الاثنين، 4 مارس 2013

اغضب لله مرّة

اغضب لله مرّة
           ترقَ فوق المجرّة ...!!

لمّا سمعت أن الجنود الأمريكان في (جوانتانامو ) يركلون المصاحف بأرجلهم ، ويلقون بها في المراحيض ، هل غضبت ؟ وكيف غضبت ؟ هل شاركت في نشاط احتجاجي يقول إنك غاضب ورافض ؟ عندما سمعت أن حراس سجن ( مجدو)  اليهود يدنسون المصحف الشريف ويهينونه أمام الأسرى المسلمين ، هل غضبت ؟ هل صرخت ؟ هل عبرت عن غضبك بكلمة أو بحركة أو بخفقة قلب ؟! عندما رأيت الجنود الأمريكان يقتلون شيوخا وجرحى في مسجد في الفالوجة  ، هل غضبت ؟ هل حرَّكت ساكنا تعلن عن غضبك ؟!
 ذكر أبو عمر بن عبد البر عن أبي عمران قال : بعث الله عزَّ وجلَّ ملكين إلى قرية أن
 دمراها بمن فيها، فوجدا فيها رجلا قائما يصلى في مسجده ،فقالا: يا رب ،إن فيها عبدك فلان يصلي .فقال الله عز وجل: دمِّراها ودمِّراه معهم فإنه ما تمعَّـر ( غضب) وجهه فيَّ قط .

وعندما سئلت الصحافية البريطانية ( إيفون رايدلي ) والتي وقعت في أيدي الطالبان قبيل غزو أفغانستان ، عن السبب الذي جعلها تتحول من النصرانية إلى الإسلام  أجابت الصحفية البريطانية قائلة: « لا يمكنني تحديد نقطة واحدة بعينها، لكن يمكنني تحديد اللحظة التي فقدت فيها الإيمان بالمسيحية، كان ذلك خلال حصار ساحة كنيسة المهد ، عندما كان الإسرائيليون يقومون بقصف الكنيسة أكثر الأماكن قدسية في نظر النصرانية، دون أن ينتقد مسؤول كنسي واحد في هذا البلد (بريطانيا) ما يحدث، إذ لم يتوفر لديهم الإيمان الكافي للوقوف والإعلان بصوت عالٍ ضدَّ ما يحدث من تعسُّف، وإذا لم يكونوا حريصين على ذلك، فلماذا أحرص أنا عليه؟

اليوم ينتصر الرجل لنفسه أيما انتصار وشعاره في ذلك : (من رشّك بالماء رشه بالدم ) أما عندما يتعلَّق الأمر باعتداء على الدين وحرمة المسلمين فشعارنا :( للبيت ربّ يحميه ). فرحم الله الصحابة والسابقين كان الواحد ينتصر لدينه ولا ينتصر لنفسه وهو يقدر .
جاء في حياة الصحابة أن سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه لَحِق مشركاُ في معركة جهادية صابرة ، تمكَّن منه فلمَّا هوى بسيفه عليه ،وإذ بذاك الرجل المشرك المقاتل يبصق في وجه الإمام علي ، والإمام علي كان قد تمكن منه ولم يبق بين سيف الإمام وبين رقبة هذا إلا اليسير ، وبمجرد أن بصق في وجهه تركه الإمام علي ، فقيل له : يا إمام : لم تركته ؟ قال لهم : أرأيتم ! لمّا لحقته كنت أسعى من أجل أن أنتقم لله ، أن أجاهد في سبيل الله ، فلما بصق في وجهي خشيت أن يخالط انتقامي لنفسي انتقامي لربي فتركته .
أُحْضِر بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل سكران ، فأمر عمر أن يُحدَّ ، فشتمه ذلك السكران ، فرجع عمر عن ضربه ، فقيل له : لم تركته يا أمير المؤمنين حين شتمك ؟ فقال : إنه لما شتمني غضبت ، فلو ضربته لكان ذلك لغضبي ، لا لربي .
نحن ساعدنا الأعادي
لو رأوا صفا قويا
لأنابوا واستجابوا
غير أن الضعف يغري


بالتواني والرقادِ
مستعداً للجهادِ
ثمَّ ثابوا للرشادِ
كلَّ عادٍ بالتمادي

ليست هناك تعليقات: