الثلاثاء، 5 مارس 2013

أخـــلاق رفيعـــة

أخـــلاق رفيعـــة

بينما كان أمير المؤمنين ( عمر بن عبدا لعزيز ) يدخل المسجد لأداء صلاة الصبح،  وكان المكان مظلما , فإذا به يتعثر ويسقط بسبب رجل نائم عند باب المسجد , فقام عمر واعتذر للرجل , ولكن هذا الرجل - وهو المخطئ - صرخ في وجه عمر قائلاً  : هل أنت أعمى ؟! 
فقال عمر : لا .وكان أحد الجند واقفاً عند باب المسجد فاستل سيفه،  وقال : دعني أقتص منه يا أمير المؤمنين .فلما سمع الرجل ذلك ارتعد خوفاً،  وعرف أنه صرخ في وجه أمير المؤمنين , ولكن عمر ـ رضي الله عنه ـ  ربت على كتفه وقال : لا تخف .ثم التفت إلى الجندي وقال له: تقتص ممن ؟ مالكم والناس ،  سألني الرجل هل أنت أعمى وأجبته ، وانتهى الأمر ...

فلما سمعت امرأته ما نزل في زوجها وفيها من القرآن، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة، ومعه أبو بكر رضي الله عنه، وفي يدها فهر من حجارة، فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ ، فلا ترى إلا أبا بكر. فقالت: يا أبا بكر، إن صاحبك قد بلغني أنه يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، والله إني لشاعرة:   مذممًا عصينا***وأمره أبينا  ***ودينه قلينا, ثم انصرفت. فقال أبو بكر: يا رسول الله، أما تراها رأتك؟ قال: (ما رأتني، لقد أخذ الله بصرها عني). وكانت قريش إنما تسمي رسول الله  صلى الله عليه وسلم مذممًا؛ يسبونه، وكان يقول: (ألا تعجبون لما صرف الله عني من أذى قريش، يسبون ويهجون مذمما  وأنا محمد).


ليست هناك تعليقات: