الثلاثاء، 5 مارس 2013

لا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء ..



نحلق في منطاد شهر رمضان المبارك نحو أفراح الروح  ...
نلقي من صندوق المنطاد شهوات الجسد، ونقدح في قبة المنطاد أنوار الوحي ..
فنسمو نحو الأعالي، نحو تلك القمم السامقة، حيث ملتقى الأنوار الربانية .. 
لأن الصيام وسيلة لغاية..

الوسيلة هي الامتناع عن الأكل والشراب والشهوة من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التعبد ..
الغاية هي تحقيق حالة التقوى التي تعني الابتعاد عن المعاصي.

الصيام حالة جسدية يمتنع الفم والفرج عن شهوته ..
والتقوى حالة قلبية يكف بها الجسم عن المعاصي ..
لذا يرسب في امتحان رمضان من حرم الجسد ولم يرتقِ بالنفس ..

جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو هريرة  :
(رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر ) .
وأوضح ذلك في الحديث :
( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) .   
هذا الذي يجعل بعض الصائمين يفشلون في الدورة التدريبية التي تستمر طوال شهر رمضان، والمتمثلة في الصيام نهارا والقيام ليلا ، فيرسبون في مدرسة التقوى .

يقول النبي _ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _:
( الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب - وفي رواية: (ولا يجهل) - فإن امرؤ سابه أو قاتله فليقل: إني صائم، مرتين )  (متفق عليه عن أبي هريرة).

وقد ورد عن عمر بن الخطاب قوله :
"  ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو" .  
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري:
" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء " .  
وروى طليق بن قيس عن أبي ذر قال:
"  إذا صمت فتحفظ ما استطعت. وكان طليق إذا كان يوم صيامه، دخل فلم يخرج إلا إلى صلاة " .

وكان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد، وقالوا: " نُطهر صيامنا.
وعن حفصة بنت سيرين من التابعين قالت: الصيام جنة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة!.
وعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يقولون: الكذبُ يفطِّر الصائم!.
وعن ميمون بن مهران: إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب.

قال العلماء :
"  أن المعاصي لا تبطل الصوم، كالأكل والشرب، ولكنها قد تذهب بأجره، وتضيع ثوابه" .
لأنها تفقد الصيام الغاية والجوهر والمضمون، وتبقي الوسيلة والشكل والقشرة ..

يا رب نسألك حقيقة الصيام، وحقيقة القيام، وتقوى القلوب
ونعوذ بك من الشقاق والنفاق والرياء، إنك أنت مقلب القلوب ..
اللهم إذا أعطيتنا الاسم فلا تسلبنا المعنى ..  

ليست هناك تعليقات: