الاثنين، 4 مارس 2013

إتبـــاع الرســـــــول ....!

                                                 
عن  أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  قالت  :  قال رسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  : "  من أحدث في أمرنا هذه ما ليس منه ، فهو رد " .
فهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام , وهو مكمِّل ومتمِّم لحديث إنما الأعمال بالنيات , ويدخل في هذين الحديثين الدِّين كلُّه ، أصوله وفروعه ، ظاهره وباطنه , فحديث عمر ميزان للأعمال الباطنة ، وحديث عائشة ميزان للأعمال الظاهرة , فيهما الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ , اللذان هما شرطان لقبول كل قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقد جمع الله بين هذين الشرطين في قوله جلَّ وعلا في سورة الكهف :
﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا( 110).﴾
وفي ذات الموضوع  قوله ، ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ ، في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه : " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ".
مما شغل المسلمين في العام الحالي مسألة إمامة المرأة  للرجال ، فقد قامت في 18 آذار 2005 المدعوة بالدكتورة (أمينة ودود) أستاذة التاريخ الإسلامي في جامعة فيرجينيا في نيويورك بإمامة صلاة الجمعة في إحدى القاعات التابعة للكنيسة الإنجليكانية   ، وحضر الصلاة مئة رجل وامرأة ، وكان مراسلو وكالات الإعلام أكثر من الحاضرين ، وأقيمت الصلاة تحت حراسة مشدَّدة .
 وفي أمستردام عاصمة هولندا قامت مجموعة من النساء بافتتاح مسجد للنساء فقط ، وأذَّنت فيه امرأة ، وأقامت الصلاة ،وأمَّت النساء امرأة ، وحضرت الافتتاح المدعوة الدكتورة نوال السعداوي داعية الإباحية المعروفة .
 وكررت تجربة خطبة الجمعة امرأة تدعى إسراء النعماني في بوسطن بعد أسبوع ، وسمعنا عن امرأة من أصل مغربي تدعى ( نعيمة غوهاني ) تعمل ممرضة في روما تتقدم بطلب للإمامة في مسجد محلي في روما ، ودعواهن أنه لا يوجد نصٌّ في الدين الإسلامي يمنع إمامة المرأة للرجال .
الجميل في الموضوع أن جميع الهيئات الإسلامية وعلماء المسلمين توحَّدوا على رفض هذه البدعة .
جميع مساجد نيويورك رفضت السماح لأمينة وأتباعها بالدخول .
مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا استنكر هذه البدعة .
شيخ الأزهر محمد سعيد طنطاوي أفتى بحرمة هذا الأمر .
الشيخ القرضاوي كان من أشد المواجهين لهذه البدعة وقال إنها بدعة منكرة .
إن كل ذلك يشير إلى حقيقة واقعة أن الإسلام بلغ شأنا عظيما على الصعيد الفكري ، فلم يعد يقْبل ببدعة جديدة ، فقد ولّى عصر الجهل الذي يسمح لبدعة أن تمرّ على المسلمين ، كما بدأ ت ظواهر البدع المنكرة تُحارب وتُحاصر ، ولم يعد لها صولة في عالم المسلمين اليوم ، ولعل قضية إمامة المرأة لصلاة الجمعة خير مثال .  
يقول الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " ذلك لأن أهل تلك القرون كانوا يبدون حساسية شديدة في إتباع سنن الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  في حياتهم ومشاعرهم وأفكارهم .

ليست هناك تعليقات: