الاثنين، 4 مارس 2013

شهادة ضمان لبرّ الأولاد ..!!


ذكر القرآن الكريم نموذجين لولدين ، الأول ابن إبراهيم عليه السلام ، والثاني ابن نوح عليه السلام ،  وذكر لنا القرآن في قصة ابن نوح :
﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا المَوْجُ فَكَانَ مِنَ المُغْرَقِينَ(43) ﴾
 هذا والد يرى الموت يحدق بابنه ، فيخاطبه بلسان الأب الشفوق ، ويدعوه للنجاة بحياته ، ولأن يركب السفينة ، الولد يرى الموج والطوفان ، ورغم ذلك يعق الولد أباه ، ولا يسمع كلامه ، فتكون النتيجة هلاكه مع المغرقين .
ويذكر لنا القرآن الكريم صورة مقابلة ، من خلال قصة إبراهيم عليه السلام مع ولده إسماعيل ، يقول تعالى :
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِِنَ الصَّابِرِينَ(102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ( 103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ(104)  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107)﴾ .
فهذا أب يدعو ابنه للذبح ، فما يكون من الولد إلا أن يستجيب بلا تردد لكلام أبيه ، وينقاد لأمر أبيه  ، ويستسلم لإرادة الله تعالى ، فتكون النتيجة أن الولد نجا من موت محقق .
ذات يوم جلسنا مع إخوان لنا نبحث في علة بر الوالدين ، هل هي مقدار ما قدم الأب للابن ؟ هل هي رحمة الوالد بالابن ؟ هل هي مقدار ما تركه الوالد للابن ؟ هل هي في تعليم الوالد للابن ؟ خلصنا من الاستقصاء أن شرط البر بالوالدين هو الإيمان الصادق ، أولا ، وقبل كل شيء .
روى صاحب موقع " صحف " القصة التالية :
هذه قصة واقعية حدثت منذ خمس سنوات في الرياض عاصمة المملكة السعودية ، ملخصها أن احد الإخوان متزوج ولديه أطفال أكبرهم عمره سبع سنوات ، ويعيش معه والده الطاعن في السن ، وأمام إلحاح زوجته وكلامها المعسول وافق الزوج على وضع والده العجوز  في إحدى غرف المسجد المجاور لمنزلهم ، مبررا ذلك بأن هذا في مصلحة الوالد كي  لا يشق عليه الذهاب والإياب من وإلى البيت بعد كل صلاة في المسجد فالغرفة أقرب ، طرح الرجل المغلوب على أمره الفكرة على والده الذي لم يكن له من خيار سوى الموافقة على مضض ، وفعلا ذهب الرجل إلى السوق ومعه ابنه البكر ليشتري لوالده مسلتزمات الغرفة التي في المسجد من فراش وسرير وخزانة ونحوه ، وكان من عناية الله به أن سأله ابنه الصغير المرافق له عمّا يشتريه ولماذا ؟ فأجابه أن ذلك لجده حيث أنه سوف ينتقل من بيتهم إلى غرفة بجوار المسجد ، فسأله هذا الطفل الصغير ببراءة : ومتى نشتري لك مثل ذلك يا أبي ؟ فنزل السؤال على الأب كالصاعقة ، وزلزل الأرض من تحت قدميه ، وأفاق من غيبوبته ، فأعاد ما اشتراه دون أن ينتظر من صاحب المحل إعادة المال وهرول إلى البيت ، وانكب على يدي والده يقبلهما ويعتذر له .

ليست هناك تعليقات: