برّ الوالدين
وكانت خبيئة الثاني تركه لكبيرة الزنا وهو قادر عليها
أما خبيئة الثالث فكانت حفظ الأمانة مع طول العهد ..
وكان شرط دعائهم : الله إن فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنّا ما نحن فيه . فقد توسل هؤلاء إلى الله تعالى بخبايا أعمالهم .
ولاحظ العلماء أن خبيئات هؤلاء كانت في باب الأخلاق والمعاملات، وذلك لأن المعاملات والأخلاق هي ثمار العقائد والعبادات ، والمرء في العادة يخبئ النفيس الثمين من ثمار عمله وكده.
الخبيئة من العمل الصالح لها كل هذه القيمة عند الله تعالى ...
لأنها دليل صدق الإيمان وإخلاص النية ، فهي محجوبة وممنوعة عن المنافقين والمرائين.
لأنها تعظيم لرب الناس لا تعظيم للناس .
لأنها تنشر في الناس الثقة بالله تعالى، وتزيد في بركة أعمال الخير بين الناس ،
لأنها تحفظ للإنسان مروءته وكرامته، تلك المقاصد النبيلة للشريعة الغراء .

الخبيئة هي زورق النجاة إذا ما هبت العواصف ..
الخبيئة هي العمل الصالح الذي يرفع الكلم الطيب فيرفع الله البلاء ..
الخبيئة هي قرشك الحلال الأبيض المدخر عند الله تعالى ليومك الأسود ..
الخبيئة هي السر الذي بينك وبين الله ..
فهلا اتخذت عند الله خبيئة ترفع لك دعاءك وتفتح لك أبواب الإجابة !!!!

ليست هناك تعليقات: